الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟

ميشال شماس

2006 / 3 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


صحيح ان الحوار "الوطني" الجاري في بيروت قد ساهم في تنفيس الاحتقان إلى حد ما ، بين جماعة 14 آذار من جهة وبين جماعة /8/آذار والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، وصحيح أيضاً أن هذه المبادرة الحوارية قد نجحت في جمع المتحاورين الأخصام، حول الطاولة المستديرة وفي التقاط الصور التذكارية وإشاعة جو من التهدئة في هذا الجو المسعور، وهذا يشكل بحد ذاته خطوة أولى على طريق انجاز الاستقرار المطلوب الذي كاد أن يغيب نهائياً بفعل التشنجات التي وصلت إلى حدها الأعلى منذرة بعواقب وخيمة لايمكن التكهن بنتائجها ليس على لبنان وحده بل وعلى المنطقة برمتها.
ورغم الأجواء الايجابية التي رافقت هذا الحوار، وإصرار المتحاورين على إنجاح ذلك الحوار، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل الحوار الجاري في لبنان الآن هو حوار وطني حقاً كما يسميه المتحاورون، أم أنه حوار بين أمراء الطوائف..؟
فالجالسين على طاولة الحوار، لايمثلون جميع اللبنانيين رغم شرعية تمثيلهم الطائفي، وهناك فئة كبيرة من اللبنانيين تم استبعادها من قبل عراب هذا الحوار الأستاذ نبيه بري الذي أصر على استبعاد كل لبناني لا ينطلق في مواقفه وتوجهاته وسلوكه وانتماءاته من طائفية طائفته، فجرى استبعاد ضمير لبنان والعرب الدكتور سليم الحص والشيوعيين اللبنانين اللذين كان لهم شرف إطلاق المقاومة الوطنية اللبنانية ودحر القوات الإسرائيلية من بيروت وصيدا إلى الشريط الحدودي وكذلك القوميين والناصريين وغيرهم ، "جريمة" هؤلاء كونهم يفكرون ويعملون على أساس الانتماء للوطن أولا وأخيراً، ولأنهم استبعدوا الطائفية من تفكيرهم ورفضوا أن تكون الطائفية جسراً للعلاقة بين المواطن اللبناني والدولة والمجتمع اللبناني.فدفعوا ثمن ذلك حرمانهم من التوظيف في إدارات ومؤسسات الدولة الرئيسية التي هي حق من حقوق المواطنة لكل اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدنية أو السياسية.
أقول هذا الكلام ليس لأنني ضد الطوائف أو ضد تمثيل الطوائف، بل لأنني أرفض التصنيف والتعيين والتعامل على أساس طائفي، فالحوار يكون وطنياً بمعناه الواسع والشامل عندما يضم كافة المكونات الرئيسية لأي مجتمع، ولايجوز استبعاد أي من تلك المكونات، أليس من حق اللاطائفيين أن يتمثلوا في هذا الحوار ؟ أليسوا جزءاً من الشعب اللبناني ؟
فإلى متى يتم حرمان لبنان من هذه الطاقات الفكرية والمعرفية والإبداعات الثقافية والأدبية التي يتمتع بها هؤلاء اللاطائفيون ؟! هذه الطاقات وتلك الإبداعات التي لو تم توظيفها بالشكل الصحيح لأمكن بواسطتها المساهمة في رفع مستوى التعاطي بالشأن العام، ورفع مستوى إدارة مؤسسات الدولة اللبنانية بعيداً عن التوزيع الطائفي المسيطر على كل الإدارات والمؤسسات اللبنانية، وتجنيب البلاد أية خضات قد تنتج عن الشحن الطائفي المتولد أصلاً عن النظام اللبناني الطائفي.
فاللاطائفيون في لبنان أصبحوا يشكلون جزءاً لايستهان به من الشعب اللبناني،يضمون في صفوفهم الماروني والأرثوذكسي والأرمني والسني والشيعي والعلوي وكذلك الاشتراكي والشيوعي والقومي والليبرالي..الخ ومن المعيب استبعادهم من هذا الحوار الذي لن يكون وطنياً بغيابهم بل سيبقى حواراً طائفياً مكبلاً بعقدة التمثيل الطائفي والمذهبي.
أليس من المعيب حقاً أن ينحصر تمثيل ذوي الاتجاه الاشتراكي بالطائفة الدرزية، أو التوجه الديمقراطي الليبرالي بالطائفية الأرثوذكسية، أوتيار المقاومة بالطائفة الشيعية بعد أن كانت المقاومة وطنية تمثلت فيها كل الطوائف اللبنانية.
ويبقى أن تنجح القيادات الملتئمة حول طاولة الحوار الوطني في حماية هذا الحوار بعيداً عن المتطرفين وشعاراتهم الاستفزازية وصولاً إلى تأسيس مرحلة انتقالية يتم خلالها إيجاد مخرج مشرف لموضوع رئاسة الجمهورية ، وانتخاب رئيس جديد يكون قادراً من موقعه على الإشراف والعمل بحيادية على إصدار قانون جديد للانتخابات يفسح المجال لجميع اللبنانيين وبخاصة اللاطائفيين ويؤمن لهم حرية المشاركة والوصول في أية انتخابات بلدية أو نيابة مقبلة. وأن يعيد الروح إلى العلاقات الأخوية بين لبنان وسوريا على أساس من الاحترام المتبادل لسيادة الدولتين واستقلالهما.
دمشق 13/3/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ