الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Mi corazón y mi hígado ..

هيام محمود

2018 / 4 / 7
الادب والفن


أعرف الكثير عن القصص الخرافية التي لا تَحدثُ إلا في خيال كتابها , قصص لطيفة تَجعلُ قراءها أو مشاهديها يتأثرون وربما يبكون أو يضحكون ويسخرون ..

قرأتُ وشاهدتُ المئات منَ القصص , بَكيتُ لبعضها وسَخرتُ من البعض الآخر و .. خِفْتُ من بعضها .

كان ذلك عندما كنتُ صغيرة , كان بكاءً بريئًا كانت سخرية بريئةً وكان خوفا بريئًا .. كنتُ صغيرة وكنتُ بريئة , وكان كل شيء بريئًا ..

اليوم كبرتُ , لَمْ أَعدْ ملاكا , صرتُ شيطانة وصار كل شيءٍ حقيقة , البكاء السخرية الخوف .. غابتْ البراءة وحَضَرَتْ الحقيقة , لَمْ أَتحسّرْ لحظة على براءتي بل قلتُ أنها .. مرحلة .

.

اليوم وُلِدْتُ وجِئتُ للحياة , كانتْ لحظة البداية .

اليوم اِلتحقتُ بالمدرسة ثم .. ثم .. ثم تَخَرَّجْتُ , كانت مرحلة .

اليوم بدأتُ العمل , وكانتْ مرحلة .
اليوم غيّرتُ كل شيء : كنت طبيبة فصرتُ نادلة في نزل جميل أو كنتُ مهندسة فصرتُ أُغَنِّي وأعزف في مطعم جميل , وتلك كانت مرحلة تجاوَزْتُها إلى مرحلة جديدة .

ماتت الأولى ولم يبقَ منها إلا الذكريات وحلّتْ محلّها الثانية : يوما ما وُلِدتُ , يوما ما كنتُ في المدرسة , يوما ما كنت طبيبة كنت مهندسة كنت نادلة كنت عازفة .

يوما ما كنتُ حيّة وكانت مرحلة .
يوما ما متُّ وكانت مرحلة .

يوما ما سحقني قطار أو سرطان , أو توقَّفَ كل شيء .. هكذا .. فمتُّ وكانت مرحلة .

يوما ما أحببتُ اِمرأة حتى العبادة وكانتْ مرحلة .
يوما ما أحببتُ رجلا حتى العبادة وكانتْ مرحلة .
يوما ما أحببتُ اِمرأة ورجلا وكانت .. المرحلة .

يومًا ما سألتُ : مِمَّا أَخَافُ وأُرْعَبُ ؟ .. السُّؤَالُ وجوابُه كَانَا مرحلة : الأجمل والأقْسَى .. الجوابُ مرحلة لَمْ تَنْتَهِ ولا يَجِبُ لها أنْ تتواصل .. أَخَافُ مِنْ أنْ أَفْقِدَ أحدهما : رُعْبٌ لا يُطَاقُ ولن يُطَاق ..

أن أفقد قلبي يعني أني بفقدانه أموتُ .. وإلى أن أموت سأتألّم .
أن أفقد كبدي يعني أيضا أني بفقدانه أموتُ . وإلى أن أموت , أيضا سأتألّم .
حتما يوما ما سأموتُ , وبموتي سيموتُ معي قلبي وسيموتُ معي كبدي . لكنّ موتي لن يَجعلَ قلبي وكبدي يتألّمان لأنهما سيموتان مباشرة معي .. والشكر للسيارات والقطارات والطائرات و .. و .. و .. المتفجرات .

حبيبتي ..
حبيبي ..
مَتَى نَمُوتُ ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -رفعت عيني للسما- أول فيلم مصري يحصد جائزة العين الذهبية بمه


.. اسئلة متوقعة وشاملة في اللغة الإيطالية لطلاب الثانوية العامة




.. طرح البوستر الرسمى لفيلم عصابة الماكس تمهيدا لعرضه فى عيد ال


.. أكاديمية زادك.. أول صرح تعليمي لفنون الطهي في السعودية




.. الفنان ويل سميث يتحدث لصباح العربية عن ردود الأفعال على زيار