الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات سرور

عبدالله بير

2018 / 4 / 8
الادب والفن


ذكريات سرور
ما أن أحسست بدفء ماءه في جوفي مع هزة الجماع ، مرت امام عينيي المغمضتين كشريط سينمائي ذكريات طفولتي و مقعدي المدرسي في الصف الأول الابتدائي . انا اسمع الطالبة التي تجلس ورائي تقول لصديقتها " امي تقول لا تصادقي هذه البنت ، فسال ابي لماذا ؟ سمعتها تقول له لا اريد ان تصادقها ابنتي لان امها قحبة ." لم أكن أعرف إنهما كانتا تتحدثان عني ، ولم أفهم وقتذاك معنى كلمة " قحبة " .
كنت في المدرسة ، طالبة مثالية ، اتذكر معلمتي التي كانت تحبني كثيرا وتقول للطالبات " يا بنات كن مثل سرور ، عاقلة و مؤدبة و شاطرة ، تصفيق لهذا الزهرة ، سرور " .الآن أنا عارية مع شخص لا أعرف حتى حرفاً من اسمه الحقيقي و دخلت معه في دوامة الجنس و الرقص البري منذ أن دخلنا هذه الغرفة .
أول ما لفت نظري في الغرفة اثاثها الجميل و البسيط ، و من الممكن ان يكون غالي الثمن ايضاَ ، بالرغم من عملي ليل نهار ، لم استطيع ان امتلك مثل هذه الغرفة ، فالستائر من المخمل الاحمر و مبطنة بتول ابيض, نصف مفتوحة, و يتسرب منها ضوء خفيف الى الغرفة فتحس بانك في فترة الغروب و الشمس ضاربة في الحمرة او اختفت في السماء و بقي فتات اشعتها في السماء. كان ورق الجدران زهري اللون في منتهى الروعة مع تلك الانارة الخفيفة التي ترسم ظلالك على فرش فارسي ذو نقوش شرقية ناعمة و جميلة في ارضية الغرفة. مقابل الشباك ،هناك مرآة جدارية كبيرة وامامها طاولة عليها بعض زجاجات العطور و زجاجة شراب احمر فارغة إلى النصف ومعها كأسان ، هناك امام الطاولة كرسيان من خشب الجوز الاسود و محفوران بنقوش رائعة تدل على مهارة الصانع . وتصادفك في الجدار المقابل للباب ، دولاب خشبي كبير ايضاً ابوابه محفورة ايضاً و يبدو انه من صنع نفس النجار، امام النافذة كان هناك سرير كبير مزدان بشراشف بيضاء و ذي خطوط حمراء على شكل ورود كبيرة ، على يمينك بالقرب من الباب هناك لوحة زيتية لفتاتين احدهما جالسة تضرب بآلة العود و الاخرى واقفة ترقص الرقص الشرقي .
استلقيت على السرير بعد خلع ملابسي و مداعبة بسيطة منه ، كان السرير و كأنه عش دافئ ناعم, احسست بنشوة عارمة ولكن كان الرجل مستعجلاً في امره استعجاله في الدخول لمعركة ،كنت اعرف إنني الخاسرة في نهاية الامر ، في تلك اللحظة ، كم تمنيت ان يكون لي غرفة مثل هذه ، القي الرجل بنفسه بين فخذي ، اولج في و اتحد جسدانا في لحمة واحدة تتحرك بتناسق موسيقي غريب ، تذكرت في تلك اللحظة بأنني القحبة التي تحدثت عنها تلك الطالبة في الصف الاول الابتدائي ، لذا لا يحق لي ان تكون لي غرفةً كهذه . عرفت في تلك اللحظة بأنني مثل اي مطعم او حتى مرحاض تأتي الناس لتقضي حاجتها و تذهب . هنا تذكرت امي و كيف كانت تستقبل الرجال في بيتنا ، من اجل اسعاد ابي الذي لا يعمل شيء سوى شرب الخمر و التدخين و لعب الورق مع أصدقائه ، كان لابد لأمي ان توفر له المال لذلك ويوم لم تكن مع امي مصروف سهرته في تلك الليلة ، تكون ليلة سوداء على امي فيعلوا صياحه ثم يبدا بضربها ، يشتمها ويقول بأنها لا تصلح لشيء و انها امرأةٌ نحس ، ثم يخرج من البيت ، عندئذ اذهب إلى امي فتكون هناك حفلة بكاء حتى اغفو ، ثم انهض في الصباح على صوتها :
- سرور ، سرور حبيبتي ، استيقظي ، انهضي حان وقت المدرسة ، سرور حبيبتي كوني شيئاَ غيري ، احصلي على شهادةٍ ما .
انا الآن امثل امي ، زوجي يمثل دور ابي ، احسست بصدره البارد يلامس صدري النضر ، فانا في العشرينات من عمري وهو في الخمسينيات ، اسمع حشرجاته ،كانت تشبه حشرجات ابي لما كان يضرب امي ، نظر إلي و ضرب كفاً على فخذي الايمن وقال :
- إنت باردة جداً ، اريد حناناً ، اريد متعةً ، دفعت مالاً لك ، هيا يا قحبة ، تأففي ، صيحي ، اسمعيني صوت آلامك .
ابتسمت للرجل و نفذت ما اراد ، وهو لا يعرف إنني اجرب عشرة رجال مثله كل يوم ، لا يعرف بأنني مثل اي بضاعة اخرى يعرضها اصحابها ، لا يعرف بأنني لا امارس الجنس لحاجتي اليه و تمتعي به بل امارسه لأنني قحبة ولأن زوجي ديوثٌ و ابي كان قواداً .
مازال الرجل مستمراً في حركته الصاعدة و النازلة ، هناك حبات عرق صغيرة صافية ظهرت على جبينه و صدغيه ، قلت له :
- أأنا جميلة ؟ أأعجبك ؟
فقال وهو متعب يتنفس بصعوبة :
- انت اجمل امرأة قابلتها ، انت جميلة و صغيرة و لذيذة ، انت مثل الخبز الطري الحار الذي يُخرج لتوه من الفرن .
فقت له :
- هل تتزوجني ؟
فقال :
- لا ....
فقلت :
- لماذا
فقال :
- اولًا لأنني متزوج و احب زوجتي ، ولدي اولاد ، ثانياً لأنني رجل شريف و انت ... انت ، هل تفهمين لذا لا استطيع ، ثم ماذا يقول عني الناس ؟
فقلت :
- لكن الا يقول المثل " لكل طائر سربه " نحن الان معاً عاريان ملتحمان ، نتمتع بالحياة .
ثم سحبت راسه إلي ، و قبلته قبلة حنونة جداً . فقال :
- ما احلى هذه القبلة ، آها متعيني لأعود إليك مرة اخرى .
انا لم اجرء ان اقول له تزوجني لأنني اعرف الجواب مسبقاً ، و فعلا من سيتزوج قحبة إلا رجلاً باع نفسه للمال . تصاعد صوته ، ثابر في إنهاء عملية الالتحام هذه ، ارتفع نبرة آهاته و حشرجاته ، تناسق صوته مع حركاته ، و كنت أنظر إلى عينيه ، كانا كعيني ذئبٍ منهمكٍ في التهام فريسته بعنف و دون رحمة . تَناولني كقطعة لحم كبيرة امامه ، فيمسك صدري و نهدي و يمصهما و يعضهما ثم تتفرس شفتاه في رقبتي واعلى صدري ثم ترتفع إلى خدودي ثم يأتي إلى شفتاي ، كانت رائحة السجائر تملأ زفيره ، وهذه الرائحة اعطتني نشوة قاتلة ، ذكرتني بأول و أخر قصة حب لي مع ابن الجيران ايام كنت في السابعة عشر من عمري ، كنا نلتقي فوق سطح بيتنا ، كان شاباً صغيراً بعمري تقريباً او اكبر مني بسنة او اثنتين ، كان انيقاً و جميلاً جداً و كنت احس بالطمأنينة و امان كبيرين معه ، كنت اراه انساناً عظيماً و رائعاً ، احببته حباً جنونياً و كنت مستعدة لفعل اي شيء من اجله و كان هو كذلك ، اتذكره يقول :
- سرور ، حبيبتي سأجعلك سرور بمعنى الكلمة, سأحررك ، ستكونين اسعد انسانة في هذا الكون ، سنكون معاً و نبني بيتاً جميلاً ويكون لدينا اطفال و لن اسمح لاحد ان يسلبك مني .
كنت اقول له :
- ترى هل سأرى ذلك اليوم ، هل سأكون لك وحدك ، لكن كيف ؟ هل ستقبل عائلتك ، لأنك تعرف موقفهم من بابا و ماما ، كلما مر ابوك بأبي في الشارع لا يسلم عليه و يقول بصوت واضح " اعوذ بالله من السيء و المسيء و الديوث " .
فيرد علي :
- لا يهمك ، سأخطفكِ ، سنهرب بعيداً عنهم .
كنت اضحك كثيراً منه و خصوصاً عندما كان يقول هذه الكلمات و يرفع يديه بحركة دائرية كاملة.
فترتسم ضحكتي على وجهي ، فيتصور الرجل بأنني اضحك له و يقبَّل شفتاي و يقول :
- ما اروعك حين تبتسمين .
قال ذلك وهو يواصل حركاته صعوداً و نزولاً ، حتى اسرع من حركاته بقوة يهز معها كل جسمي و اخيراً تشنجنا من رعشة الجماع الاخيرة . كرهت نفسي مثل كل مرة احس بها و عهدت نفسي مرة اخرى بأن لا يكون لي بنت تأخذ دوري من بعدي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس