الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير المنشود..وضمان الانجاز

باسم المنذري

2018 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تصدعت رؤوسنا ونحن نسمع يوميا مفردة التغيير حتى باتت هذه المفردة متداولة لدى العامة جميعا واصبحت شعارا لكثير من السياسيين لا بل لجميعهم وكذا الحوزات العلمية وعلى رأسها المرجعية الدينية في النجف الاشرف .وفي حين هي فعلا ضرورة لما بعد الخراب الذي حل بالبلد واقتصاده وأمنه ..الخ والذي يتحمل كل هذا من تصدى وبشكل رئيسي ومباشر لقيادة البلد مابعد التغيير عام 2003 والى الان , وهو أمر لابد منه في هذه المرحلة الحاسمة من حياة البلد , ولكن مالذي يعنيه هذا التغيير؟ للتغيير معنيين منفصلين, حيث هناك مفهوم واضح وصريح لدى جميع العامة من الجماهير, وهناك مفهوم اخر لدى السياسيين الذين يعنيهم التغيير, فهذا المفهوم لديهم هو تغيير الوجوه ودفع شخصيات جديدة من الشباب او النساء وتنويع قوائمهم الانتخابية سواء على مستوى اعمارالمرشحين اودياناتهم او مذاهبهم اوطوائفهم او قومياتهم وبهذا يروجون انهم مع التغيير وقد قاموا به فعلا حيث قدموا شخصيات جديدة ومتنوعة المذهب والقومية والدين والخ والاستمرار بنفس النهج الحزبي والطائفي والقومي أي المحاصصاتي.. وهذا الفعل بحد ذاته هو عملية احتيال على عامة الجمهور واقناعهم بأن التغيير المعني هو ماقاموا به , في حين ان التغيير المنشود والحقيقي الذي يريده المواطن هو تغيير المنهج المحاصصاتي السياسي والطائفي والعرقي والاثني الذي انهك البلاد والعباد وتغيير موازين القوى سواء في العملية السياسية او في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وعدم استئثار كتلة معينة بنهج معين بكل مقاليد الحكم وتهميش القوى الاخرى بحجة الاغلبية الطائفية المبرقعة بصيغة الاغلبية السياسية التي يروجون لها من سنين عديدة للتمسك بالسلطة بطريقة جديدة وبحجة الديمقراطية وشروطها .ان التغيير الذي يصب في مصلحة الوطن هو تحقيق التوازن السياسي الذي بدوره سيأهل الى نهج مغاير وطرح افكار عملية حقيقية ورؤية جديدة تتناسب مع مايمر به العالم والانفتاح سياسيا وتجاريا ودبلوماسيا. وبالتالي تخلص البلاد والشعب من كل المأسي التي مر بها ..لكن ماهو ضمان انجاز كل هذا من عملية تغيير حقيقية ,هل فعلا سيكون هناك رؤية ونهج جديد وبرنامج وطني يمكن ان يحقق الوعود والعهود التي تقدمت بها القوائم المرشحة للدورة البرلمانية القادمة؟ هذا ايضا مايقلق الجمهور ويجعله في شك وحيرة وعدم مصداقية وأزمة ثقة وهو مازرعته الاحزاب والكتل المتسلطة طيلة الفترة الماضية وجعلته فجوة كبيرة بينهم وبين الشعب وباتت جميع الاحزاب والشخصيات في نظرأغلب الجماهيرهي موضع شك وريبة وآلت الامور الى اعتزام كثير من الناس الى العزوف عن الانتخابات البرلمانية القادمة وهو مايصعّب عملية التغيير, ومن المحتمل وبشكل كبير اعادة القوى المتسلطة انتاج نفسها بالاستفادة من قانون الانتخابات وقانون الاحزاب وايضا المفوضية التي شكلت على اساس حزبي .ان الشعب يريد ضمانة حقيقية من القوى الوطنية التي تشارك في الانتخابات والتي قدمت نفسها على انها البديل الحقيقي عن القوى السابقة ذلك بأن يتميزوا بشعاراتهم وبرنامجهم وطرح تاريخهم بشكل مباشر الى الناس والمواجهة معهم وان لايكتفوا بتعليق صورهم ولقاءاتهم في الفضائيات .ان النزول الى الشارع وتطمين المواطن وطرح برنامج واقعي حقيقي لاتشوبه العموميات والاغراءات المادية وغيرها التي يتمشدق بها الاعيب السياسة الذين باعوا الوطن والمواطن بثمن التمسك بالسلطة والثراء الفاحش الذي ينعمون به طيلة الفترة الماضية .أن مهمة المرحلة القادمة صعبة على الجميع فأما عودة نفس الاحزاب والكتل وهذه يعني عودة النهج السابق وهو ماسيدفع بالجماهيرالى احتجاجات متصاعدة ومتنوعة قد تطيح بالعملية السياسية برمتها , او تحقيق توازن سياسي يتيح للقوى البديلة كبح جماح التسلط وامكانية تحقيق خدمات وامن واقتصاد بشكل يعيد العراق الى وضع افضل من سنوات الفساد والارهاب والتدخلات الخارجية والاقليمية, وبناء علاقات سليمة مع جميع القوى السياسية في البلد التي ساهمت بشكل او بآخر في العملية السياسية الجارية واعادة اللحمة الوطنية والسلم الاهلي والمجتمعي وبناء دولة المؤسسات التي تتيح للمواطن ان يتمتع بنسبة كبيرة من حقوقه التي نص عليها الدستور وكل الشرائع الانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ