الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!هذا ما كان ينقص العراق

طه معروف

2006 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ميليشيا "الامامين العسكريين" و " حكومة انقاذ وطني" اسماء وعنواين جديدة في المشهد السياسي العراقي، تبرز بعد مرور اكثر من شهرين على انتخابات( كانون الاول) التي بينت استحالة التوافق بين الكتل الطائفية . جيش "الامامين العسكريين" اصبح اسم لاخر للميليشيات الطائفية المسلحة وثمرة من ثمرات احداث انفجار قبة سامراء. فقد شكلها حزب الفضيلة الشيعية بحجة توفير الغطاء الامني لحماية زوار العتبات" المقدسة" اللامتناهي في العراق .خطايا هذان الامامان العسكرييان فهما رغم إطلائهما بالذهب الخالص لكنهما ظلما و لم يخطرببال الاسلاميين، في يوم من الايام، ان يمد لهما يد العون عن طريق تجنيد وتشكيل الميليشيات بأسمائهما ، إلا بعد تفجيرهما وتناثر قبتيهما الذهبيتان . على اية حال لحق الامامان بقطار الميليشيات الطائفية رغم التأخر قليلا، للمساهمة في تدجين الطائفية في العراق و رغم كثرة الميليشيات و سيطرتها المطلقة على مجمل الدوائر الحكومية والوزارات وخصوصا وزارة الداخلية التي حولت دوائرها ومؤسساتها الى سجون رهيبة تمارس فيها التعذيب والاعدام بشكل فظيع الى حد بروز مصطلح(العثور) على عشرات الجثث معصوبي الأعين ومكتوفي الايدي ورصاص في الرؤوس والصدور ،عنوانا للجرائم المنسوبة الى هذه الوزارة ،إلا ان الكتل الشيعية لم تكتف بهذا ، بل اتخذت من انفجار سامراء ذريعة لتعميق الصراع الطائفي عبر تشكيل ميليشيا جديدة خصوصا بعد بروز التحالف الطائفي الجديد المتكون من التحالف الكردستاني والكتل السنية المشحونة ببقايا فلول النظام البائد لإعاقة تقدمهم في الساحة السياسية او بعبارة اخرى فان ميليشيا الامامين العسكريين اوجدتها الظروف السياسية الجديدة على الساحة العراقية ولا يشكل انفجار سامراء إلا وسيلة لتغطية التداعيات والمعطيات السياسية الجديدة.ان إضافة ميليشيات الامامين الى قائمة الميليشيات الشيعية هي بمثابة استعداد الكتل الشيعية لخوض المعارك المستقبلية وفق المعادلات السياسية الجديدة وان تصريحات زالماي خليل زاد الموجه لها عكس هذا الوضع بصورة ضمنية عندما قال:(عندما تسيطر الميليشيات والاسلاميون المتشددون على السلطلة في العراق ويبدأون في التوسع خارجه حينئذ سيجعل ذلك طالبان في افغانستان يبدو كما لو كان لعب الاطفال).حيث ان هذه المخاوف الامريكية كانت وراء اصرار الكتل الطائفية الجديدة لعدم قبول ابراهيم الجعفري لتولي رئاسة الوزراء بل الامر تجاوز ذلك حين اقترحت الكتل الطائفية المذكورة تشكيل حكومة الانقاذ الوطني على غرار حكومة الوحدة الوطنية المزعومة حسب "الاستحقاق الانتخابي" اي حتى ولو بمعزل عن مشاركة الائتلاف الشيعي.ان هذا العنوان الجديد يعبر عن انعطاف سياسي خطير يمربه العراق ويعكس سير عملية انقسام العراق بصورة ذاتية في إطار الصراع الطائفي العميق وتواجد قوى الاحتلال . ولكن من هم المنقذون ؟ أليس مروجو حكومة الانقاذ الوطني هم انفسهم طرف اساسي في الأزمة العراقية ؟ اولا فان نفس الكتل التي تفاجئنا بعناوين جديدة لحكومتها ويتحدثون دون خجل عن انقاذ العراق ساهمت بشكل فعال في تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وفرضت الهوية الطائفية وزرعت بذور الحقد والكراهية الطائفية في صفوف الجماهيروهم جزء اساسي من المصيبة ولذلك ليس لهم الحق بالحديث عن انقاذ العراق ،لإن حكومة الانقاذ تهدف لإنقاذ امريكا من المأزق العراقي بعد تشديد الصراع وصعوبة خروجه من هذا النفق المظلم الذي يمر به وثانيا فان انقاذ جماهير العراق يمر عبر القضاء على هؤلاء الكتل والرموز الطائفية التي اغرقت العراق في بحر من الدماء من خلال ميليشياتهم المسلحة او فرق الموت التابعة لها ولذلك فان الاسماء والعناوين الطائفية المبتكرة هي امتداد ونتيجة لتلك السياسات والصراعات الطائفية التي تسلطت على المناخ السياسي في العراق منذ ثلاث سنوات .ان الحكومة الفعلية لإنقاذ الجماهير هي الحكومة التي تدوس على الهوية الطائفية وترفع شعار الحكومة غير القومية والطائفية والدينية وتجعل من الهوية الانسانية عنوانا للقضاء على واقع التقسيم الطائفي وتناضل من اجل دفن النعرات القومية والطائفية الى الابد وإلا فان ابتكار الاسماء والعناوين ،ليس إلا اطالة الوضع المأساوي و المتأزم في العراق.
طه معروف
1432006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كبسة سعودية على أصولها تحضير الشيف عمر ????


.. ا?شهى وا?سرع سندويشات بطريقة الشيف عمر ????




.. قصف وعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة في رفح.. ولكن؟


.. القمة العربية في البحرين: هل ينجح -إعلان المنامة- في وقف إطل




.. -حنين إلى موسوليني-.. مجموعات الفاشية الجديدة تنتشر في إيطال