الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة.....-الناظور- عندما تفتح فخذيها.

سعيد بلغربي

2006 / 3 / 15
الادب والفن


الرجل الضخم الجثة الجالس هنالك على الكرسي الإسمنتي المهترئ في تلك الحديقة المهجورة الإخضرار يبدو أنه منشغل كثيرا بالنظر إلى ساعة معصمه و العرق يتصبب من جسده المحشو بالشحم ، لاحظت ذلك عندما أكثر المسح بمنديله المنكمشة على جبينه .
في هذه الأثناء كانت الناظور تحتفل بعيد ميلادها المجهول كما تفعل كل يوم ، تحتفل في صمت كطفلة فقيرة لم تجد كعكعة الميلاد ولا هدايا الأصدقاء و لا شموع ملونة تطفئها بزفيرها الثقيل البارد لتلود إلى النوم . هكذا الناظور، تموت في نومها لتحيا كل صباح على شخير سياراتها و صراخ باعاتها المتجولين و رائحة أزبالها المحترمة و الغيرالمحترمة.
ذات إحتفال رسمي صعد المنصة رجل ضخم كصاحبنا ، بدأ يسب و يشتم أهلها ، كانو يصفرون و يصفقون . نزل الرجل من مكانه ، همست له الناظور في أذنه ، أنت ضيفنا ، و الضيف عندنا يحترم حتى وإن شتمنا و أهاننا . فصفقنا جميعا للناظور .
الرجل الضخم ما زال جالسا يرتب جلسته ، يلتفت في إرتباك واضح يمينا و يسارا ، يبدو أنه في إنتظار لقاء غرامي ما ، كذلك أنا كنت أفعل عندما كانت الحبيبة تتأخر عن الموعد المحدد . كان فضولي قويا إلى درجت أنني أجلت موعدا غير مهم يخص إهتماماتي العملية ، فجلست أراقبه إلى أن جاءت صبية تحمل ملامحا جميلة ، سلمت عليه بطريقة الخدود ، تلامس اللحمان الطري و الخشن . نظر إلى ساعته و كأنه يعاتبها بلطف على تأخيرها ، ضحك الجميع و تحدثا معا كلاما تخيلته ماجنا ، لأنني لمحت الفتاة وفي دهشت الأطفال تضع كفيها لتخفي عينيها كما تفعل الإناث في دلال للتعبير عن خجلهن الفطري .
أخرج من جيب سرواله أوراقا مالية أخد يعدها في حضرة الحبيبة الصغيرة فإذا بها تخطفها منه و تضعها في غنج بين الفج الهادئ الذي يفصل نهديها الصغيرين الطرييين .
إنها الناظور ...لا تشتكي لأحد ، كانت تراقب جسدا طريا يباع في حدائقها اليابسة ، ترمق اليهما في أسف وهي تلعن هذه الوقاحة ، فعلت ذلك في صمت كعادتها .
ترجل اللعينين إلى مكان ما ...كان يلتهمها بنظرته الضخمة كجثته ، وكأنها وجبة من الليمون يريد أن يعصرها بين يديه و رجليه القذرتين .
الناظور قذرة كذلك ، لكن لا تشتكي لأحد ، تستطيع أن تمارس طقوسك اليومية في رمي أزبالك المحترمة و الغير المحترمة إلى قدميها و فوق جسدها فلا أحد يلومك على فعلتك ولا أحد يبصق عليك.
ولج اللعينين متاهات المدينة ، أتخيل الآن الصبية عارية و هي تسير على جثته الضخمة المنتفخة بالنجاسة تدوس كرامته بكرامتها ، تبصق عليه ، تبول عليه و في الأخير تعري روحها كما عرت جسدها ، تبكي كما تفعل جميع الموميسات ، بعد أن تطفئ ثمالة اللذة شر جنونها بداخلهم تحكي بحرقة الأنثى الضائعة كيف أغتصبت ، كيف فتحت فخديها للحبيب الأول ، كيف و كيف...
أتذكر أنني ذات حزن ميت كتبت خطابا إلى الناظور ، تلقفت الرسالة كعشيقة أمية لا تفقه شيئا في فك طلاسيم حروف لغة العشاق . قلت لها معاتبا صمتها ، أنت عاهرة ، إبتسمت و فتحت لي فخديها و دخلنا معا النتانة في صمت.

الناظور مدينة أمازيغية في شمال المغرب.
_________________________________-
بقلم: سعيد بلغربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر