الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبداع والفن في الأدب

صاحب الربيعي

2006 / 3 / 14
الادب والفن


النتاج المعرفي هو موهبة فنية-إبداعية باعتباره خلقاً جديداً لمكونات معرفية عائمة ومنفصلة تجبل مع بعضها لبناء كائن حي جديد يمارس مهامه ويؤدي رسالته ويعي هدفه في الحياة. إن الفن هو ابتكار متميز لفنان صقل موهبته بالاكتساب المعرفي وأتقن آليات وسُبل التواصل مع العوالم الكونية لينهل منها مكونات وصياغات كائنه المعرفي الجديد، ومن ثم يمنحه الروح ليكون كائناً حياً يتفاعل مع أقرانه من الكائنات المعرفية الأخرى لرفد الحضارة الإنسانية بالمزيد من المعرفة التي تسهم في رقي وتقدم الإنسان.
إن الخلق الفني هو مخاض عسير ينتاب المبدع، لايتحدد بفترة زمنية معينة فقد يكون عمره الزمني في لحظة زمنية عابرة وقد يستغرق عشرات السنين. وتتطلب عملية الولادة الإبداعية توفر الشروط النفسية والموضوعية ليكون الوليد مكتمل الخلق والبناء، وبخلافه فإنه يكون مشوهاً يتنازع جسده الحياة والموت وإن نال فسحة الأولى يبقى ضعيفاً لايقوى على التعاطي مع أقرانه من الكائنات الإبداعية الأخرى.
يعتقد ((محمد الفيتوري)) أن عملية الخلق الفني:"هي عملية خفية إذا صح التعبير عنها وهي حالة انشطار الإنسان إلى شطرين: حالة صراع داخلية يسقط ضحية لها في أغلب الأحيان وجود الفنان الصناعي-الخارجي لحيا فوق أشلائه ذلك الوجود الحقيقي-الآخر الكامن أبداً فيه".
إن عملية الخلق الفني مرتبطة، ارتباطاً وثيقاً بالفنان ذاته فإن كان فناناً مبتذلاً أنتج فن مبتذل وإن كان فناناً حقيقياً كان فنه راقياً ومتقناً دلل على حجم المعاناة لإنجازه. والفن ليس بالضرورة يعكس بيئة الفنان، فالفنان يعكس جميع صور المجتمع لأنه يرى ما لايراه الآخرون وقراءته للواقع يعكس جوهر ثقافته التي تمنحه القدرة والملكة على قراءة أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية، فيجسدها على شكل صور أدبية وفنية تعبر عن البيئات المختلفة للواقع الاجتماعي.
يرى ((توفيق الحكيم))"أن الفنان الرفيع ينتج فناً رفيعاً من بيئة متواضعة والفنان السوقي ينتج فناً سوقياً من بيئة مرتفعة".
لايستند التقييم للعمل الفني لحجمه وصياغاته اللغوية، وإنما لهدفه ورسالته اللتان تلزمان الكاتب بشروط وتقنيات العمل الأدبي المشترط للجهد والحرص على خلق معرفة جديدة تحظى بالتقدير والاحترام. إن الفنان الذي يفقد بوصلة هدفه ومهام رسالته ويتخذ من فنه أداة لتلبية الرغبات من أجل الكسب المادي يفقد مع الزمن ملكة الإبداع ليصبح آلة منتجة لبضاعة فنية تحقق متطلبات السوق لجني الأرباح، وبالتالي فإن نتاجه يخرج عن إطار الفن ليصبح مهنة تحقق متطلبات السوق.
يعبر عنه ((توفيق الحكيم)) قائلاً:"أن الفرق بين من يجعل فنه كالعروس يطلب لها المهر الغالي وبين من يجعل فنه كالعاهرة تأتي له بالمال من أي طريق".
الإبداع والفن في الأدب دون هدف ورسالة، هو تخلي الأديب عن مهامه الأساس ليؤدي مهام وأهداف أخرى تتعارض كلياً ومهام الأدب ذاته. ولايمكن إدراج الإبداع الأدبي ضمن إطار المهن الحرة التي بمقدور أي فرد في المجتمع اكتسابه لإنتاج السلعة الفنية الخاضعة لمتطلبات السوق. إنه ملكة تصقل بالاكتساب المعرفي وتحتاج لبذل جهد مضني من المبدع ليكون قادراً على أنتاج معرفة جديدة هدفها الارتقاء بالإنسان لمراتب أعلى تحقق تقدمه ورفاهيته وتسهم في رفد الحضارة الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده