الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فلسطنة الصراع إلى تد يينه

محمد سيد رصاص

2006 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


- بدأ تعريب الصراع مع اسرائيل في يوم15 أيار1948 مع دخول الجيوش العربية إلى فلسطين,لتبدأ فلسطنة ذلك الصراع مع هزيمة تلك الجيوش في حرب 5حزيران 1967 وبدء بروز حركة فتح ذات التوحه القطري كقائدة للفلسطينيين في ذلك الصراع ثم تطويبها من قبل قمة الرباط العربية في عام 1974 بوصفها "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني",وصولاً إلى يوم 25 كانون الثاني 2006 الذي أبرز انتصاراً لحركة (حماس)على (فتح) في الانتخابات الفلسطينية وماأعطاه من مؤشرات على انتهاء الفلسطنة مع تولي حركة اسلامية قيادة سلطة الشعب الفلسطيني.
لايمكن القول بأن فوز حماس على فتح هو حدث عادي,أويعود إلى أسباب عادية,مثل الفساد أوالفلتان الأمني أويعود لسوء أداء المفاوض الفلسطيني,وإنما هو حدث يؤشر إلى انتهاء حقبة,مثلما حصل في عام1948 مع الحاج أمين الحسيني وفي عام 1967 مع الشقيري لصالح ياسر عرفات,إلاأن حدث2006 الفلسطيني يمثل دلالات هي أبعد مما حصل في تلك العمليات لإسدال الستار على حقبة وشخصيات وتيارات,من حيث أنه يحمل مؤشرات هي أبعد من السياسة العملية المباشرة ليصل إلى أبعاد ايديولوجية,وأخرى متعلقة ب"صدام الحضارات",وهذا مايجعله بدلالاته ومحمولاته أبعد من النطاق الفلسطيني المحلي .
في هذا الإطار لايُعرف إن كان من فكَرمن البريطانيين ,أوائل القرن الماضي,بإنشاء دولة يهودية في قلب العالم الاسلامي,قد تلمس العواقب البعيدة المدى لذلك, وليس القصيرة والمتوسطة فقط, من حيث أنه سيؤدي إلى تديين الصراع في النهاية بحكم الطابع الديني لتلك الدولة,وأنه سيضع العالم بأسره(وليس فقط المسلمون واليهود) في أتونه,بمافيه الغرب,الذي لم يستطع الكثير من المسلمين,بالرغم من فولتير,أن ينظروا له بمعزل عن طابعه المسيحي: يمكن تلمس انعكاسات قيام الدولة اليهودية على العرب,إذا أخذنا انهيار الدولة العثمانية ,أي (دولة الخلافة),بداية للتحقيب,عندما رأينا كيف كان عام 1918 مترافقاً مع انتعاش فكر الحداثة عند العرب, مع أسماء لطفي السيد وعلي عبد الرازق وطه حسين وتربعهم في السدة العليا للفكر العربي,بالترافق مع انتعاش الحركات الليبرالية(الوفد المصري-الكتلة الوطنية في سورية...إلخ), فيما نجد بداية العد النزولي لهؤلاء مع هزيمة 1948 أمام اسرائيل حتى زوالهم عن المسرح بين عامي 1952و1963 لصالح حركات قومية(وليس حسن البنا وسيد قطب) رفعت راية العروبة في وجه اسرائيل حتى هزيمتها في حرب 1967,عندما بدأ الصعود المطِرد للحركات الاسلامية,وهو ما لم يتوقف, رغم القمع الذي مورس على الاسلاميين والتعثرات التي واجهوها في الطريق ونواقصهم الذاتية الكثيرة,خلال العقود الأربعة الماضية .
ربما كان غرق حركة فتح أمام هذا المدُ متأخراً عن جبهة التحرير في الجزائر وعن اضمحلال قوة الناصريين أمام (الإخوان) في القاهرة والبعثيين في بغداد بالقياس للاسلاميين الشيعة والسنة,وهومايعود إلى كاريزما ياسر عرفات وإلى خصوصيات فلسطينية تتعلق بأوضاع المواجهة المباشرة مع اسرائيل .
هنا ,لايمكن عزو ذلك إلى الأوضاع الداخلية في البلدان العربية,بل المؤشرات تدل على أن نمو الاسلاميين العرب يرتبط أساساً بوجود اسرائيل,كما تدل مجريات الأمور,ويتعلق أيضاً, وبخاصة بالسنوات الأخيرة,بتلك الهجمة الأميركية-الأوروبية على المنطقة,وهومايلاحظ عبر ظاهرة إعادة انتعاش المد الاسلامي عقب احتلال بغداد,بعد الانتكاسات والهزائم التي عاناها التيار الاسلامي ,با لنصف الثاني من التسعينيات, في الجزائر ومصر والسودان, والتي أعطت مؤشرات على أنه في بداية انحسار بعد مدٍ لم يتوقف منذ أوائل السبعينيات .
يمكن القول في هذا الصدد إذا أراد المرء الدقة,أن اجتماع وتكثف الأوضاع الداخلية الفلسطينية في نقطة المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي,وتحدُدها بذلك, قد جعل الكفة تميل إلى حماس على حساب فتح,وخاصة بعد موت الرئيس عرفات,الذي كان وجوده الشخصي,كزعيم,عائقاً أمام تحقق ترجمة فشل فتح في تجربة العملية السلمية,وهو-أي هذا الفشل-ماتجسد أساساً في الانتفاضة الثانية التي نشبت على خلفية وصول المفاوضات إلى الحائط المسدود,وماسارت إليه الأمورلاحقاً من فشل تلك الانتفاضة في تغيير موازين القوى وخاصة بعد11 أيلول,عندماوُضع الفلسطينيون على الرف من قبل الغرب الأميركي الذي تفرغ ل"إعادة صياغة المنطقة" عبر بوابة بغداد.
تعزز هذا الاتجاه الفلسطيني في فترة شارون مع ازدياد يمينية وتديين السياسة الاسرائيلية وابتعادها عن (التسوية) بالقياس إلى فترتي رابين وباراك,وهذا ماأدى إلى ميل مجتمعي فلسطيني,ينحو بعيداً عن العملية السلمية بعد أن رأى تقوضها,وربما- بالتكامل مع هذا المنحى,وليس بعيداًعنه- يرى الكثير من الفلسطينيين في السيد خالد مشعل والدكتور محمود الزهار عناوين أوجسور عبور نحو تحسين الوضعية التفاوضية الفلسطينية, إن عادت للعملية السلمية قوتها على ضوء تطورات التجربة الأميركية في العراق,وهومايجري الاستعداد له في اسرائيل منذ انشاء حزب (كاديما).
إلاأن هذا سيؤول إلى وضع الهلال في مواجهة نجمة داوود,في ظل إدارة أميركية متحالفة مع اسرائيل هي تدير قطبية أحادية للعالم, يقوم با لتحكم بقراراتها محافظون جدد يستلهمون الكثير من أفكار ورؤى حركات"احيائية مسيحية متجددة":إلى أين سيؤدي كل ذلك ؟.................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف