الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب والمجتمع

صاحب الربيعي

2006 / 3 / 15
الادب والفن


الكتابة هي خلق لمعرفة جديدة تكشف النقاب عن معضلات وأحداث وأسرار ومواقف تخص مصالح الإنسان والمجتمع، فمهمة الكاتب تحريض المجتمع على المطالبة بحقوقه من السلطات الحاكمة وتعريفه بالسُبل الناجعة لانتزاع الحقوق. وليس بالضرورة أن تكون مواقف الكاتب دائماً منسجمة مع مطالب وتطلعات المجتمع لأن المجتمعات الرازحة تحت براثن الجهل والتجهيل والفقر والأمية غالباً لاتعي مصالحها وتطلعاتها الحقيقية.
وتقع على نخب المجتمع من المثقفين المسؤولية الكاملة في إنقاذ المجتمع من تلك البراثن.....وقد يلجأ المجتمع لاستخدام العنف ضد نخبه للدفاع عن موروثه وقيمه السائدة التي تشكل في المحصلة (مقدساته!) التي لايجوز التعريض بها.
وقد دفع العديد من المثقفين حياتهم ثمناً لهذا التعارض أو تم التعريض بسمعتهم الشخصية، فهناك جبهة مضادة تقود فئات من المجتمع الجاهل وتعمل على تكريس الجهل والتجهيل في ذهنية أفراده بغية الحفاظ على مصالحها، فهي تمتلك شبكة من العلاقات مع بعض الفئات الاجتماعية الجاهلة بمصالحها وتعمل على تحريضها للتصدي للتوجهات الجديدة واللجوء إلى العنف والقتل لإجبار المثقفين على التخلي عن مهامهم الأساسية!.
يرى ((توفيق الحكيم))"أن الفنان لايتقيد بنظرة الناس إلى الأشياء....لأن الناس تضع نظارات مصنوعة سلفاً لكل أمور الدنيا، أما هو فينظر إلى الأشياء بعينه هو المجردة عن كل منظار صنع بيد غيره. فيرى بالضرورة غير الذي يراه الآخرون، إنه يبتدع منطقه كما يبتدع فنه فإذا أدهشت الناس تصرفاته رموه بالشذوذ".
ليس بالسهولة أن يتخلى المجتمع عن موروثه وقيمه السائدة والمعيقة لتطوره وتقدمه بسبب عدم وعيه بمصالحه وانصياعه لتوجهات محددة الأهداف تلبي مصالح المتنفذين والقابضين على إرادته. وهذا الأمر يدفعهم لرفض أي تغيير يطرأ على موروثهم وقيمهم السائدة ويجاهدون في سبيل الحفاظ عليها بعيداً عن التوجهات الجديدة الساعية لإحداث تغيير في نمط العلاقات والمصالح الاجتماعية السائدة لنمط يحقق منفعة أكبر لسائر فئات المجتمع، وبالتأكيد أنه يضر بشبكة علاقات ومصالح فئة متسلطة تتستر بالقيم والأعراف الموروثة تارة، وتارة أخرى بتوجهات دينية لحماية مصالحها الذاتية.
يقول ((أريك هوبسباون))"أن رفض الفهم هو شكل من أشكال الصراع الطبقي".
إن الكاتب الواعي لمهامه يجب أن لاتأسره نتائج الصراعات السياسية وتضارب المصالح بين السياسيين، وأنما البحث والكشف عن مسسبباتها الأساس لتعرية أهدافها غير المعلنة وعدم الانجرار وراء زيف الادعاء السياسي الساعي لافتعال الصراعات الاجتماعية وزج العامة من الناس فيه لتمرير مشاريع غير معلنة الأهداف تضر بمصالح المجتمع وتحقق منفعة ذاتية للسياسيين!.
والكاتب الحقيقي هو الذي يتحلى بالقدرة والوعي اللازمين لقراءة الواقع السياسي والاجتماعي بعين محايدة تكشف عن الأهداف غير المعلنة للسياسي ويسلط الضوء على مواضع الخلل في بنية المجتمع ويرشده لسُبل الحل للمعضلات التي تواجهه وتعترض سبيل تقدمه وتطوره.
يرى ((سارتر))"أن تكتب يعني أن تتصرف بطريقة ما، فتشير وتدل على الخطأ!. فهمة الكاتب إزاحة النقاب عما هو مستور ليضع المجتمع أمام مسؤولياتهم في المواجهة".
الكاتب الحقيقي، هو ضمير المجتمع والضمير غالباً ما يعترض على سلوك وممارسة الذات المتعارضة مع قيم الخير، فالذات تسيرها المصالح الآنية التي (في أغلب الأحيان) تضر بمصالح الآخرين. والضمير الحي هو الذي يقسر الذات على الانصياع لقيم الخير ونبذ الشر.
هذا التوجه القسري الذي يلزم المجتمع بالتوجهات الجديدة والمتعارضة مع التوجهات السائدة يعتبر أداة الكاتب وآلياته في الكتابة التي تعري الأهداف غير المعلنة للتوجهات السياسية وتكشف عن الخلل في بنية المجتمع وتعري حجم جهله وآليات تجهيله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده