الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع مظفر النواب .. في بستان الرازقي

عدنان يوسف

2018 / 4 / 7
الادب والفن



التقيت بالشاعر (الحالم ، الثائر) مظفر النواب لثلاثة ايام متتالية ، والفضل في ذلك يعود للشاعر (الكاتب المثابر) ريسان الخزعلي . تجولت معه في رحلة ممتعة ببستان الرازقي ، من خلال كتابه الذي يحمل العنوان نفسه ، مع شرح اضافي وددت لو انه وضعه في مكان آخر ليبقى "الرازقي" مشعا ، بارزا ، متصدرا (على الغلاف) وحده .

الكتاب : بستان الرازقي ، مظفر النواب . الاسرار القصية في الشعر الشعبي العراقي
المؤلف : ريسان الخزعلي
الناشر : دار قناديل . بغداد . شارع المتنبي
التاريخ : الطبعة الاولى 2018

في مفتتح دراسته هذه ، يقف بنا المؤلف عند باب البستان في التقاطة جميلة لمشهد من قصيدة لمظفر النواب :
وصفولي عنك
شال منك غيظ
بستان الورد
والنرجس الرايج
سكر
في تقديم 1 يقول الكاتب ، للتعريف بدراسته : حاولت في هذه القراءة دراسة النواب على مستوى التجديد والتحديث وجماليات استخدام الصورة الشعرية والرمز وكذلك اللغة ، وهي دراسة مستلة من مخطوطتي "الشعر الشعبي العراقي الحديث - حدود التجربة واللون - وقد صدر منها ما يتعلق بتجارب الشعراء ؛ "ابو سرحان ، عزيز السماوي ، علي الشباني ، طارق ياسين وشاكر السماوي .
يشير المؤلف الى ثورة الشعر العربي الحديث لمطلقيها ؛ السياب ونازك والبياتي وبلند الحيدري ليقرر ان ثورة مماثلة حدثت في الشعر الشعبي العراقي الحديث بقيادة النواب ، فهو "زعيم" التجديد ، يعود ذلك لاسباب عديدة منها ؛ موهبته وتجربته السياسية النضالية وثقافته (التحصيل الدراسي ، معرفته الموسيقية وميله الى الفن التشكيلي)
ويعني الكاتب بالتجديد (لدى النواب) توليف التشكيل اللغوي مع حالة الحزن "صبابات العشق ومرارة الهجران" والانتقال من صوت الرجل الى صوت الانثى والهمس الجنسي (غير الفاضح)
حدر السنابل كطة
ما يطفه عطابي
وتلجلج الليرة
*** *** ***
مثلت قصيدة للريل وحمد ، بما لاقته من استقبال حافل لدى الاوساط الشعبية والادبية ، فتحا ذهبيا للنواب ، استثمره بذكاء ، فواصل مشروعه بكتابة عشرات القصائد ، باقتدار فني تجديدي ، بين اعوام 1958 --1969 .
صدرت مجموعته الرائدة ، للريل وحمد ، وقد ضمت ثلاث وعشرين قصيدة منها : للريل وحمد ، مضايف هيل ، يا ريحان ، مامش مايل ، فوك التبرزل وزرازير البراري .
وعن التحديث في شعر النواب يشير الكاتب الى "الاسترسال الشعري التراكمي ، النهايات المفتوحة ، الميل الى الفصاحة والتحرر من اسلوب التقفية الخارجية" . ثم يتحدث المؤلف عن جماليات الصورة في شعر مظفر النواب فيقول : يميل النواب الى التعبير بالتصوير / التشكيل مما يجعل القصيدة تتلون بتنويعات فنية جمالية متعددة
ياما التراجي مرجحن
حسك الصافي وغفه
وياما اسفحت لك بالليالي
دموع جانت ترفه
وتدري
تنيت الدفو بلهفة وردة
وما جيت ، ونيمني الثلج
والشته كله تعده
لا بالمحطة رف ضوه
لا خط اجانه من البعد
لا ريل مر عالسدة
وعن جماليات اللغة الشعرية ، يقرر الكاتب ان المقصود بشعرية اللغة ، ان تحيل المفردات الى دلالاتها وغير دلالاتها في الوقت ذاته ، وتخلق من ترابطها ايقاعا جماليا يقترن بالموسيقى والغناء . لقد كان جهد النواب كبيرا في وضع جماليات اللغة في الشعر الشعبي العراقي الحديث ، ومن بين هذه الجماليات تكرار المفردة او اللازمة بتنويعات غير متشابهة :
والزلف هجرك فضضه
ورد فضضه
ومامش رجه

ويرد في "فصل" القصيدة بصوت الانثى : الكتابة بصوت الانثى تعود في جذورها الى الهايكوات السومرية العراقية ونعي النساء ، وكان النواب يستمع ، بإنصات عميق ، الى نعي النساء الحسيني . فكان اول من كتب ، في الشعر الشعبي الحديث ، بصوت الانثى :
ودن عالمكاحل
يا مضايف هيل
غطنه ، بكحل دخله
ومحبة ليل

بستان الرازقي ، كتاب جميل ، لمؤلف جميل ، عن شاعر جميل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال