الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الطموح و الطمع نرجسيةٌ عمياء ، و غرورٌ ساقطٌ .

يوسف حمك

2018 / 4 / 22
الادب والفن


احتدم النقاش بينهم ساخناً ، و علا صوت من كان أفقه ضيقاً ، لا يتسع للحوار ، أو إبداء رأيٍّ لا يتفق و نظرته للمفاهيم .
كان الالتباس واضحاً حول مفهومَيْ الطموح و الطمع ، و الخلط بينهما ، و محاولة البعض توحيدهما ، و عدم التمييز .

استأذنتهم بعد أن مُنِحْتُ رخصة المشاركة لأقول :
في ظل الحياة الحبلى بالمآسي و المفاجآت ، أحداثٌ كثيرة خضناها ، و ظواهرٌعديدةٌ استوقفتنا ، و محطات متفرقةٌ توقفنا في أرجائها ، لنلتقط انفاسنا بعد لهاثٍ مرهقٍ ، و تجاربٌ جمةٌ تعلمنا منها الكثير ، و اكتسبنا من خلالها الخبرة التي نتوكأ عليها للمضيِّ قدماً نحو الأمام .

بدواخلنا عيوبٌ و إخفاقات أخفيناها عن أعين الناس - و من منا لا يخفي عيوبه ، أو يعترف بوجودها - تحولت بعضها إلى مرضٍ مزمنٍ لا يكتشفه أحدٌ سوى المريض ذاته ، و الذي لا يجد له الدواء الشافي .

أخطاءٌ ارتكبناها ، لكن البعض حرص على عدم تكرارها ، و عقد العزم على عدم مواظبتها ، و حذفها من صفحات النواقص للأبد .
طموحاتٌ كانت تصهل في قلوبنا ، بعضها تحققت ، و بعضها الآخر تعثرت فأصيبت بشللٍ كاملٍ ، أو نصف الشلل . فباتت حبيسة صدورنا عاجزةً عن الحركة ، و غدت رهينة حسراتنا .

تطوير الذات إلى المراتب العليا هدف كل إنسانٍ ، و هو حقٌ مشروعٌ شريطة أن يسلك طريقاً مستقيماً ، و بوسائل مشروعةٍ ، و قلبٍ أبيض ، و بنفسٍ زاهدةٍ ، أو منافسةٍ شريفةٍ ، و عدم النظر إلى ما بحوزة الآخرين ، أو إلحاق الأذى بهم .

لكن البعض وصل بهم الأمر إلى التعدي على ما ليس له ، و بأساليب ملتويةٍ ، و إزالة الأشخاص عن طريقهم بأسلوبٍ ميكيافيليٍّ ، و تشويه سمعتهم لتحقيق مآرب فرديةٍ ، و مصالح ذاتيةٍ .
و هو التحول من الطموح إلى الطمع ، و من المسموح إلى الممنوع ، و من الحق إلى الباطل ، و من الأخلاق الفاضلة نزولاً إلى الحضيض و الفسق و الفجور . كما التجاوز على كل الحدود ، و الدعس على طموحات الآخرين لتحقيق أطماعهم النرجسية لا طموحاتهم .

نعم الطامح غايته صافيةٌ ، و هدفه نبيلٌ ، و نجاحه مكلل بالاحترام و تبجيل الناس له ، يكسب ود الآخرين ، و نفسه قانعةٌ ، و صدره مليءٌ بالحب و الجمال ، و روحه مبدعةٌ . فما بالك إذا كان طموحه شاملاً يهدف النفع للجميع .

أما الطامع فغايته خبيثةٌ ، و هدفه فرديٌّ هابطٌ ، أسود القلب ، بغيض النفس و حاقدٌ ، بيئته فاسدةٌ ، بذرته شريرةٌ ، و قدوةٌ سيئةٌ مهدور الكرامة ، كسبه غير مشروعٍ ، يبتلع ما ليس له بفمٍ جشعٍ و بلا خجلٍ .
كلما بلغ منزلةً ارتدى ثوب البناء و التقدم فازداد تصفيقاً للحكام ، و تهليلاً للساسة ، و هتافاً للرموز ، كي يغدقوا عليه العطاء و الهبات و المناصب و الرتب الخفية ( الأمنية ) لا ليبنيً الوطن بل ليهدمه ، و يدمر الاخرين .
يأخذ كل شيءٍ مقابل بلا عطاءٍ ، أعمى البصيرة لا يميز بين ما هو مسموحٌ و ممنوعٌ ، أنانيٌ يتجاوز حدوده لاحتلال ما ليس من حقه .
سحق الآخرين هوايته ، و التشهير بهم مهنته ، و الجلوس العلنيُّ وراء الطاولة خدعته ، رفع التقارير لزوار ما بعد منتصف الليل وظيفته .....

فالطموح لتحقيق أحلامٍ ورديةٍ تدر ربحاً وفيراً للذات و للآخرين معاً ، هو النهوضٌ بالمجتمع نحو الأفضل . دون الإساءة لأحدٍ ، أو خدش مشاعره .

أما الطمع فهو مشروعٌ أنانيٌ كارثيٌّ للغير ، مدمرٌ للمجتمع ، و لا مبالاةٌ بمصالح العامة ، و غرورٌ ساقطٌ ، للأخلاق هابطٌ ، لا يعير اهتماماً إلا للمنفعة الذاتية ، و لو على حساب تدمير كل ماحوله .
حقاً إنه لمشروعٌ على مقاس الأشرار و بائعي الذمم ، و لا يناسب غيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام