الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير من الخارج

رضا محافظي

2006 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لقد بدأ مفهوم التغيير من الخارج يأخذ مكانه في الحياة السياسية العربـيـــــــة و الاسلامية ، على ما يبدو ، و يرتب نفسه مصطلحا جديدا بين المصطلحات السياسية المعهودة و يرتقي رويدا رويدا ليصير نظرية سياسية و منهاج عمل لدى المعارضة العربية على وجه الخصوص .

بعد أن كانت الانظمة العربية ساكنة لعقود من الزمن في ظل انظمة ملكية و ديكتاتوريات في شكل جمهوريات لا تعرف من الديمقراطية غير الاسم ، ها هي تهتز اركانها في السنوات الاخيرة على وقع ضربات معارضتها التي تأتيها من الخارج - بمساعدة الأنظمة الاجنبية القوية - في الوقت الذي كان من الممكن جدا أن تجد تلك المعارضة مكانا لها لممارسة نشاطها السياسي في الداخل . ما يحدث في العراق و سوريا و لبنان حاليا هو من أقرب الأمثلة بروزا الى الواجهة عند الحديث عن ذلك و الأمثلة في بلدان أخرى عديدة ، عربية و اسلامية ، و لا داعي لحصرها هنا .

لقد غلب على العقل العربي لفترة طويلة و لعشرات السنين لذة الشعور بالاستحواذ على منبع القوة و السلطة و النفوذ ، و قد أعماه ذلك عما يعانيه الغير من ضرر و عنَت من جراء نظام لا يتغيّر و لا يتبدل في وقت صار الجمود فيه مرادفا للموت المحتوم . لم يفهم ذلك العقل أن العالم في تغيّر مستمر و أن تلميع القديم لن يجعل منه جديدا أبدا و أن التغيير قوة مندفعة لا تتوقف ، مهما طال توقفها فانها سائرة الى الأمام مخترقة كل الأسوار و الحواجز .

ذلك الجمود في العقل العربي الحاكم أدى بالكثيرين الى التفكير في التغيير من الخارج ، و أدى ببعض الحانقين و المتواطئين الى لعب ورقة الاستعانة بالغير بحجج منمقة تخفي في جنباتها المآسي و الآلام ، بالرغم مما يوحي به ذلك من تدخل اجنبي و و ما يبعث به من رائحة عمالة و غير ذلك من صفــات كــانت و لا تزال تحتل المكانة الدنيا في القواميس السياسية و القانونية . لم يعد عار على أولائك الاستعانة بالغري من الخارج و لم يعد يحرجهم التصريح به و التباهي به على على الملأ ، المهم عندهم هو التغيير فقط . و بطبيعة الحال ، لن يكون هذا المنهاج بمنأى عن استغلاله لغيـر المصلحـة العامـــــــة و سوف يكون مطية العديد من الدخلاء لتحقيق مآرب دنيئة تبحث لها عن مبرر ساسي تبحث عنه منذ زمن بعيد .

ضربات المعارضة لم تمر دون أن تحدث في الأنظمة العربية الآثار المختلفة . لد صار الحديث عن الاصلاح السياسي و الحديث عن الليونة في التعامل مع المعارضة حديثا مألوفا لدى الأنظمة المتضررة مع ما رافق ذلك من اجراءات لفتح المجال أمام حرية الصحافة و اطلاق لسراح بعض المعتقلين السياسيين . الاجراءات المتخذة في أغلب البلدان العربية بعيدة عن تكريس نظام ديمقراطي كفيل بتكريس الحريات العامة و الفردية و هي اجراءات شكلية جاءت كرد فعل عما تعانيه من الضربات و الضغط السياسي الداخلي و الخارجي . فهل يجدي ذلك نفعا علما من أجل امتصاص الغضب المعلن و غير المعلن ؟ الصحيح هو أنه لا يمكن في عصرنا هذا ذر الرماد في أعين الناس في وقت صار العالم ملعبا صغيرا يلعب عليه كل الناس و يرى الكلُّ الكلَّ .

رضا محافظي – الجزائر
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم