الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القديسة التي علمتني الشعر

سعدي جبار مكلف

2018 / 4 / 12
الادب والفن


الجزء الأول

القديسه التي علمتني الشعر
الامهات صانعة الشعراء
ألناي الذي علمني الحزن


إشلون أوصف جبل شامخ يهل الناس
وأگولن راحت الشفجةالحنينه
هم شايف جبل ينمحي ذكراه
أظل طول العمر ما أوفي دينه
أمي المابده زل إبحچيها
ماگالت العوجه ولاالشينه

هل الكلمات تعبر عنك .... يامن سهرتي الليالي .... يانبع الحنان، ياترنيمة الحياة السرمدية ...أتصفح الماضي والحاضر والمستقبل لأصوغ منه قلائد الشبوي والياسمين بذكراك أيتها الغالية، تأخذني اللحظات الى الأيام الماضية، وأغوص في أعماقي لعلي أجد فيه أعذب وأرق وأروع الحروف أسطرها، وأقف إجلالا" لك ايتها الغالية ولكنني أخاف أن لاأوفي دينا" في عنقي .... ياملكة الحنان ويانبع السعادة .

سحابات الحزن والهموم التي تجتاحني فتجري دموعي شوقا" ولهفة لوجهك النوراني ياقديسة كل الزمان والمكان، لقد علمتني أن أبكي بصدق وأحزن بصدق،آه كم كان صوتك العذب يداعب مسامعي كل لحظة من لحظات سبعيني، لقد قتلني الزمن بعثرات لا أقوى على تحملها فبت بين قوسين أو أدني من النهاية.

حملتِ معي كل متاعب الحياة وأستمر كابوسها معي منذ الطفولةالى الآن تخطها الأيام بلون قاتم حالك مبعثرة برياح وتداعبني كما تشاء،أتعبتك معي في الطفولة وفي المخافر وفي المعتقلات والسجون، والآن أيتها الحبيبة سقطت تلك الشعارات البائسة كما سقطت المظلات التي كنا نحملها عندما يهطل المطر في مدينة الثلوج ،لأول مرة أخاف الكتابة وأرتجف وانا أحاول منذ سنين أن أكتب عنك ايتها القديسة لأسّطر محراب أشعارك لأول مرة يصبح حبر قلمي دموع لا تنتهي بذكراك فألعن الزمن وبقايا عمري الذي سبب لك كل متاعب حياتك.

دموعي لاتنتهي بذكرى جناند وصبرك ،أسطورة الكبرياء والشجاعة لها هيبة غريبة صمتها كلاما" واضحا" وقاموسا" من الحكم والدروس البليغة، وبين كتابات هذه المذكرات وفراقها زمن طويل أتذكره وكأنه حدث الآن ألف لعنة على لحظات نهاية الأنسان الطيب ووداعه، هل يمكن ان يعيد الزمن جزاء من ذلك التأريخ الذي عشته معك، لا أتذكر أني فارقتك لحظة واحدة فأنا المدلل كما يطلقون علي أخواني وأصدقائي وكثيرا" ما كنت تقولين لهم :

أعز من روحي سعدي ومن نظر عيني
هضم بلواي چاعدمن أمخليني
بعد عيناك منهو اللي يسليني
أعيشن بالدوارس هاي هيه

تعبير دقيق بإحساس مرهف وعزف على أوتار قلوب المستمعين ...

يسعود بعد آنه وبناتي
شلي ولك بعدك حياتي
أنته الذخر لأمي وخواتي
وتحضر من أتوچي المنية

كلمات بكبرياء وثقة تامة مستوحاة من البيئة التي عاشتها.
ولدت أم سعدي في قرية اللطلاطة سنة 1905 م / ناحية قلعة صالح وكانت تظم مجاميع كبيرة من المندائيين يمارسون طقوسهم الدينية في نهر المجرية، وكانت هذه القرية (اللطلاطه) جوهرة مدفونة في قلوب كل الناس الذين عاشوا فيها تحيطها المياه والأنهار والبساتين من كل صوب، وكانت نهاية نهر المجرية ملاصقة لأهوار العماره ومنها الى الأراضي الإيرانية، تحلق في بساتينها وسمائها الطيور والبلابل، كل شيء هادى رتيب، تنساب الأيام مع مد وجزر، هذا النهر الذي يحضن كل متطلبات الحياة المعاشية والدينية،انه معطاء كريم لا يبخل على من يقصده، يتراقص بألحان الطرب والوفاء ويرسم على سطحه لوحات فنية باهرة الجمال لكل متأمل. إن قرية اللطلاطة حديقة كبيرة زرعها أهلها بأشجار وأثمار فباتت جنة من الخلد وتستحق أن يمجدها أبنائها، لا أحد يعرف كيف تجمعت هذه العوائل وكانت أغلبها من المندائيين ومثبت ذلك تأريخيا" منذ زيارة الليدي دراور في الثلاثينات.
تقع قرية اللطلاطة على هذا النهر وتتكئ بهدوء عليه وتغفو في رحاب فردوسه فتعيش الناس مع هذا النهر حالة المد والجزر والطوفان والغرق وكل متاعب الطبيعة، كانت هذه المحلة تحمل بين طياتها طيبة وحنية المندائية في صورتها البهية الحالمة،إن حياة الريف أجمل وأبسط من حياة المدينة الحالية الصاخبة رغم ظروف التقدم والتكنولوجيا، نلاحظ بساطة الحياة وجمال الطبيعة فالنجوم أكثر نقاوة تطرز السماء بلغة لا يفهمها سوى من عاش تلك الأيام وذكرياتها منظرا" لا تمله العيون ويبقى خالدا" سرمديا" .

بدايات الوالدة الشعرية منذ الطفولة حيث ذكرت لي أن والدتها الشخصية المندائية المعروفة لطيفة صالح شريف التي كانت تجلس في المضيف وتعطي رأيها بكل الأحداث بعد أن يطلب منها الشيخ الكلام، كانت والدتها لديها عمل معين مع جارة لهم إسمهاشويرة حيث لها عتاب معين معها وكان الشيخ يقف أمام داره ومضيفه وبجانبه كبش كبير وهجم هذا الحيوان على والدتها حيث رفعها الى الأعلى ثم طرحها أرضا" وهنا إستعانتالبيبي لطيفة ببنتها كي تساعدها للخلاص من هذا الموقف ولما حضر الجيران مستفسرين عن الحدث أجابتهم الوالدة :

أمي طلايبها چثيرة
من الصبح راحت لشويرة
أجه الخروف ونطحها
وجدام الشيخ طيحها

وصف دقيق متكامل الصورة والحدث مشروح تماما" وبصدق وأمان والصورة متكاملة من جميع جوانبها وأحداثها وشخوصها وشواهدها وبها تصف التقاليد والعرف الإجتماعي السائد آنذاك، كلماتها بسيطة عميقة صادقة واسعة الأدراك والرؤية تغزوا نفوس السامعين متوشحة بحزن أحداث الجنوب والبيئة الفقيرة ........لنا لقاء في الجزء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??