الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبيبتي .. و ( زوجها ) .. 3 .. 1 .. ماما ..

هيام محمود

2018 / 4 / 26
الادب والفن


حُبٌّ ولا شيء غير الحبّ هنا .. حبٌّ بعيدٌ عن هراء البدو وأديانهم وثقافاتهم العنصرية المُنحطّة .. هيَ "قصص" كثيرة أصلها واحدٌ : حقيقةٌ تُعاشُ وتُناضِلُ لتَتَوَاصَلَ حياتها وسط أعداء الحياة وكل كرامة بشرية .. الخيالُ عندما يُضافُ إلى الحقيقة لا يستطيعُ حَجْبَهَا وتَظْهِيرَهَا , الخيالُ لن يكونَ إلا خادمًا مُطيعًا لها ومسَبِّحًا بحمدها فَـ .. إلى الخيال .. إلى الحقيقة . قبل ذلك ! قُلِّي يا ساكِنَ الكهوف عَدُوَّ الحياة : متَى سَتَسْتَحِي ؟!!

.

( جاد ) "زوج" ( تامارا ) كان لنا "هبةَ سماءٍ" اِستَحَتْ فأرسَلَتْ لنا الحلَّ المثاليَّ لهذا المجتمع المُتخَلِّف الذي لا يُمكنه الاعترافَ بوجودنا واِحترامَ اِختلافنا وخروجنا عن أعرافه , بالنسبة لِـ ( جاد ) كانتْ ( تامارا ) المرأةَ الوحيدةَ التي يُمكنُ له أن يَقبلَ بوجودِها معه تحْتَ سقفٍ واحدٍ نظرًا لمعرفته السابقة بها ولكونها لاجنسيّة وهذا كان الأهم بالنسبة له .. أستطيعُ تلقيبَه بِـ "مثليّ سلفيّ / داعشيّ" مع النّساء لأنه يرفُضُ حتّى مُصافحتهنَّ وقد رَفَضَ مُصافحتي لمدّة طويلة قَبلَ أنْ يَقْبَلَ بذلكَ . لا أُنْكِرُ أنّ موقفه "المُتطرِّفَ" ذاك كان يُعجبني ويُذكِّرني بنفسي في أشياء كثيرة كرفضي للأديان فأنا لا "أُصَافِحُها" أبدًا ولن أَفْعلَ ما بَقيتُ في هذا العالم .

تتكوّن عائلة ( جاد ) من أبٍ وأمٍّ وأختٍ أصغر منه وفي عمرنا أنا و ( تامارا ) و ( علاء ) .. باستثناء أم ( تامارا ) , يعلمُ الجميع حقيقةَ "الزواج" الصّوري الذي يَربِط ( تامارا ) بِـ ( جاد ) والذي كانَ الحلَّ الوحيدَ لإنهاء معاناة كل الأطراف .. ذلك ( الزواج ) قرَّبَ عائلاتنا أكثر حتّى أصبح آباؤنا وأمهاتنا كثيري اللقاء , طبعا مَامَا مُستثناة من ذلك فقليلا ما تَفْعَلُ لأنها دائِمًا مع خالتي .. أختها .

لم أعد ألقي باللوم عليها كما كنت أفعل في صغري بل صرتُ فخورة بها ودائما ما أدافع عنها وأكون في صفها ضد بابا , أرى ما يربطها بخالتي حبًّا فريدًا لا يمكن معاداته : اِلتقتْ عائلاتنا مرة في منزلنا , كان يوما رائعًا لا ينسى بالنسبة لي حيث تأكدتُ فيه من أشياء كثيرة أهمها حبّ ماما وخالتي .. كانتَا إمّا معًا أو إحداهما تسترقُ النظر للأخرى خفيةً عن أعين بابا وزوج خالتي , وكم كان جميلا مشهد خالتي وهي تَقفُ مع أم ( تامارا ) متظاهِرة بأنها تتجاذبُ معها أطراف الحديث وتهتمّ لكلامها وعيناها لا تتوَقَّفُ عن مراقبة ماما , ونفس الموقف رأيته من ماما وكم كانت اِبتساماتها لخالتي جميلةً .. راقبتُهما طويلا ولم أستطعْ بعد ذلك إلا اِحتضانَ كلّ واحدةٍ منهما على حدة وتقبيلها والقول لها :"أُحبّكِ كما أنتِ هكذا .. فلا تَتَغَيَّرِي" .. لَمْ تَفْهَمَا سبَبَ موقفي وقتها , لكنْ سَرَّنِي كثيرًا أن تَعلَمَا كَمْ أُحِبُّهُمَا ..

كم زادَ اِحتقاري للأديان ولثقافاتها يومها ! أيّ حاملٍ لفايروس الدين أو لذرة منه سيزعم : "ثم ماذا ؟ أخت تحب أختها ! وما الغريب في ذلك ؟!" أو إذا كان متدينًا "حقيقيا" فأكيد سوف يحمله "فكره" القذر ومفاهيمه الجنسية البدوية البالية إلى مزاعم قذرة أخرى ! لكن الأمر ليس كذلك وهو بسيط بساطة قول "صباح الخير" : اِمرأةٌ تُحِبُّ اِمرأةً ! هكذا وبكل بساطة ! ( حبّ ) .. ( نقطة ) ! ( حبّ ) دونَ "تَصْنِيف" أو "تَنْمِيط" !! ومن يَضعُ القوالبَ الجاهزةَ غير عَدُوِّ الاختلاف أَصْل الحياة والكرامة الحقيقية و .. الحبّ ؟! وهل يُمكِنُ الكلام عن حياةٍ دون حبّ يا كل أعداء الحياة ؟!! [ اِقْرَأْ جيّدًا وأَعِدْ القراءة .. ربّما أَفَادَكَ ذلك في تَجاوُزِ ترهاتكَ وساعدكَ على فَهْمِ ما فَاتَكَ وقدْ فَاتَكَ للأسف .. الكثير ! ]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى