الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع السلطة و الإتحاد : رسائل يوسف الشاهد الأخيرة

محسن عامر

2018 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يمكننا أن نختلف في تقييم الأداء النقابي (الذي يريد الكثيرون بحسن نية أو سوء نية أن يعصبها في رأس اليعقوبي منفردا) في تفصيلات معارك بعينها. و يمكننا أن نختلف في تحديد ارتفاع السقف المرجو الوصول إليه حسب الظروف التي تتبدل . و لكن التقييم لا يجب أن يغادر قاعدة أساسية ينبني عليها التناقض (خيارات سلطة مفلسة- الشعب) و إلا سنتبنى بدون وعي خطاب السلطة و نقع في الثنائيات.
لا يجب أن نسقط من الحسبان أن إتحاد الشغل ليس نقابة بتروغراد و لا يعبّر عن مصالح طبقية نقية و متجانسة في مستوى منظوريه . و في الأخير، هو داعم للنضال الجماهيري ضد خيارات السلطة و رديف لها و ليس "حزبا جماهيريا" قادر على القيام بقفزات جذرية إلى الأمام . عدم استيعاب هذا المعطى البدائي يجعلنا نقع في يسارية طفولية لا تخلف أبدا عن الخطاب الشعبوي الذي يحقن للجماهير عن طريق الراديوهات و بلاطوهات تسويق أكاذيب السلطة .
خطاب يوسف الشاهد البارحة على القناة الوطنية يفهم على مستويين . الأول، تبني نفس خطاب وزير التربية حرفيا ( استئناف الدروس و من ثم التفاوض) . و هذا يقول أن رأس السلطة لا قدرة فعلية له على أخذ قرارات حقيقية خارج إرادة المهندس الحقيقي شيخ قرطاج . يضاف إليه ، خوف يوسف الشاهد المعزول من نفس سيناريو اقتلاع ناجي جلول كضرس مهترء الذي بدى خضوعا مخزيا بعد حرب كلامية شعواء . ثانيا، يوسف الشاهد بعث برسائل نحو المركزية النقابية فحواها أن على الطبوبي كبح نقابة الثانوي و إلا أن التصعيد قد يشتد في الوقت الذي مازل يمكن تلافي "سنة بيضاء" حسب قوله .

المعركة التي غطّت على أهم استحقاق تمرّ به البلاد (الإنتخابات البلدية و تركيز الحكم المحلي) أصبحت مواجهة مفتوحة . السلطة بكل خياراتها الإقتصادية في مواجهة أكبر هيكل نقابي في اتحاد الشغل . الجميع يعي جيدا أن كسر إرادة الأساتذة سواء بالنسبة للسلطة أو لنقابة الثانوي سينهي سياقا مطلبيا يتعاظم في البلاد و سيجعل السلطة إما أن تنجوا من أزماتها التي أدخلت فيها البلاد أو أن تتفاقم أزماتها و تختنق. يوسف الشاهد الذي صنع مسرحية سميت حربا على الفساد ما فتئت أن نزعت هزلها الوطني لصالح حقيقة صراع شقّ مقابل شقّ آخر آخر يحاول إدارة أزمته وحيدا . و لكنه في نهاية المطاف ككل حكومات إدارة الأزمة و تسويق الفشل راحل لا محالة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا