الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدعٌ متبعٌ معاً

عمر أبو رصاع

2006 / 3 / 13
الادب والفن


هذه قصيدة قرضتها على منوال بيت يصف فرس الشاعر مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علٍ
هذا البيت ظل يداعب خيالي فأخذت في هذه القصيدة أعارضه في وصف خلجات نفسٍ عاقلة هاكها عزيزي القارئ ، تأملها جيدا ومرحبا برأيك.

عَظِيمٌ وَضيْعٌ مُبدِعٌ مُتَّبِعٌ معاً
كَخَلطٍ عَجيبٍ قدَّهُ الزَمَنْ

يَرُمُ بُيوتَ النُّورِ مُلتَجِأً لها
وليسَ لِهَذِيْ الرُوحِ حُرِّيَّةُ السَّكَنْ

يَجُوزُ عَنَانَ السَّماءِ كََعَاقِلٍ
ويَهْوِيْ لِبعضٍ التُّرابِ كَمُفْتََتَنْ

عَقِلْتُ ... ولكْنَ الغِوايَةَ رَبَّتِيْ
فَإنِّي لَعمري يا حَبِيْبَةُ مُمتَحَنْ

فهذان تكويني وما من مُخَلِّصٍ
وحيثُ يكون الطيرُ لا بد من فَنَنْ

وبعضي لبعضي في صراعٍ يصوغني
سموٌ كَذِي رُوحٍ وذُلٌ كَذِي مَتَنْ

فضِدٌ سواءُ الحالِ في كُلِّ مُستَوٍ
عَجِيبُ بِهِ رِقُّ الصَّبِيِّ و من طَعَنْ

وضِدٌ إلهُ العقلِ صاحِبُ سرّهِ
فإن زالَ عنهُ العقلِ أصبحَ كالوثَنْ

يهيْمُ كما الطير الضرير بلا هدىً
ورغم فسيحِ الكون يبحثُ عن وطنْ

يضيق بما فيها ويسكب دمعه
فمهما جنى فيها سيجنيهُ الكَفَنْ

حياة خصصناها بكل مودةٍ
ومُعْجِبَتٌ حتى وإن ولدت شَجَنْ

ترى أمرها في عبرةٍ لمعانها
كدعوة مشتاقٍ وجوهَرُها حَزَنْ

إذا فَاحَ يسمِينٌ وهاجَ بِخافقٍ
فطائعَتٍ جاءتكَ وانعقد الرَّسَنْ

وإن اقفرت ظلما وذلك شأنُها
رَمَتْك بأصنافِ البلاءِ فتُمْتَهَنْ

أيا من خَلقْتَ الكونَ تَفْتِنُنَا بِهِ
وتَقْهَرُنَا مَوْتَاً بِهِ أَبْلَغ السُنَنْ

ألهتَ نُهَى كُلٍّ فكُنتَ لعاقِلٍ
إلهَاً لِسرٍّ فيكَ حِيْرَتُهُ الفَطِنْ

يدُ الموت لن تبلغُ لِبِدعَتِ بادِعٍ
وَ لَن يسْتَوِيْ فيها القَبيحُ مَعَ الحَسَنْ

فذكْرٌ لِإبداعٍ يُخلِّدُ أهْلَهُ
وتذهَبُ كَفُ المَوْتِ سراً بِمنْ هَدَنْ

فعقلٌ يَجُوبُ الأرضَ صانعُ صنعتٍ
يُسَخِّرُ ما فيها لِبدْعَتِ من تَقَنْ

سَيخْلُدُ فِيْ طُولِ الزَّمانِ وَ عَرضِهِ
وَ ذَاكَ فَنَاءُ الموْتِ يَذْهَبُ بالبَدَنْ

تُقاسُ حَياتيْ عِنْدَ جَهَلِ أمْرِهِ
بِوِرْقٍ وَضِيْعٍ لَيْسَ يُحْمَلُ للجَنَنْ

وعِنْدِيْ وُجُودُ النَّفْسِ فُرْصَتُ عَاقِِلٍ
لينْبِتَ فيْ رأسِ الوُجُدِ لَهُ أُذُنْ

فيُسْمِع كُلَّ الكونِ أفكارُ عَقْلِهِ
وَ تَكْبُرَ فيْ أرْضِ الإلهِ لَهُ مُدُنْ

قدّ : قدّ الشيء قطعه واقتبسه وصيره.
يروم : رام الشيء قضده أروم مكانا أقصده وأذهب إليه.
الفنن : بيت الطير : عشه.
المَتَن : جذع الشيء مادته.
الطاعن : من تقدمت به السن.
الشجن : الحزن.
العبرة : الدمعة.
الرسن : لجام الخيل ، انعقد الرسن لفلان أي أن الأمر صار له وتمكن منه.
اقفرت : خلت.
النُهى : العقل ، ألهت نهى كلّ هنا بمعنى احتارت بك العقول ؛ قالت المعتزلة الله ليس من الوَلَه كما يرى المتصوفة وإنما سمي الله لأنه أله أي حارت به العقول.
البدعة : الفعلة التي لم تكن مألوفة وهي المرة من الفعل أبدع ؛ أبدع يبدع بدعةً.
من هدنْ : من سالم الحياة ووادعها ، وودعها على ذلك ؛ عاش على هامش الوجود.
من تقن : من اتقن صنعته.
بورقٍ : الورق المال من فضة ، هنا كناية عن المال. والجَنَنْ : القبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف