الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهكذا سيموت صدام !!

طارق الحارس

2006 / 3 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


خبر صغير نشر بالعديد من الصحف العالمية وأذاعته العديد من القنوات التلفازية العالمية أشار الى وفاة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي حكم يوغسلافيا لمدة 13 عاما حتى العام 2000 .
الخبر أشار الى أنه وجد ميتا في زنزانته في سجن لاهاي الموقوف فيه من قبل محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة ، وهي محكمة تابعة للأمم المتحدة ، بتهمة المسؤولية عن جرائم ابادة جماعية ، وجرائم حرب ، وجرائم ضد الانسانية خلال حروب البوسنة وكرواتيا بين عام 1991 و 1995 . نهاية الخبر أشارت الى أن المحكمة قد فتحت تحقيقا في ملابسات وفاة ميلوسيفيتش .
هكذا سيموت الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في زنزانته أيضا ، وهكذا سيتم نشر خبر وفاته ، لكن ليس قبل أن تمضي مدة كافية على اعتقاله ، وليس قبل أن يتم الحكم عليه في قضية الدجيل وربما في قضايا أخرى .
بعد اعلان الخبر ستخرج هيئة الدفاع عن صدام ببيان تحمل فيه المحكمة ( غير الشرعية ) مسؤولية وفاة ( الرئيس الشرعي ) صدام حسين وستحمل الحكومة العراقية ( العميلة ) هذه المسؤولية ، ولن تنسى هذه الهيئة أن تحمل في بيانها المسؤولية نفسها القوات ( المحتلة ) باعتبارها المسؤولة عن المعتقل الذي حصلت فيه حالة الوفاة .
سبق أن ذكرنا في مقالة سابقة أن المحاكمة الجارية حاليا حول قضية الدجيل وحتى المحاكمات الأخرى التي يكون المتهم الرئيس فيها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين هي في حقيقتها محاكمات سياسية أكثر من كونها جنائية ، إذ أن الطرف الرئيس الذي اعتقل صدام ، الطرف الأمريكي ، له العديد من الأهداف السياسية التي يبتغي الوصول اليها من خلال هذه المحاكمات . أما ما يهمنا نحن أبناء العراق الذين ذقنا أبشع أنواع الاضطهاد والدمار على يد صدام ونظامه من هذه المحاكمات فأننا من المؤكد ننتظر بلهفة كبيرة اصدار الحكم باعدامه هو وزمرته ، لكننا في الوقت نفسه نجد أن هذه المحاكمات قد وفرت لنا مشاهدة العديد من الصور التي كانت تقع خارج أحلامنا ومنها رؤية صدام داخل قفص الاتهام ومشاهدته ذليلا ومهانا خلال جلسات هذه المحاكمة . ننتظر أيضا تنفيذ حكم الاعدام الذي يبدو أن اصداره بات قريبا في أولى القضايا المتهم بها صدام ، لكن العديد منا يعتقد أن هذا الحكم ، في حالة صدوره ، لن ينفذ وأن من يعتقله سينتظر وفاته في زنزانته بشكل طبيعي مثلما حصل للرئيس اليوغسلافي السابق .
بعد اعلان وفاة صدام من قبل الجهات الحكومية العراقية ، وبعد اعلان بيان هيئة الدفاع سيخرج الشعب العراقي بمظاهرات عارمة يكون فيها بعضهم فرحا جدا بعقاب الله للمجرم الذي قتلهم وعذبهم وشردهم متناسيا قضية المطالبة باعدامه على أساس أن حكم الله قد صدر ولا حكم فوق حكمه ، وبعضهم الآخر سيشكك بخبر الوفاة لأنه يعتقد أن الحكومة الأمريكية قررت انهاء الموضوع وتسفير صدام الى احدى الولايات الأمريكية ، إذ هيأت له هناك قصرا كبيرا ينهي به ما تبقى من عمره بهدوء ، أما البعض الآخر فسيخرج منددا بالجريمة البشعة التي اقترفتها الحكومة الأمريكية بقتلها ( الرئيس الشرعي للعراق ) . اخوتنا العرب سيخرجون بتظاهرات عارمة أيضا يشتمون فيها ( الخونة ) و( العملاء ) في الحكومة العراقية وربما سيشتمون ثلاثة أرباع الشعب العراقي الذي لم يقف مع ( قائد ) و ( بطل ) الأمة العربية في معركته ضد قوات الاحتلال وسيشتمون الحكومة الأمريكية لأنها قتلت صدام في زنزانته .
وهكذا ستنتهي قصة صدام حسين مثلما انتهت قصة ميلوسيفيتش !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس