الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تأت يا ربيع # 5

منير الكلداني

2018 / 4 / 11
الادب والفن



(( رجفة تأخذني حيث احتضر بين سماء طيوفك القاحلة ))
يكاد الغضب ان يتلاعب بي ، وقد أصبحت العدو الأول لفريق رعد ، لم اعد اطيق صياحهم ، كانوا يهربون عندما يرووني وكان الهارب الأول (( ربيع )) ، وها هو المكان يخلو من كل شيء سواي واصوات الفجور ، زقاق (( عاهر )) ، عاهرون وعاهرات لا فرق ، وبذكره جاء من يسمى (( الخلوق )) ، كم اكرهه ، نزل من سيارته ، يغسلها كل يوم في مثل هذا الوقت من عصر النهار ، لا اعرف ما هي المعجزة التي اعطته الصبر على زوجته البائسة ، كيف يعيش معها محتفظا برغبته في دماغه
** كيف حال زوجتك أيها البائس ؟
ابتسم كعادته ، يا لوقاحته ، كل نهاره مبتسم ، لم يقدر الغضب الذي احمله تجاهه
** تفضل ماذا تريد ، لا بد ان فضولك يأتي بك ....
تحركت يداي بلا شعور ، اوردتي تكاد تخرج من الحنق
** (( متماسكا )) : اعلم انك لا تكذب ابدا وهناك شيء يشغلني كثيرا ...
تأمل في سحنتي قليلا وأومأ برأسه
** (( أكملت )) هل رهف تواعد الشيخ الوسيم ؟
لمحته يمسح دمعة نزلت على خده .... اغضبني جدا
** لم تبك يا رجل ، هل ماتت زوجتك !!!
لم يرد ، بل اكتفى بنظرة نحو البيت المهجور
** ما بك ؟ لقد اخفتني ... تكلم لقد بدات اغضب !!!
بكل هدوء دخل الى بيته ، وقفت كجثة في المكان ، واذا بعد هنيهة ، يخرج مع زوجته ، بهية ، انيقة ، محمرة شفتاها ، وفي خدها أثر (( ما ))
نطقت فكان صوتها جرسا ، يا للعجب ، كيف تغيرت هذه المراة القبيحة الى ملكة للزقاق ، هل كان يخدعنا هذا الخلوق ، هل كان بيته محلا للدعارة
** تفضل ماذا تريد من زوجي ؟
بين دهشتي والمفاجاة تلعثمت قليلا والتفت اليه
** لماذا تتعبها وكيف تريدها ان تجاوب على سؤالي (( علا صوتي )) هل هي سائقة ام انت ؟
أشر بسبابته اليها
** (( متطايرا من الجنون )) كيف لها ان تعرف أيها الديوث ان رهف تلتقي بالمتعجرف الجديد .... (( باعلى صوتي )) كيف ؟؟؟
لم يجب بل أعاد نفس حركته
اقتربت زوجته ناحيتي ، مدت يدها البيضاء نحو وجنتي وبهدوء قالت :
** تمهل يا بني ؟؟؟
يا للوقاحة ، يبتسم الخلوق ، يمد يده الى وجنتها قائلا
** تمهلي يا نور حياتي
زقاق ارعن لا يأوي الا المجانين ، مللت من كل شيء ، منهم وحيطانهم
** (( قالت )) نعم اعلم ماذا تفعل رهف مع الشيخ الوسيم
ابتهجت اساريري وهدات ثورة غضبي ، يا له من حمل ثقيل عشت معه طيلة هذه الأيام
** من اخبرك وانت مريضة ؟
فأشارت باصبعها نحو البيت المهجور ، جن جنوني
** هل تضحكين علي ايتها المقرفة !!!
شاهدتها وهي تمسح دمعة سقطت على وجنتها والتفتت الى البيت المهجور
** (( قالت )) لقد اتاني ليلة الامس عندما كان الخلوق غائبا عني !!!
صفقت بيدي وضحكت مستهزا
** ما اروعك ان اسمع هذه الأشياء في العلن ....
مدعي الشرف ، ويحهم ، هم من اعانوا هذا الشيخ المتعجرف على الاختفاء مني ، كيف راوه ، كيف تحدثوا اليه ، لم هم وانا لا
سقطت على ركبتي حيث خانتني رئتاي على التنفس ، سعلت بشدة محاولا ان اشم رائحة الحياة ، نزلت من عيني دمعة ، حاولت مسحها بيدي ، حانت مني التفاتة ، نحو البيت المهجور ، شاهدت (( رهف )) وهي تخرج من البيت المهجور تلوح على محياها بسمة عريضة ووجه يشق النهار بنوره ، تومئ بيدها محيية إياه ، بينما كانت تبتعد رويدا رويدا عن الباب
** هل اختنقت ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن