الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟

حسني أبو المعالي

2006 / 3 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إيه أرض السواد: أ سواد الخير هذا الذي يحتويك أم سواد الحزن؟

إن المؤامرة الطائفية في العراق تدور عجلتها نحو الهدف الذي رسمه الاحتلال الأمريكي، والواقع المر في الوطن يعلن عن تباشير حرب أهلية تلوح في الأفق بين طائفتين من الإخوة المسلمين، هما السنة والشيعة، وقد ساهم في تنفيذ هذا المخطط الطائفي الخطير، بقصد أو بدون قصد قادة الأحزاب الإسلامية وبعض الشخصيات السياسية من الطرفين، ومن يتأمل أسماء وعناوين القوائم العراقية المتنافسة على السلطة وعلى رأسها قائمتي الائتلاف الوطني وجبهة التوافق العراقية اللتين تضم كل منهما أحزابا وجماعات متعددة، يعتقد بأن العراق يخطو باتجاه طريق الخير والنماء والسعادة، طريق الحرية والديمقراطية والاستقرار، بفضل أحزابه الحريصة على وحدة العراق وسلامة أبنائه، إلا أن الرياح كانت وما تزال تجري بما لا تشتهي سفينة الشعب العراقي، فأصحاب تلك القوائم أوهموا العراقيين بعناوين فضفاضة كالائتلاف الوطني والتوافق العراقي بدون أن يكون لها برنامج وطني مبني على أساس استراتيجي تنموي يهدف إلى معالجة أخطاء الماضي وبناء الحاضر ويخطط لإنشاء مستقبل أفضل، علما بأن بعض الأحزاب ولدت من رحم اللحظات الراهنة بعد السقوط، وأسست لنفسها على عجالة برنامجا صوريا ووضعت اسما ء مستعارة ليتسنى لها الإنضمام إلى القوائم الكبيرة، فما أجملها من أسماء وعبارات مشرقة وما أحلاها من كلمات مضيئة نستبشر بها خيرا ونعلق عليها آمالا كبيرة، لكنها أصبحت على يد معظم قادتها من المتطرفين والمتعصبين، كلمات جوفاء، خرقاء ومزيفة، بعيدة عن جوهرها ولا تمت لمعانيها بصلة و لا ترقى إلى مستوى أهدافها. فأي معنى" للتوافق العراقي" للاخوة العرب السنة من غير العرب الشيعة؟ وأي معنى" للائتلاف الوطني" للاخوة العرب الشيعة من غير العرب السنة وجميعهم من المسلمين؟ والمأساة القائمة الآن هي وجود أزمة ثقة بين قادة الطائفتين زرعتها وهيأت لها قوات الاحتلال من جهة والتصريحات المسمومة المتتالية لصناع القرار في الولايات المتحدة من جهة أخرى، وأخيرها وليس أخرها تصريح رامسفيلد الذي أعلن عن وجود حرس إيراني يعمل في العراق الشيء الذي قد يثير حفيظة الأخوة العرب السنة، والغريب أن تنطلي مثل تلك التصريحات وغيرها على الساسة العراقيين شيعة وسنة وهم يعون كل الوعي بأن أساليب الاحتلال لا تخرج عن إطارها المشبوه المتمثل في سياسة فرق تسد. ومن إحدى مآسينا المتعددة أيضا أن نجد مثقفينا وأدبائنا وشعرائنا من الشيعة والسنة، منشغلين لصالح هذه الطائفة أو تلك على حساب الأخرى، أكثر مما يشغلهم هم الاحتلال، وكأن العراق قد انتهى به الأمر إلى ما يعرف ببلد الطوائف، علما بأن الوعي الجمعي لدى الجماهير لا يتحرك، سلبا أو إيجابا، إلا بتوجيه من القادة السياسيين والمثقفين ورجال الدين، فعليهم تقع جميع المسؤوليات الجسام في تصحيح مسار ما آل إليه وضعنا العراقي المتردي
إن الوطن يمر بمحنة كبيرة، في ظل ظروف استثنائية صعبة، لا ينجو منها سوى بصيغة استثنائية تجتمع فيها القائمتين المتصارعتين على عهد تنبذ فيه خلافاتهما وتنسيان تماما انتمائهما الطائفي لصالح الانتماء للوطن وتتفقان على مشروع اتحادي مع بقية القوائم الأخرى ما ينتج عنها جبهة توافق وائتلاف عراقية قوية، شريطة توفر حسن النوايا والعمل الجاد من أجل مصلحة العراق وأبنائه أولا وأخيرا، وإلا فان الشعب العراقي سوف يكتشف آجلا أم عاجلا حقيقة نوايا كما الطائفية البغيضة، وأهدافكما البعيدة عن طموحاته والغريبة عن متمنياته وآماله والغائبة عن تحقيق رغباته في الاستقرار والأمن، يا من ساهمتما – قادة وأحزابا - باختلافكما وخلافاتكما في دعم الإرهاب وشجعتماه على التمادي في قتل الآلاف من خيرة الأبناء من جهة، وفي بقاء قوات الاحتلال فترة أطول من جهة ثانية، وبعبارة أخرى أكثر وضوحا ومكاشفة، فإن بعضكما استقبل جنود الاحتلال الإنكلو- أمريكي ليطعن بكرامة الأمة ويدنس أرض الوطن، وبعضكما الآخر احتضن هؤلاء القتلة القادمين من وراء الحدود فآواهم وأطعمهم ليفتكوا بأبناء جلدتكم يا من تدعون بأنكم عراقيون وتنتمون إلى هذا الوطن، فهل حكم على العراق بأن يعيش مع الطغاة قصة لا تنتهي فيودع طاغية ليستقبل مجموعة من الطغاة ؟ . آه لغضب الشعب إذا تبين له بأنكما تعملان من أجل مصالحكما الشخصية وصولا إلى السلطة ! وإيه يا أرض السواد، أرض التاريخ والعروبة والأديان والحضارات، أرض الأساطير والحدائق المعلقة والبساتين، أرض بابل وأشور وسومر والعصور الذهبية وبغداد الرشيد، أ سواد الخير هذا الذي يحتويك أم سواد الحزن؟ فقد اجتمع في أحضانك الخير والشر، الفرح والحزن، وامتزجت الدماء بالدموع، والتقى القتل والقهر والحصار والجوع على امتداد الوطن وفي كل شبر من مساحته الجغرافية، ولم يلتق أبناؤك على كلمة حب واحدة تفتح لهم آفاق مستقبل يمطرهم بالسعادة والخير الحقيقي والاستقرار.
أتساءل:
ماذا حل بنا ولماذا الحب يجافينا؟
وكأن الدهر يدق بنا
في كل زمان
إسفينا
نار ودمار وحصار تمعن
فتكا بأهالينا
ووجدنا أنفسنا شيعا
متفرقة مختلفينا
نتآكل جوعا في وطن
ينعم خيرا
وبساتينا
وكرامة أمتنا انتهكت
من قبل الأعداء سنينا
فعدو يحتل ربانا
وعدو منا يضنينا
يا سادة قومي هل أمست
أنفاس الذل رياحينا؟
قوموا وتواصوا بالحب صونوا
أوطانا وبنينا
لا نسلم من ذل حتى
نغدو قوما
مؤتلفينا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام