الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا والابتزاز الأمريكي الإسرائيلي

عمر شاهين

2018 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


روسيا والابتزاز الأمريكي الإسرائيلي

من الواضح أن روسيا مترددة لغاية الآن في تزويد سوريا بأسلحة حديثة كمنظومات s-300 وطائرات حديثة تمكنها من الدفاع عن نفسها خاصة أمام العدوان الإسرائيلي وذلك نزولا عند رغبة "الشركاء الغربيين" وإسرائيل.
لقد حصلت روسيا على ما تريد من سوريا؛ قاعدة بحرية في طرطوس وأخرى جوية في حميميم وحققت أحلامها القديمة منذ 200 عام بالوصول إلى المياه الدافئة... وتمكنت من سد ثغرة لطالما كانت خطيرة في دفاعاتها الجنوبية والسيطرة على شرق المتوسط ناهيك عن الفوائد الاقتصادية الجمة. وبذلك أصبح التواجد العسكري الأطلسي في تركيا واليونان وقبرص وإسرائيل وبقية الشرق الأوسط قليل الفائدة.
وإذ انتهت الثورة السورية السلمية، وتغير الصراع إلى حرب للمرتزقة أو حرب بالوكالة لتفكيك الدولة السورية، والآن فقد يتحول إلى نزاع جيوسياسي دولي؛ روسيا وإيران وسوريا من جهة، والحلف الأطلسي وإسرائيل والرجعية العربية من جهة أخرى، بعدما تمكنت روسيا من الحصول على قواعدها العسكرية لمدة 50 عاما.
إلا أن بقاء تلك القواعد والمصالح مرهون برضا الشعب السوري وليس الرؤساء فحسب. والتجربة مع مصر ودول المعسكر الاشتراكي سابقا خير دليل على ذلك. فالعهود والوعود الشفهية والخطية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن كلها حبر غلى ورق بالنسبة لأمريكا وغالبا ما ينخدع بها الروس. ولعل آخر الخدع الكبيرة التي يذكرها الروس أنفسهم كانت في أوكرانيا والدونباس.
لقد ازدادت وتيرة استباحة إسرائيل للأراضي السورية لأكثر من 100 مرة منذ التواجد الروسي، وزاد على ذلك التواجد التركي في الشمال، وعززت أمريكا من تواجدها العسكري المباشر بالعديد من القواعد، وهي إذ تعلن عن إمكانية استبدال وجودها على الأرض بجيوش عربية، فهذا لا يعني الانسحاب بل تدعيم هذا الوجود بجيوش عربية تحت قيادتها مع توفير الدعم الجوي لها، مما سيعقد المسألة أكثر فأكثر. فبعد فشل حرب المرتزقة يأتي سادتهم بشكل مباشر، لتقسيم سوريا وجعلها أخطر بؤرة مواجهة عالمية.
وبصراحة زائدة، فليس من مصلحة الشعوب العربية وجود القواعد العسكرية الروسية والأمريكية على أرضها، وليس من مصلحتنا أن يكون الشرق الأوسط منصة للعدوان على روسيا أو إيران أو غيرها. والشعوب العربية تناضل لتحرير الأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل، ولنيل حقوق الشعب الفلسطيني، وتحرير نفسها من حكامها ومن الهيمنة الأمريكية.
وإذ تتفاوت ردود الأفعال العربية على التواجد الروسي بين التأييد والصمت فذلك أملا في وضع حد للغطرسة والتمدد الأمريكي الإسرائيلي، وليس إلى زيادتهما. ولتحقيق ذلك يتعين على روسيا أن لا تحارب بالوكالة عن العرب، بل بدعم سوريا والفلسطينيين ومدهم بالوسائل العسكرية والدبلوماسية الفعالة الضرورية لتمكين الدولة السورية من بسط سيادتها على أرضها وتحرير المحتل منها، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
مما سبق، فإن الرغبة الروسية بحماية حدودها الجنوبية والدفاع عن مصالحها الحيوية في المنطقة تتماشى مع أهداف سوريا والفلسطينيين في مواجهة التمدد الأطلسي والغطرسة الإسرائيلية. إلا أن النجاح يعتمد على صمود ومقاومة السوريين والفلسطينيين من جهة، وتزويدهم بما يلزم من أسلحة ودعم دبلوماسي من قبل روسيا دون الخضوع للابتزاز والخداع الأمريكي الإسرائيلي الهادف ألى إبعاد روسيا عن المنطقة والاستفراد بشعوبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م