الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحتلال يجعل منا قصصاً قصيرة

وسيم رفعت فرحات

2018 / 4 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وسقط العدل على المداخل ..!

بِدايةً من هذه الجملة التي غنتها فيروز ، وبلا رحمة كانت القناصة الإسرائيلية لها الوجه الأول الأخير في إعدام الطُفولة
التي إنبثقت عن مُخيم يحلمُ مثلنا بأن تظل خطوات أطفاله تحفل بأزقته وشوارعه الرملية العادية ..

مُحمد أيوب ، شهيد مسيرات العودة التي خرج مُعظم الغزيين بها ليلونو للعالم أجمع ظِل صورةٍ رُسمت مُنذ عام 1948

كانت الصورة فحواها ( حيفا ويافا وسدود وبطانة ..) وغيرها من البُلدان التي هُجر منها أجدادنا بنكبةِ ستظل وصمة عار
على إنسانية هذا العالم الذي يُراقب بصمت شلال الدماء الذي يسبح بالمنطقة وكأن الصمت في رِحاب الفلسطينين أكثر الأجوبة نجاعة بالنسبة لهم ..

لن أتعمق بموضوع النكبة ومسيرات العودة كثيراً فأصغر طفلاً فلسطيني يستطيع وصف الحدث برمشة عين ..

هذا المُحمد إبن الخمسة عشر ربيعاً لم يكن حاملاً مُسدس ولا كلاشنكوف ولا ملتوف لكي يرتعب منه جُندي إسرائيلي مُجهز بعتادٍ كامل
وكأنه بحرب ومع ذلك كان قاصداً الطفولة (نعم) الطفولة التي تستفزهم ، أطفال فلسطين تستفز الإحتلال ..

وُهنا تظهر عدوانية الإحتلال الديكتاتورية في وجه أطفال فلسطين وشبابها وشيبها ونساءها ، تلك العدوانية التي تُدرس
في مدارسهم وجامعاتهم التي تحمل الفِكر اليميني المُتطرف والذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لطالما
دس التطرف في عقول جنوده وأتباعه حتى أمسى الفلسطيني بالنسبة لهم مُجرد رقم أو إشاعة ويتوجب القضاء عليها في ظِل
مُجتمع دولي مُنحاز للممارسات الصهيونية بحق الفلسطينين ..

رحل مُحمد وفي جعبته الكثير من الأمنيات ، كان يخط على بنطاله قلب يحوي حرف حبيبته الصغيرة ، رُبما لم تعرف
أن مُحمدها ذهب لمجابهة القناصة بقلبِ يحمل الحرف H ، لا أعلم لماذا تهيأ لي إسم حنين الذي يوحي بحنينه للأرض
التي سُلبت من جده حتى إذا ما داست قدم جده غزة وفكر لوهلة بأنه لاجىء صارت تتدفق عليه التساؤلات سرباً سرباً ك رف طيور تائهاً عن الوطن

حتى إذا طال الفِكر قال الجد ( دونَ لي مُسبقاً أن أرحل عن هذه الأرض ، ودونَ لجاري أبا يامن بالرحيل أيضاً / هل ربُ الفلسطين رحل عن الأراضي المُحتلة
هل صار لاجىء في حيث لا أعرف ، هل نصب خيمةً وكتب عليها #راجع ، هل يجلس القرفصاء مِثل أبنائي مُتعثراً في حل مُشكلاته ) وكأن المجاز يسخر من حاله وقتذاك ..

ذهب مُحمد العادي ، الذي كان يقطن في مُخيماً عادي ، يسكنه الأناس العاديين ، الذين يحتفلون بقناة تلفزيونية عند الدخول لتصوير تقرير عن حالهم
وعن تهميشهم من قِبل الحاكم الفعلي للقطاع والحاكم البوس الذي يقطن رِفقة كرسيه المُخلد في رام الله .. رحل مُحمد وتركَ تراجيديا داخل أسوار المُخيم
وإحساس الفقد المتروك داخل كُل شبرٍ في منزل المتواضع ، رحل وترك لأخوته أدواته المدرسية وترك لحائط غرفته مقولة طفولية ، وترك لأصدقائه ذكرى
لعبة كرة القدم وترك لأمه وأباه حُرقة مُرصعة بالدمعات ، ترك لفلسطين قصة حُبِ طفولية مخفية دونها على بنطاله بخطه العفوي قبل إرتقاءه شهيداً بلحظات .

للشهداء حكايات ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحوار المُتمدن
وسيم رفعت فرحات ( 2018 / 4 / 25 - 01:20 )
ليس مُحمد فقط الذي ترك وراءه قِصة ، كُل شهداءنا أصحاب قصص فمنهم الذي ترك حُلماً ومنهم من ترك بسمته التي أحبها الجميع ، ومنهم من كان فقيراً ومات كذلك .. كثيرة هي القصص وكثيرة هي الكلمات التي تلوح بأفق أي إنسان يراقب الواقع بقلبه الذي يحترق ك أم كيف لا , وفلسطينية التفكير كفيلة بذلك ..
لأرواحكم السلام يا شُهداء واللعنة على الإحتلال والمُتخاذلين .

اخر الافلام

.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ


.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ




.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -


.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس