الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


4-9 يوم اسود

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2018 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تتراقص الكلمات أمامي وتتسارع العبارات وتتخلجني المشاعر كلما وقعت عيني على بطاقتي وعليها اسم العراق ، وبعدها اسمي واسم ابي ، لقبي وعنوان وتاريخ ولادتي ، وانا امضي في تقليبها عيني لا ترى الا اسم بلدي ,بلدي الذي امسى حزينا منهكا اسمه متذيلا كل اسماء البلدان الا في السلبيات فهو اولها , وهنا اسال نفسي ماذا قدمت لوطني الي تنهمر الدموع كلما نطقت اسمه وتذكرت ارضه المخضبة بدماء ابنائه .


عذرا ياوطني ليس لي حول لأحميك،ولا قوة لأدفع عنك ظلم العالم وظلم ابنائك ، فاليوم اراك تباع لارضاء الغير ويقدم اسمك في الهبات ,كانك يتيم في أرض اللئام,هي حقا مهزلة التاريخ في أبهى تجلياتها،عندما ارى من يملك الحكم والسلطة فيك يتافخرون معلنين أن التاريخ العراق أنتهى،و الوطن لم يعد يتسع إلا لفئة واحدة ،لافئتان . هذه الفئة الواحدة تجاوزت الدين والمذهب والعرق، واتحدت على نهب الوطن وتدميره ، تلك هي بطاقة الانتماء الى هذه الفئة فلا مجال فيها للوطنية ولا للنزاهة . يقودون حملات التحريض والتعبئة وينشرون سموم الكراهية والأحقاد وينبشون الماضي لفتح الجراح، يستجلبون التكفيريين ومجرمي المليشيات من كل مكان ويسهلون لهم تنفيذ المهام، يغتنون على حسابنا ويُصفُّون أحقادهم وضغائنهم بجثثناو فوق آلامنا ومصائبنا، لم يعد يهمهم شعباً ولا حياة باستثناء حياتهم وأهلهم،والكارثة والفاجعة.. جميعهم يزعمون حب الوطن وخدمة الوطن لكن ما ادراهم بكل هذا هم مجرد مرتزقة لا تاريخ لهم و لا وطن ،الاسم عندهم مجرد كلمة يطبعونها على الورق وصوت يرددونه في الاعلام من اجل اغراضهم القذرة ، لم يعلموا ان اسم وطني يعكس روحا ، روحا تهب كنسمات دافئة تحضن من حولها ونشم فيها عبق التاريخ ، تحن علينا كام تحتظن رضيعها، وتحتوينا، تهب لنا الحب و الامان.

في يوم سقوط الصنم لم يدر في بال (الشرفاء )من المعارضين لحكم صدام او كارهيه ان تبرز مثل هذه الوجوه وتدلع السنتها لتتفوه بعبارات وكلمات تحمل السم الزعاف مداف في العسل مدعية الحرص والحب للطائفة ان كل من يسعى لتخريب الوحدة الوطنية ما هو الا عميل ومخرب هؤلاء هم السبب الرئيسي في تخريب الوحدة الوطنية والمحرضون للبسطاء وتأجيج الصراع الذي لا مستفيد منه الا هم لقد جعلوا من السواد العام حطبا لنيرانهم التي يطبخون عليها طبخاتهم القذرة ويحصلون على مبتغياتهم ويطعمون ابناء الشعب السم الزعاف لقد برزت اقزام لم يسمع بها ابناء الشعب الا بعد الاحتلال واصبحت تطول بقامتها وتمد السنتها وتدعي حرصها ودفاعها عن الشعب ووحدته.

ان الذين يجلسون اليوم خلف المايكرفونات وامام شاشات التلفزيون ويقبعون في منطقتهم الخضراء التي اصطبغت بدم العراقيين واصبحت حمراء من دم الابرياء وسرقاتهم وثمنا لجلوسهم على الكراسي التي يتربعون عليها الان ،مجرمي المنطقة الخضراء الذين توسمهم امريكا اليوم بحكام العراق الديمقراطين و حكام العراق هؤلاء هم الذين جعلوا العراقيين الذين ملوا الانفجارات والارهاب المنظم والقتل العشوائي واعدوه باصلاحات ستكون العصا السحرية التي تجلب الامان والاستقرار والقضاء على الفساد لهم ليشهد العالم تمثيلية اقرب الى السخافة اسموها اصلاحات تارة واخرى اعتصامات من اجل مصالحهم فقط

. وان كل المشاكل تجذرت في العراق تجذرا كبيرا بسبب حكومة واحزاب من اشباه هوﻻكو- فعلا وحقدا على العراق , او ان العقد الذي عاشه العراقيون مع سياسي مفرزات الاحتلال ستضل حاضرة في أذهانهم لفترة طويلة من الزمن، وسيذكرها الأجيال جيل إثر جيل، وسيخلد التاريخ هذه المحطات بقصص مختلفة، وحقيقة ستقف الكلمات عاجزة للتعبير عن حجم المأساة التي تعرض لها العراقيون .

فمجتمعيا بعد ان كان المجتمع متراصا مترابط امسى المجتمع العراقي يسير نحو الهالكة بسبب قياداته وأقطابه التي هي في أغلب الأحيان تكون قيادات دينية فترى العراق بجهودهم مقسمًا على أسس طائفية وعرقية مقيتة,فأصبح كل شيء في البلد يسير على تلك الأسس، والتي إن بقيت فيه لن تقوم للعراق قائمة في الإعمار والازدهار إلى أن يشاء الله ,فالعراق هذا البلد الغني بثرواته الطبيعية ، وصاحب رابع أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم، ليس لأهله في خيراته نصيب سوى الاسم فقد نهب اشباه هولاكو كل شيء!! فالشعب يعاني من مشاكل في الخدمات، ويفتقر للكثير من مقومات الحياة الكريمة في بلد يعم الفساد المالي والإداري ربوع مؤسساته ويقوده نحو الا فلاس ,فنحو اكثر من 2مليون شخص، هرب نصفهم خارج البلاد، والنصف الآخر نزح إلى مناطق أخرى داخل العراق، وبحسب تقرير للأمم المتحدة يحتل العراق مركز متقدما عالميًا ضمن الدول المصدرة للاجئين.

المنظومة التعليمية التي تعتمد عليها الدول لتتقدم امست بجهود افرازات مرتزقة الاحتلال مهلهلة تشهد تجاوز الطالب على أستاذه ، وتتعد أساليب التجاوز وتبدأ بعدم الاحترام ويصل الحال إلى من يهدد بالقتل لسبب أو لآخر،وتمر عمليات الاعتداء لأنه لو فكر في أن يرد على الاعتداء بصورة قانونية فإن ثمن رده سيكون حياته أو حياة أحد أفراد أسرته,وتستمر الفوضى لتبلغ ذروتها في غش بعض الطلبة في امتحاناتهم،ولا يقتصر الغش على الطالب فقط، ويصل الى الأستاذ فمع الاسف يقوم بعض المدرسين والأساتذة الجامعيين بتسريب الأسئلة الامتحانية مقابل ثمن او رضوخ لتهديد المليشيات التي بدات تقنع الطالب بان النجاحنصيبه ان كان معها وطبعا سينتج من خلال هذه العملية جيل فاشل يهدم ولا يبني، ولا يعرف أبسط واجباته في العمل المؤسساتي أو العمل الحرفي.

اما عن تدمير البنية التحتيه فكما فعل السابقون عمل الاحقون فسعو لتدمير البنى التحتيه بكل مقوماتهاالامر الذي بسببه امسى العراق غير قادرة على توفير مستلزمات الحياة العادية، وانهارت مواردها الأساسية وتوقفت الوحدات الاقتصادية، وبعد ان كنا نعتمد على انفسنا بانتاج ماناكل ومانستعمل امسينا ننتظر المعونات الإنسانية.

واما بالنسبة لامن والامان فالاعتماد على الكمية على حساب النوعية في بناء الجيش العراقي الجديد والاجهزة اﻻمنية , والطائفية والعرقية والرشوة والفساد الإداري في قبول المتطوعين، والتغاضي عن الشروط الصحيحة من ناحية الصحة والكفاءة العقلية والعلمية وغيرها من شروط القبول ، أضعف الروح المعنوية والاستعداد القتالي و بسبب انعدام التدريب، وانعدام الرؤية الاستراتيجية للبناء العسكري والامني الجديد الذي انعكس سلبيًّا على عملية التسليح والتجهيز، ومن أكثر المخاطر المحدقة بمهنية القوات المسلحة والاجهزة اﻻمنية هي قضية التسيس ومسألة الولاء حسب الطائفة والعرق والحزب .
اليوم العراق الذي يريده اشباه هوﻻكو (النجيفي والجبوري والخزعلي والعامري والجعفرى والحكيم وعلاوى والطالبانى والبارزانى وصولاغ ..الخ) و وعاض السلاطين الذين يدعموهم او يسكتون عنهم ليس سوى مرآة لانحطاط ثقافتهم ومستواهم الأخلاقي المتدني. يردون ان يصنعوا بلدا يشبههم تماما؛ بلدَ لصوص ومجرمين وقتلة، لانه الوحيد الذى يسمح لهم بالثراء.


واخيرا ارجوكم يامن جئتم خلف دبابات الاحتلال خذوا عاداتكم وتقاليدكم وتقليعاتكم وادعاءاتكم، فقد سرقتم منا الماضي والحاضر، فاتركوا لنا قليلا من المستقبل،خذوا سياساتكم ومجالسكم وحتى ديمقراطيتكم واتركونا بسلام،خذوا ملايينكم التي سرقتموها وصفقات فسادكم ،اسالكم بالدولار الذي تعبدون خذوا كل ماسرقتم واتركوا لنا ماتبقى من الوطن،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل