الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدثوني عن وطني

ايمان الدرع

2018 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


حدثوني عن وطني
بلقائي الأخير في طرطوس مع سيدات مثقفات رائدات من بلدي سوريا، ونحن نعدّ مشروعا نسائياً نهضوياً يسارع في طيّ مرحلة الألم التي مررنا بها عقب حرب مجنونة لسنوات سبع، وبدء مرحلة جديدة نرمم فيها ندوب البشر قبل الحجر..
رسمنا أهدافنا بحماس كبير، وتبادلنا الخبرات وصغنا أفكاراً رائعة تصلح لخلق نواة ننطلق منها بقوة في طرح أفكارنا التطلعية التي تعيد للبلد المطعون ريادته، وموقعه الحضاري الذي يليق يه..
وافترقنا نعيش لحظة إشراق نلتقي عليها من جديد بشكل دوري، على أن نضع خطة عملٍ، ومقترحات نناقشها عند اللقاء التالي.
ونظراً لتجاربي التربوية التي عمّقتْها سنون ثلاثون أمضيتها في خدمة الجيل..وجدت أن أقترح رؤية جديدة في طرح المناهج وتداولها وطرائقها..
وصادف أن تابعت نشرات الأخبار في معظم المحطات، كلها بلا استثناء تتحدث عن سوريا في استخدامها الكيماوي في ضرب دوما، والاتهامات المفبركة الموجهة إليها ظلماً وافتراء، ومداولات مجلس الأمن و تراشق الكلمات بين نفي وقطع ..ثم تهديدات ترامب المتعجرفة بضرب سوريا..
شعرت بالاختناق، كروح تصعّد إلى السماء، أحسست بوحدة وضياع، مامن أحد من الدول العربية يشجب ذلك التهديد والوعيد فنشعر بالمؤازرة ولو من باب المساندة المعنوية..الكلّ يتفرّج يكتفي بالتحسّر، وبلدان أخرى تشدّ على يد الجاني وتبذل له المال بسخاء لامحدود كي ينفذ..
كتبت اقتراحاتي: أولاً حدثوني في المناهج عن بلدي عن سوريا لا أريد غيرها..حدثوني عن تاريخها القديم والحديث بالتفاصيل الدقيقة، عن تضاريسها وسكانها عن الأدباء فيها والسياسيين عن العمال و الفلاحين عن مصانعها وثرواتها عن فلاحيها عن فنها وفنانيها..اشطبوا من ذواكرنا كل المناهج القديمة التي أتخمتم بها الفكر..فخصصتم منهاج الجغرافية للثالث الثانوي الأدبي للوطن العربي..فصارت خارطته أساساً. على الطالب أن يتقنه بصما بلا أي خطأ..حتى في أدق التعاريج وتوزيع العواصم والأنهار والاقتصاد والمساحة وتعداد البشر و..و..
أما التاريخ فلم يعد بأي حالٍ يهمني أن تحدثونا عن تاريخ وطننا العربي منذ نشأته إلى انعكاسات الحروب العالمية إلى عهد الاحتلال إلى الثورة العربية الكبرى وحركات التحرر ونيل الاستقلال عند كل دولة على حدا..
وطالبت أن يتغير الشعار اليومي الذي تردده حناجر الطلبة في الطابور الصباحي: أمة عربية واحدة: ذات رسالة خالدة..طالبت أن نصوغ عبارة جديدة تخص سوريا وحدها أبحث عن كلماتها الموائمة..
فجر يوم السبت 14 نيسان كان فجراً استثنائياً..أفقنا به على حمم أرجوانية تملأ السماء..تتشظى تتفجر..دبّ الرعب بادئ ذي بدء لمدى شراستها وقد انطبعت في ذاكرتنا الحرب القاتلة التي أخمدت أنفاس الحياة حينها في العراق الشقيق..ولكن سرعانما لاحت لنا اليد المقاومة التي كانت على قدر الهجمة فأثنتها وردتها على أعقابها ببسالة لانظير لها..فأعادت لنا تباشير تشرين وصعد السكان على أسطحة المنازل يراقبون تفجّر تيك الصواريخ المعادية
تتشظى وتنكسر مذلولة على أرضنا السورية ..
التلفاز يعلن عن انتهاء العملية ..والقلب يعلن نشوة النصر..
مالفتني هو صيحات التنديد التي تعالت في أرجاء وطننا العربية تحديدا من الشعوب التي صاحت بها دماء النسب..الشعوب دوناً عن حكامها..فمنذ زمن بعيد نسينا قادتنا وضاعت عنا وقفاتهم وضاعت بنا وبهم الخطوات..وصاحت أصوات من مصر العروبة: ( هنا دمشق من القاهرة) إشارة إلى موقف سوري شريف إبان العدوان الثلاثي عليها وقد رددها حينذاك مذيع سوري اقتحم الاستديو يصيح بها..
مسيرات شرف وعزة في دول عربية عدة
و دول أجنبية حملت لافتاتها تدين العدوان بصوت مسموع هادر حتى ممن شنوا ذاك العدوان الغادر علينا..
رئيس دولة فنزويلا يشارك في إحداها يقف في وجه تلك الهيمنة والوصاية واستعراض القوة التي باتت في عالمنا مرفوضة قطعيّاً.
اشتعلت أركان الفيس بالمداخلات والمقالات التي نقلت إلينا نبض القلوب الطيبة الأبية التي تكره الظلم وتشتاق إلى رفع الهامة العربية بعد انتكاساتها في الربيع العربي المزعوم المدمر.
لم يهدأ الهاتف ولا قنوات الاتصال المتعددة يسألون، يطمأنّون يؤازرون، يمسكون اليد بقوة داعمة، أشعرتنا بجذور لم تمت على أيدي الحاقدين..
فرحة ما قلّل منها إلا مقابلة مع المعارض رضوان زيادة الذي نطق عن رؤية المعارضين في الخارج و مشاعرهم المتموتة في مقابلة تلفزيونية على قناة الجزيرة عبر فيها عن أسفه لأن العدوان الثلاثي اكتفى بضربات محدودة ولم يكن تدميره شاملا لكل المؤسسات والبنى التحتية على طريقة قصف كوسوفو التي حوصرت لمدة 78 يوما تمّ قصفها بالكامل حتى أُجبرت على التفاوض ..هذا المعارض الناشط في حقوق الإنسان الذي رفضت واشنطن لجوءه السياسي عام 2017 وصار يستعطفها بالقبول تمنى لو تزول سوريا عن الخارطة من أجل عصيان مسلح وقف في وجه الدولة واحتلّ أرضها وعاث ظلما بين ساكنيها..متمترسا بين البيوت الآمنة..ولا أظن أي دولة في العالم تقبل به كحلّ للأزمات..من أجل إجبار الدولة على تفاوض رفضته المعارضة مرارا تحت شعار ( لا للحوار) وانسحابات تترى من جنيف وأستانة وغيرها باتوا اليوم جراء انتصارات الجيش العربي السوري واكتساحه الأرض المستلبة بصمود قلّ نظيره يطالبون بالحوار
لم أكن يوما لأنتمي إلى ذاك التوصيف: مؤيد أو معارض مثل الكثير من السوريين الذين برغم حجم الوجع والدمار والتشرد والنزوح والهجرة مازالوا يخافون على أوطانهم فصوتهم سوري حرّ..يطالب بالتغيير ومحاسبة الفاسدين وتخليص البلد من شذاذ الآفاق الذين لم يكونوا على مستوى الأزمة ماقبل ومابعد ولكن بعيدا عن الدمار والتطرف عن الصوت النشاز الغريب الحاقد الذي يدعي البحث عن السلام في يد..ويطعن ظهر سوريا في اليد الأخرى.
عدت إلى سطوري محوت ما كتبته لحظة انفعال ..كتبت وقد هبت دماء العروبة في عروقي عندما وجدت هذا التباين فيمن يحسبون على البلد وينادون بتدميرها وبين من آزروها على بعد مسافاتهم : سأظلّ أناديك ياوطني العربي الكبير بل ( حدثوني عن وطني) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام