الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ارض الحضارة التي يمزقها البدو مرة أخري

جورج المصري

2006 / 3 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التاريخ يعيد نفسه وبصورة أبشع وأعنف وبدلا من الخيول والسهام جاء البدو يغزون العراق للمرة الأخيرة... فهل سينجح البدو في قتل حضارة الإنسان العراقي وسحبه إلي مستنقع البشرية ؟

لعل أمريكا تعرف ألان أن صدام حسين لم يكن يهوش الغرب أو إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل ولم يكن صدام حسين ديكتاتور ضد شعبة بل كان ديكتاتور ضد البدو وضد الفُرس ولأنه تخيل انه وصي علي الشعب نصب نفسه ديكتاتور بل أله ولان القوة و المال يخربون معظم عقول البشر فتهاوي صدام في محيط الكبرياء وغرق وغرقت العراق معه.

لا ولم أدافع عن تصرفات صدام حسين الداخلية لأنني أعتقد أن العراق كاد أن يكون أفضل شعب في المنطقة و لو فطن صدام لحاجة شعبة من الحرية الشخصية وغرس في نفوسهم حب الوطن وحب العراقي لأخيه العراقي بغض النظر عن العقيدة. ولكن من كثرة غيرة وحقد جيرانه من البدو في الجنوب و الفرس في الجنوب الشرقي و تركيا في الشمال وإسرائيل في الغرب. لم يسعفه عقلة المريض بالكبرياء أن يكتشف انه صار بلا حلفاء لا داخل الوطن ولا خارجة.

هل سيقع العراق ضحية مرة أخري لحرب أهلية ؟ هل العراق واقع فعلا في حرب أهلية ؟ من يحكم الشارع العراقي ؟ هل هناك عراقيين وطنيون يستطيعوا جمع الشرق و الغرب الشيعي والسني والكردي ؟ هل هناك احتمالا لتعايش الثلاثة ؟ أسئلة هامة جدا ليس للشعب العراقي فحسب بل للمنطقة كلها.

الغباء السياسي الملطخ بالعقلية الدينية المنغلقة هو أكبر مانع لتحقيق السلام الاجتماعي في كل الدول العربية وهو عدو تلك الدول في المقام الأول و الأخير. وكلما حاول الغرب في مساعدتهم كلما أشتد إحساسهم الخاطئ بأنهم علي صواب وان الغرب هو السبب في تلك المحنه العقلية السياسية. أن أمتنع الغرب عن التدخل ستنهار تلك الدول وتدخل في حروب أهلية لانهاية لها وسيكون أثرها السلبي علي العالم لا حدود له أيضا، وأن ظل الغرب يحاول التدخل سيظل الوضع كما يبدوا للجميع أنه وضع متوتر وخطير ولكنه حتما أفضل من الخراب العام.

وهنا السؤال الذي أوجهه لكل أبناء العراق الوطنيين هل لديكم من الشجاعة وحب الوطن أن تعزلوا وباء الخبث البدوي ووباء الكراهية ألفرسي، هل لكم أن تستقووا بعضكم ببعض بدلا من أن تستقووا ضد بعضكم وبعض بمن يكرهكم للنخاع من تلك الدول المحيطة بكم ؟

الغرب يتمني أن يخرج من العراق الأمس قبل اليوم ومن له عقل يفكر به يفهم ذلك تماما، نعم هم من عجل بهذه الكارثة بغبائهم وعدم معرفتهم بحقيقة الأمور ، نعم صدام حسين يستحق أن يسجن بل يشنق ولكن هل كان ولا بد من شنق العراقيين كلهم معه ؟ الأمريكان من الغباء أن يثقوا بأصدقائهم الوهابيين ؟ نعم وبكل تأكيد واللعبة الوهابية مازالت مستمرة... اللي عنده ريال محيرة يشتري به عسكري امريكاني ويبعته العراق ويبعت له المرتزقة من الناحية الثانية يفجره .

وهنا يكمن سؤال أخر بل سؤال مُلح (من إلحاح) جدا صدام ليس الديكتاتور الوحيد بالمنطقة فلماذا لم يتعنتر الأمريكان في خلع البقية وذهبوا يخلعون صدام ؟ من وجه نظري أنهم خلعوا صدام ليس لأنه ديكتاتور يرهب شعبة لانهم لايهتمون بالشعوب لان هناك شعوب أخري مقهورة بالمنطقة تستدعي خلع حكامهم ايضا مثل مصر و السعودية وسوريا . ولكن لان التمثيلية الهزلية لديموقرطة تلك الدول تمشي وتسير علي هواهم وان كانت هناك من الدلائل الكثير تدل علي أن الديموقراطية شيء صعب المنال في تلك الدول ولكن تلك الدول تضرب الأمريكان وتضرب المصالح الأمريكية في الخفاء وعلي السطح هي دول موالية للإدارة الأمريكية فمصر مثلا تضرب وبلا رحمة الأقليات بل مصر هي كانت ومازالت المحرك و العضلات وراء الحركة الوهابية العالمية الممولة بالدولار البترولي السعودي ، وأيضا سوريا وهي ممولة بالدولار الشيعي الخميني، السعودية تضرب أمريكا عن طريق شيوخ الوهابية التي تركتهم العائلة المالكة يبعثرون البلايين حول العالم في أسلمته لأنه يعود في النهاية إلي زيادة النعرة الدينية التي تجلب سياح الدين في مواسم الحج و العمرة. وفي نفس الوقت تعرف العائلة المالكة أنهم بدون الحماية الأمريكية في المنطقة ستنقض إيران علي الخليج العربي وستتحول المنطقة إلي حروب مشابهه لحروب الردة مرة أخري وبالتالي يلثم حكام مملكة الشر اليد الأمريكية لأنها تملك قوه تردع إيران أن حاولت تهديد المنطقة. فبعد أن تصرف صدام بغباء سياسي انتحاري في حرب الخليج الأولي وقام بغزو الكويت لم يترك لمملكة الشر الا أنها تستبدله في وقف الزحف الإيراني بالأمريكان وبهذا يوقفون صدام وتطلاعته الإقليمية في الاستحواذ علي المنطقة ويتواجد الأمريكان لوقف إيران . وترك الأمريكان إلايرانيين إلي أن بدأ رئيس إيران في اللعب علي نفس الوتيرة و التفكير بل أخذ خطوات جرئيه لتكوين قوه عسكرية نووية. من السهل ان يعلل المسلمون أن أمريكا تتدخل لحماية إسرائيل ولكن في الحقيقة إسرائيل تستطيع أن تحمي نفسها فهي أدري بجيرانها وتعرف جيدا كيف تتعامل معهم. الواقع المرير و المؤلم أن أمريكا في ألمنطقه لحماية مملكة الشر لكي لا تغرق أمريكا و العالم في انهيار اقتصادي ناتج عن ارتفاع سعر الطاقة عالميا. وذاد الأمور تعقيدا اندلاع الحرب الدينية الإسلامية برغم أنف مموليها. معضلة وضع العالم الغربي نفسه فيها. فهي حرب دينية اقتصادية سياسية لا يقل أي عامل من تلك العوامل عن العامل الأخر. وبات الأمر معقدا للغاية لان المحللين السياسيين الغربيين فشلوا ومازالوا لا يعرفون كيف يتعاملون مع العامل الديني وأن كانوا شبه متأكدين أنهم فشلوا فشل ذريع ولكنهم يحتاجون إلي زعامة قوية في الغرب تضع النقاط فوق الحروف. فالأعلام الغربي ضائع في الرجلين وضاع المواطن الغربي معه . أما المواطن العربي و المسلم فهو يعاني من حاله الضياع منذ 14 قرن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله