الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))

عقيل الواجدي

2018 / 4 / 13
الادب والفن


(( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))

وانت هنا وهناك
تسطر اوراقي
فلا انعم بالنسيان
ولست احيا في
نعيم ذكراك

يقال ( من فم الشاعر تولد اللغة ومن اللغة تولد كل الأشياء ) حيث لااصل للغة الا ما اختلج في الصدور وباحت به الالسن على اختلاف لغاتها ولهجاتها مكونة هذه ( الالوان الحرفية ) لنرسم بها لوحات التعبير عن مكنونات الروح الذاتية ، اللغة كائن حي قابل للنمو تماما كما هو قابل للموت ولايُحيي اللغة الا من ملكوا موهبة التجديد والتحديث والقدرة على تطويع الحروف بمفردات جديدة .
ولا اشك ان الشاعر هو الاقدر من بين كل البشر في قدرته على الابداع في هذا المجال فهو صاحب الحرف الحي الذي يحلق في سماء من المخيلة حيث لاافق لها ولا نهاية ، عالم سرمدي مركزه الروح ومداه حيث لامدى .
الشاعر هو " الخالق " الفعلي للجمال بما وهبه الخالق من ميزات تفرد بها على من سواه ولايكاد يثبت هذه الحقيقة غير ماورثناه من شعر تعاقب الينا عبر مئات من السنين اَطّره الشعراء بجميل مخيلتهم وانيق حروفهم باختلاف مناهجم ورؤاهم حتى انك لتخال الحروف ترتسم امامك لوحة بشفيف الالوان وازهاها ..
من بين الجميل الكثير الذي قراته للشاعرة ( شمس احمد ) مقطوعة لفتت انتباهي وجعلتني اقف كثيرا متاملا جمال الصورة وغريب الدهشة التي القت بها الى مخيلتي وانا استجمع خيوط المعنى مما حاكته انامل ومخيلة شاعرتنا الانيقة وهي ترسم لوحة من تضاد المفردات بنسيج شعري يفصح عن مقدرتها الجميلة في صياغة المفردة وتطويعها بيسر دون تكلف يُنشّز من الصورة .
( هنا وهناك ) ، ( نسيان وذكرى ) تضاد جميل بصورة مكثفة تترك في المخيلة رنينا يوقظها من سبات الكثير مما يُكتب فلا تستشعر لونه ولاطعمه ، فقد استدرجتنا الشاعرة ب ( هنا وهناك ) الى صورتين يجمع مابينهما انهما ( انت ) فحين تكون ( انت ) كل الامكنة هي دلالة على عمق الاندماج مابين الشخص المعني ومابين الكون كله ، فالكون هو ( انت ) حيث لامسافات ولازمن ، مختزل في ( انت ) كل شيء .
وفق المنطق البشري فان النسيان والذكرى لايجتمعان في فكر واحد او مخيلة واحدة لانهما متضادان كتضاد الليل والنهار ، لكن شاعرتنا الجميلة ( شمس احمد ) وفقت الى حد كبير في صياغة هاتين المفردتين بما جعلنا نراهما صنوين مترادفين ومتسقين كاتساق الجمال الذي يعبّ في روح شاعرتنا شمس حين وصفت النسيان والذكرى ب ( النعيم ) فهما نعيم بمدلولتيهما واثرهما في روح شاعرتنا ، فالنسيان نعمة حين يفرض علينا الواقع اثره المرّ بغياب او قطيعة وهجر وحيث لاسبيل للوصل ابدا ، حينها يكون لااجمل من نعمة النسيان ..
اما الذكرى هي حياة لمن يعتاش الامل في داخله يُزهر وينمو مع الايام بانتظار ان تستفيق الروح على لقاء مرتقب ، لكن عند شاعرتنا فلاهي تنعم بالنسيان ولاتنعم بالذكرى لتحيلك الى صورة تحتاج الى الكثير لتقصي دلالتها وتاويلات تتناسب والروح التي رسمت هذه اللوحة ، وتبقى ارواح الشعراء عصية عن الادراك مهما حاولت الكلمات افشاء اسرارها ..
اسعدني كثيرا ان اقف امام هذه اللوحة لاستنطقها بحروف الهمتها لي ... شكرا لشاعرتنا الرائعة التي اجزم ان كتاباتها تستحق الكثير من المتابعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد