الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية إلى سمر يزبك

ماجد رشيد العويد

2006 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


التقيت الأديبة الروائية سمر يزبك في مهرجان العجيلي الأول للرواية العربية. سيدة جميلة مهذّبة. في المهرجان قدمّتْ شهادة عن تجربتها الروائية، وقدمت بدوري شهادة في أدب الدكتور عبد السلام العجيلي. ولأنها حازت حظاً واسعاً من الحسن والجمال إلى جانب ملكة طيبة في الكتابة، فقد تركت أثراً عميقاً في الحاضرين من الفعاليات المشاركة ومن الجمهور. أديبة وكاتبة مهتمة ببلدها، نقلتْ بعض ما أرادته من روايتها "صلصال" إلى حيث قصر العدل في شارع النصر في دمشق لتقول للحجاج بن يوسف الثقفي أحد رموز الطغيان الأبدية: إنك لا تملك أن تكمم الأفواه إلى الأبد. وبمثل ما ينسحب ظلّ الحجاج على كل طاغية عربي، تنسحب الظلال الوادعة لأمثال العالم سعيد بن جبير على كل مقاوم وممانع لاستمرار الاستبداد في وطننا العربي والسوري منه بشكل خاص. وكما فعل الحجاج يفعل الطغاة اليوم، يقتلون ويحرقون ويجرفون ويسجنون، لا يميزون بين رجل وامرأة. وإذا كان الحجاج قد جمع بين النساء والرجال في سجن واحد، فإن زبانية طغاة هذه الأيام لا يتورعون عن اغتصاب إناث عاملات في الحقل السياسي، فما بالك بضربهن ومحاولة تشويههن؟ يغدو الضرب هنا نوعاً من الترويح عن النفس لا أكثر لدى هؤلاء.
ففي الاعتصام أمام قصر العدل بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لحلول قانون الشؤم، قانون الطوارئ تعرضت الأديبة سمر للضرب المبرح الذي أرقدها فراشها مخلّفاً رضوضاً كثيرة في جسدها، وللسحل كأنها ليست مخلوقاً آدمياً، يحمل المبسم منه ابتسامة عذبة، ومن دون أن يراعي البعثيون من شبيبة وطلبة كونها زهرة جاءت بأريجها معتصمة لا محاربة، تحمل قلماً ولا تحمل عصا ولا مدفعاً، لأنها لو كانت تحمل مدفعاً لوجهته إلى صدر عدو لها يغتصب بعض أرضها. كل ذنبها مع إخوانها ورفاقها أنها تمانع استمرار قانون الطوارئ، لما فيه من إهانة لبشرية السوري الذي يعيش مكبلاً بالخوف يمنعه من التطوير والتحديث، ومن الإبداع. وكذلك فعلوا مع الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي حسن عبد العظيم، من دون أن يعملوا على احترام شيبته وهم في مثل سنّ أحفاده.
وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها المعتصمون للضرب والإهانة، فإذا كانت المرة الأولى مصادفة الاعتصام مع مسيرة تأييد للسيد الرئيس فنزل البعثيون إلى الساحة، فما تبريرهم هذه المرة للتعرض للمعتصمين بالضرب والإهانة؟
إلى متى يظل البعثيون على جهلهم يمدّهم بالغواية، وتذهب بهم هذه إلى ضرب وسجن وتشريد نبلاء هذا الوطن؟ إلى متى لا يدركون أنهم جعلوا من سورية طللاً ينعق بين أرجائه بومُ الخراب؟. لن نملك في سوريا، وبدقة أكثر، لن يملك النظام في سورية مخرجاً من أزماته بغير مصالحة الشعب ومحاورةِ معارضته الأبية التي رفضت أن تمدّ يدها إلى الأجنبي.
ولن يملك الناس القدرة على التخلي عن حريتهم وستكثر الاعتصامات والاحتجاجات، حتى يُنشَرَ بيرق الحرية ويرفرف فوق ربوع سوريا المجيدة بأبنائها. وفي هذا الاعتصام وفي نوع من العفوية ردد المعتصمون شعار "الله سورية حرية وبس" في رد على شعار "الله سورية بشار وبس" وإذا كان السيد الرئيس يمثّل ضمير كل بعثي وجبهوي سوري، فإن الحرية بلا ريب تمثّل ضمير الإنسانية بلا منازع في كل مكان وزمان، وبهذا المعنى تكون الخيمة التي تظلل البشر من حريق الطغاة والبلسم المقاوم لدمّل اللهو بمصائرنا، وبهذا يحقق المعتصمون الهدف من اعتصامهم.. الحرية.
تحية للذين ضُربوا وهم يحملون بين ضلوعهم توقاً نازفاً حرية، تحية لهم في قبضهم على جمر الاستبداد يطفئون حمرته الزائلة، وتحية لهم.. أجنة تتخلق نخلاً باسقاً في صحراء بعثية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي