الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من كتاب (كنت في الأزل)

فؤاد ربيع

2018 / 4 / 18
الادب والفن


من كتاب (كنت في الأزل)

الجري نحو القمة
للكاتب : فؤاد ربيع

الفصل الرابع
لقد حل الخريف واعتدل الجو ،أنه أجمل الفصول في بلادي وخاصة يأتي بعد فصل الصيف اللهاب والتي تسجل فيه الحرارة أرقاماً قياسية وتبدأ الحياة حينما تفتح المدارس . ويتوجه الطلاب الى مدارسهم وتشاهد حركة ويتغير إيقاع المدينة وتخرج من خمولها القائض وصديقي عبدو ما زال مواظباً على عمله في بيع الباقلاء وبعض المرات لبلبي وفي أحد هجمات (الدعلج) المفاجئة صار قريبا عليه وهو يقول ما زلت هنا ولقد عفوت عنك وتجاهلتك ولكن وجدتك تتحداني الجميع يهرب ويتوسل وأنت لا تهتم كأنك تملك هذا الشارع هيا تعال معنا انك محجوز هو والشرطي يدفع بالعربة الى أن وصل قرب النهر تكلم عبدو بهدوء مع الشرطي قال له دعني أبيع كل ما في العربة وأنت أستلم كل النقود لكم رفض الشرطي قائلا كل هذا أصبح ملكنا لقد صادرناه وقال لهم أذن دعوني أأخذ أغراضي الشخصية وصادروا ما شئتم ومد يده ليخرج حزمة الورق الملفوفة فيها الصحف ضمها الى صدره وهجم الدعلج وسحب الرزمة وهو يصيح ما هذه وفتحها وصاح جريدة طريق الشعب ها شيوعي ؟ أما عبدو فأتجه الى النهر ولكن أحدهم أخرج مسدسه ورمى في نفس الوقت الذي رمى عبدو بنفسه في النهر وهو ذلك السباح الماهر والذي كان يسبقنا جميعا قد قفز سريعا وغاص ورزمة جرائد طريق الشعب التي تناثر القسم الكبير منها وطاف مع التيار . انتظر الجميع أكثر من دقيقة حتى أعتقد البعض أنه قد أصيب وقد غرق .ولكن عبدو قد صار بعيدا عنهم وأخذه جاري الماء وكان سريعا ليخرج من الضفة البعيدة ويختفي بين الناس وكان الظلام قد ساعده بالإفلات منهم ولكن لم يكن يتصور كيف حدث كل هذا وشعر أن ألماً في قدمه ويمكن يكون قد أصيب بطلق ناري واستطاع أن يربط الجرح وأكمل وقرر أن يقضي ليلته هذه عند أخ له كان بيته قريباً ثم يذهب الى بغداد للاختباء لعل هذا الحدث يمر بسلامه وأنه غير معرف في هذه المنطقة ومعظم هذا الفصل هو الذي أخبرني به وبتفاصيل هروبه وأصابته . وأعتبر رجال الامن هذا الحدث انتصاراً كبيراً لهم ولو أنه تحقق بالصدفة سمعة من أحدهم أنهم قد فككوا تنظيماً كبيراً للحزب في المدينة ويدعي أنهم عرفوا كل خيوط التنظيم وأنا كنت أعلم من كان يشاغلهم كل هذه الاعوام واين كان المقر وكنت أتمنى أن أحضر المزاد الذي تبيع به البلدية الاموال المصادرة من الافراد وأشتري عربة عبدو وأني أتخيلها الآن كان لونها أزرق كالسماء ورسم على جانبيها طيوراً بيضاء محلقة كانت تمثل حلماً كبيرً ومحملة بحلم لم تسعه كل الارض كان يريد أن يشبع كل الفقراء ويعلم كل الاطفال ولتغمر السعادة كل الناس.

الكاتب
فؤاد ربيع
بابل - العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا