الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة النقدية بين النقد والناقد # 4

منير الكلداني

2018 / 4 / 27
الادب والفن


السبب الثالث : احتكار النقد في اتجاه معين ، وعدم القبول باي راي مخالف مهما كان وجيها ، وقد سبق وان ذكرنا ا ن اي وجهة نظر نقدية ما هي الا (( ذاتية )) وليس من حق (( الذاتي )) نقض شيء (( مثله )) الا اذا كان مخالفا (( للمتفق عليه اجمالا )) ، فمثلا عندما نرى ناقدا مختصا بالنثر الفني يريد ان ينقد نصا ما فاذا به يقول ان هذا ليس نثرا فنيا مع انه النثر الفني من اوضح قواعده المتبناة هو عدم (( التزامه )) ولعل اوضح تعريف للنثر الفني قول الناقدة الفرنسية سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية >>
فهذا التعريف الذي اعتبره الاساس الذي انطلق منه مؤلفو النثر الفني ، له تفسيرات عديدة ولا يمكن بحال القطع بها جميعا في نص واحد مضافا الى ان القاعدة مؤسسة وفق اللغة التي يراها الناقد منسجمة مع لغته ولعل مراجعة بسيطة لتاريخ اللغات يعطيك نظرة موجزة عن احتياجهم لهذه القواعد ..
وبغض النظر عما ذكر فان النثر الفني من وجهة نظر (( الناقدة الفرنسية )) تتكون من (( قطعة نثر موجزة )) مع اننا نشاهد في البعض مطولات تجعل من المتلقي هاربا منها لطولها وعدم فهمها مطلقا ، ومع ان نفس قولها مضاد لرغبة المؤلف الذي يريد التطويل وهي تقول له (( موجزة )) وطبعا ما تكلمت به الناقدة صحيح بالجملة تبعا للغتها لانها وضعت ذلك على اساس تلك اللغة التي ليس في مقدروها الكتابة المسترسلة كحال اللغة العربية التي تمتاز بلا شك بسعتها المفهومية والتطبيقية بعكس من ادعى غير ذلك وكل ادعاء ما هو الا مجانبة واضحة للتطبيقات الموجودة والتي لا تعد ولا تحصى ..
وفي ضوء هذا المثال الذي يحتاج الى تفصيل – يطلب من مصادره – نستطيع القول ان اي ناقد اذا اخذ اي نص نثري واراد ان ينقده فاذا وجد فيه جملا بلاغية معتد بها اصبح المكتوب فنيا بحسب التعريف اعلاه ولا دخل للاجتهادات الذاتية في ابعاده ، فان قالوا : انه يجب ان يخلو من اي ضوابط فهم اذن لا يحق لهم ابعاد اي حرف من النثر الفني ما دام لا توجد ضوابط له ، فان قالوا انه لا يلتزم بقواعد اللغة فعليهم ان يكتبوا باللهجات الدارجة حتى يصبح نثرا فنيا ، فان قالوا لا يلتزم ببلاغة ولا فروعها فعليهم ان يجمعوا احرفا (( ج – ي – م )) لتكون حرفا في الاخر
اذن في المحصلة نقول : ان اي احتكار نقدي لجهة ما تفرض شيئا ما هو اتجاه لا يمثل المنطقية ولا يمثل حقيقة العلم بشيء ، ولا اعتقد ا ناي ناقد منصف يتجه بهذا الاتجاه الا اذا تناسى ان الاديب يعلم جيدا (( ان العلم لا حدود له ))
وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟


.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا




.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل


.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل




.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا