الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الحركة الشيوعية في العراق من يكتبه؟؟

جميل محسن

2006 / 3 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الكتابة مسؤولية وموقف , خاصة اذا تعلق الامر يموضوع عام متشعب جرت وتجري حوادثه منذ عشرات السنين لاناس مختلفين واماكن مختلفة , عندها لاينفع التقييم الفردي الا في التشويه او التضخيم وتقديم الوقائع ناقصة او متجتزأة . في وقت انقطع فيه التواصل يستطيع كل منا مهما كبرت او صغرت مكانته وتجربته ان يروي قصته الخاصة به ويترك التاريخ لاهله .
لابأس ان يتصدى احدهم لمهمة الكتابة او النقد لما عاشه او شاهده من احداث كمشارك او متفرج او مؤرخ وهنا يطالب الكاتب بالادلة والبراهين على مايسطره خاصة اذا ما اعتبر كل كتاباته حقائق بديهية رغم انها تتعلق بأناس ومواقف لم يكن طرف مباشر فيها ويكون المعنيين في عداد الاموات غالبا او غير قادرين على الرد وتلك هي جناية وتعد على المذكورين اولا سواء كان السرد مدحا او ذما وعلى القارئ ثانيا لاننا نفرض عليه ماوصل الى سمعنا بأعتباره حقائق بديهية , وعلى انفسنا ثالثا اذا ادعينا الموضوعية والصدق في تناولنا للحدث.
مااتحفنا به السيد (الرفيق) عبد الحسن حسين (مع خالص التقدير له ولموقع الحوار المتمدن) من مقال متسلسل في العددين (27) و(28) من جريدة بلاغ الشيوعية التي هي لسان حال اتحاد الشيوعيين في العراق ونشر كذلك في الحوار المتمدن وبعنوان مطول ومثير لابأس ان نعيده بين القوسين (من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق الماضي وافاق المستقبل ) وللقارئ الكريم تقييم وتصور المقدرة التي يجب ان يكون عليها الكاتب والمراجع التي سيعتمدها وما اكثرها خاصة وهو يتصدى لموضوع تاريخي وليس وجهة نظر او نقل حرفي لحادث او ابداء رأي تجاه تصرف شخص معين .
ليس في النيه التشكيك في مقدرة (الرفيق ) بعد ان تجاوز المسلسل حلقتين وليس من نهاية في الافق ولكن الموضوع بمجمله انشائي يمكن اعادة صياغته وقولبته لنقد اي مجموعة او حزب جرب الفشل والتراجع في مجمل مسيرته وكمايبدو للسيد الكاتب فان الوقوف عند هذا الحد اسهل من الانزلاق والا ستمرار في خطأ التقدير الموضوعي والذاتي الشخصي بعد الدخول في متاهة المصطلحات الماركسية وتسمية برجوازية الدولة بالكولونيالية فلا يوجد شيئ اسمه برجوازية دولة اولا والكولونيالية هي الاستعمار الا ستيطاني ثانيا .
تكرر الخطأ مرتين وفي العددين وكما يبدو فلا احد يقرأ ولا احد ينصح .
ان التصدي لمواضيع مثل الانشقاقات داخل الحزب الشيوعي العراقي ومنذ الستينات يحتاج الى الكثير من الفطنة والمعايشة والبحث عن المصادر والتنسيب اليها وسؤال اولي الامر او من تبقى من رفاق الدرب السابقين للكاتب من مناضلي القيادة المركزية مادام اكثر مايسطره هو عنها مع الاشارة في كل مرة الى المصدر للابتعاد عن السرد المعيب لاحداث مات اغلب ابطالها شهداء او بعيدين عن الرد لاسباب شتى وبقيت الروايات التي من واجبنا فهمها او تحليلها او تدقيقها لا ان نسطرها كما نريد وبطريقة مهينه قد يتجنبها ابسط حاقد او مرشد امن واجبه التشويه وقلب الحقائق .
الهزيمة يتيمة وللنصر الف اب وما قام به رجال القيادة المركزية في اواخر الستينات هو تكوين خط جذري قد يكون سابق لزمانه او جنين ولد وسط غابة وحوش سرعان ما اخمدوا انفاسه وتساقط الرفاق بطريقة او باخرى ولا يعني التساقط الموت فقط. وبقي رفاق وبقي برنامج كان عنوانه التصدي للفاشية والقوى المضادة وليس الذيلية والاستسلام , ولكن تراجع الحركة الماركسية العالمية واليسار عموما سمح حتى للسيد كاتب المقال ان يسطر مايراه وما سمعه من سلبيات القيادة المركزية ورجالها ماليس له فيه ناقة ولاجمل ويحول مسيرتها النضالية الى فلم (كاوبوي) يتقاتل فيه الرفاق ويصفي بعضهم بعضا ويتخاذل من في الاهوار الى درجة الهستريا خوفا , ووسط كم هائل من المعلومات المغلوطة لحدث عاشه اصحابه لوحدهم وقت انتفاضة الاهوار واستشهد قائد المشروع (ظافر) الشهيد خالد احمد زكي القادم من لندن وفي جعبته حلم غيفاري لخلق فيتنام اخرى في بقعة مختلفة من العالم نسميها نحن العراق , ولست هنا في مجال التقييم وكما حمل الشهيد خالد امانى ارنستو في عنقه ليدفع بدمه ثمنها , فقد تداولت المحافل ولا زالت بعضها لحد الان الحدث كل يرويه بطريقته حتى تحول خط وبرنامج واهداف القيادة المركزية واختصر عند هذا البعض في هذه النقطة فقط.
لم يكن انشقاق 1967 حدث عابر يتمثل بخروج جماعة عن حزب ولكنه ولادة صعبة لفكر ونهج جديدين حاولا طرح برنامج متكامل يستوعب متغيرات تلك المرحلة في العراق والمنطقة العربية عموما خاصة بعد نكسة حزيران 67 وانكشاف عورات الانظمة العربية عموما وتعرية اعتمادها على المتاجرة بالقضية الفلسطينبة لتأجيل و طمس الاستحقاقات الوطنية ومحاربة الاحزاب الشيوعية بحجة اعترافها بأسرائيل , فجاء برنامج القيادة المركزية الواضح يكشف الموقف الحقيقي للحزب الشيوعي العراقي من تقسيم فلسطين ونشوء دولة اسرائيل ورفض الشيوعيين في العراق الاعتراف بها الا بعد الضغط السوفييتي القوي على قيادة الحزب وكذلك مسألة التصدي الفعال وبكل الطرق الممكنة للفئات والطبقة الطفيلية الحاكمة وتجلى ذلك في المجال الطلابي والعمالي والتحدي العلني للسلطة الجائرة وتكوين جبهة وطنية واسعة مع القوى العراقية اليسارية الاخرى لتشكل عامل ضغط كبير اجبر السلطة عن التخلي لموقعها لاعتى قوة فاشية يمينبة دموية في العراق لتستلم الحكم في عام 1968 والبدء بتصفية اليسار الجذري الحقيقي وما حدث بعدها معروف لكل متابع .
ذلك بعض ماكانته القيادة المركزية في ذلك الوقت وليست (حركة الاهوار) الا جزء يسير سيحكم عليه التاريخ يوما من مسيرة مئات والاف من مناضلي وكوادر وانصار الشيوعية اللذين تصدوا لليمين والرجعية في تلك الفترة ضمن اطار وبرنامج ونهج القيادة المركزية .
ختاما ليتذكر كاتب المقال ان القارئ المحايد في الفترة الراهنة ومن سنه اصغر من معرفة او سماع او مشاهدة تلك الاحداث الغابرة وبعد ان يقرأ ماسطرته سيكره ليس فقط الشيوعيون وافعالهم بل والفكر الشيوعي نفسه الذي جعل الرفاق(يتخاذلون في المواقف الصعبة) و(يقتل بعضهم بعضا من اجل المناصب) وختامها (يهرب القادة بمالية الحزب الى خارج العراق ليتحولوا الى تجار) . اليس هذا بعض ماكتبته عن رفاقك القدامى اعضاء القيادة المركزية ؟؟ فهنيئا لك اولا هذا التاريخ والنقد البناء!! والرحمة على ارواح الشهداء والعزاء لمن تبقى وبقي سائر على نهج القيادة المركزية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة