الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب الهجرة في تساؤلات

وسيم رفعت فرحات

2018 / 4 / 22
الادب والفن


ماذا بعد يا فاديا ؟ لماذا ترفضين مُغادرة هذه البلاد المُحبطة معي ،كيف تتمنعين عن الإقتناع بهذه الفكرة الخُرافية التي تسبح ببراعة داخل
بحر العقل خاصتنا ولا تحتاج لقشةٍ كي تنجو إن إزداد العقل هيجاناً ، ما هي اللعنة الجديدة التي تغريكي لوطن لا يكف عن إزعاجك وتعريتك ك شجرة
تحت الأمطار وتُهمتك البديهية أنك كائناً يقطن معهم فقط .. ما رأيك أن تُفكري بشراهة للمرة الأخيرة ، لقد إبتعتُ لكِ علبة سجائر Time وقهوة
كولومبية لا نهائية لكي تُصفي ذهنك .. حسناً ! أنا تعيس ك رجلٍ مُقبل على لقاء حتفه ، تعيس هكذا بلا سابق إنظار لأني رفضتُ الإنسلاخ عن جلدتي التي
ورثتها عن أبي والتي وورثها هو عن أباه عِندما غادر أرضه عنوةً وأتى به إلى غزة حتى إذا هوت قدميه هوى جذع رمانة تذكر أرضه المسلوبة
وأنه صار هُنا لاجىء ، وبدأ يتسائل بعفوية ( ما دام الكُل هنا لاجىء هل ربُ البلاد لاجئاً أيضاً ..؟ هل فعلاً طورد من الأعداء وصار لاجىء في حيث
لا ندري ..؟ هل نصب خيمة في مُخيم ما وقتذاك وجلس القرفصاء مُتعثراً في حل مُشكلاته ؟ .. ) ك أي إنسان مقهور فقد الإتزان يا فاديا قال جدي هذا الكلام
حتى إجتاح البؤس ملامح وجهه و صار البؤس وُجهة نظر أتقن نقلها لأبناءه وأبناء أبناءه الذين أتقنوا كِتابة القصص القصيرة .. أتعلمين يا صغيرتي
أن حُكام البلد كُلهم لاجئين ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يستعمرون الأرض نيابةً عن المُحتل .. يقوموا بتذويبنا كُل يومٍ ويمارسون كُل الأساليب القمعية
ضدنا إن طالبنا بالحياة بأصواتنا التي حكم عليها الصدى بالإعدام فباتت منسية من كثرة الصراخ اللعين .. يطاردوننا ويزجونا وراء القُضبان لأننا نفكر
ولما ينتحر واحد مِنا هروباً من الواقع ، يصير مُختل عقلياً ومدمن على المخدرات وهكذا يُجردون واقع مدينتنا الداشر من عبء الكارثة التي حدثت .. لماذا
لا نُهاجر ونعيش تحت مُسمى الإنسان ! فنحن في حينا لسنا إلا إشاعة لها عقلٌ ممنوع التفكير .. لها أنف ومحرومة من إستنشاق النرجس والأقحوان .. لها أنامل
لا تكتب إلا لمصلحة التيار الحاكم .. نحن كومة طين من المفروض أن تكون الإنسان المُعتدل الجميل الذي إختاره الله ليكون في أرضٍ نبيذية ، في نسخةً
صغيرة من جنةَ عدن .. هُناك حيث الكفرة يا فاديا أستطيع أن أكون الأشياء .. أستطيع أن أكون كِتاب حُر .. ملعب سنتياغو برنابيو .. كأس نبيذٍ يحلمُ بمداعبة شفاهك الوردية
، وأنت أيضاً يا فاديا تستطيعين تقمص دورَ جنيةَ القمر كأن تجلسي في نهر دانوب على قارباً مُنتحراً في ربيع ماءه الشفاف .. حيثُ الكفرة يا فاديا
العمل ليس بطالة ولا يعتمد على التساهيل .. والأسواق ممتلئة بالزبائن والحدائق كُلها عاشقين والمطر لا يقتل الفقراء وكأس الكورونا مُباح والتمثال
لا أحد يلتقط معه الصور ، والناس تُحب الحياة .. هناك حيث أوروبا العظيمة سنكون لاجئين أيضاً ولكننا لن نكون إشاعة .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي