الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسه وواقع العراق المائي اليوم

عبد الكريم حسن سلومي

2018 / 4 / 29
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر



ان مصادر المياه التي تغذي اغلب مناطق الشرق الاوسط العربي تأتي من خارج حدودها الاقليميه مع وجود تحكم واضح لدول المنبع بهذه المصادرالمائيه ونوع المياه فيها عن طريق ماقامت به هذه الدول من منشأت هندسيه كالنواظم والسدود لذلك نرى انه حتما سيشهد هذا القرن الحالي نشوب صراعات على موارد المياه وبصيغ عديده قد لاتكون مسلحه
ان الامبرياليه الاميركيه العالميه مع الصهيونيه قد زرعت بذور الفتن والاضطرابات في عموم المنطقه وخاصة منطقة الشرق الاوسط لكي تتحكم هي بكل خيرات المنطقه وان مايؤكد كلامنا هو الكثير من الدراسات والبحوث العلميه الصادره من مراكز بحثيه واكاديميه معتدله حيث ترشح هذه الدراسات نشوب حروب للمياه في منطقة الشرق الاوسط
ان ارتفاع اسعار المواد الغذائيه اليوم اصبح ظاهرة واضحه في الاسواق العالميه وبذلك سيكون لتوفير الغذاء تحدي كبير يواجه الكثير من الدول في ظل الظروف الحاليه بسبب شحة الموارد المائيه المهمه للانتاج الغذائي بكثير من دول المنطقه والعراق واحد من اكثر الدول التي تواجه هذا التحدي
ان الاختلاف بشأن الموارد المائيه بين دول المنطقه سيبقى والمشاكل بينها لايمكن ان تحل بالوقت القريب وقد لانكون بعيدين عن الحقيقه اذا قلنا ان بوادر الحرب المائيه قد تكون بعيده في الوقت الحاضر بسبب انشغال الامبرياليه العالميه بسيناريوهات منطقة الشرق الاوسط الجديد حسب مخططاتها الامبرياليه ولانعلم فقد تكون مستقبلا المياه اهم من النفط و سيكون للمياه الدور الكبير في تطوير العلاقات الاقتصاديه وتعزيز الامن بين دول المنطقه ولكن يبقى السؤال الاهم هل العرب سينتبهون اخيرا على وضعهم المائي الصعب ويعدون خططهم للتعاون على المستوى الدبلوماسي والعالمي لتجاوز هذه الازمه بانتزاع حقوقهم التاريخيه المكتسبه ممن يسعون لاخذها وهل اصبح العطش قريبا من العرب ام سننتظر تدخل العنايه الألهيه لحل المشكله ام نبقى نتلقى الضربات من الاعيب السياسات الامبرياليه بالمنطقه وتلك هي الظواهر الواضحه اليوم .

ونعود لبلدنا العراق فنقول ان النمو السكاني بالعراق سريع رغم ظروف البلاد الحاليه مما سيزيد من المشاكل حيث سيزداد الطلب على المياه بالاضافه للطلب على الغذاء ومع كون اليوم ان مشكلة المياه وادارتها بالعراق تتدخل بها الامور السياسيه بصورة كبيره مما يزيد ذلك من صعوبة حل هذه المشكله التي اصبحت مؤلمه للكثير من شعب العراق فالكثير من الساسه الذين يتحكمون اليوم بمقدرات العراق لايعرفون حقيقة بأن الكارثه المائيه للعراق قادمة لامحال وان البعض منهم لازال يغض النظر لاسباب سياسيه او لاينظر لها بجديه علما ان هذه المشكله ستجر البلاد حتما لكوارث بيئيه واجتماعيه ستحطم البلاد بصوره كبيره وتضيع كل مقدراته
ان واقع الموارد المائيه بالعراق اليوم يؤكد ان المياه الوارده له اصبحت محدوده وغير كافيه وهي تقل سنويا بمعدلات كبيره كما ونوعا وبسبب تزايد السكان وزيادة الطلب سيعاني العراق من مشكلة كبرى للمياه بالمستقبل القريب جدا ,فالاحصاءات التي نشرت في الكثير من الدراسات البحثيه قالت ان استهلاك الفرد للماء قد تضاعف بالعالم ست مرات بينما تضاعف عدد السكان بالعالم 4 مرات لنفس الفتره وهذا مؤشر خطير على وجود عجز مائي لكثير من الدول مما يعني كل هذا تزايد الحاجه للمياه في جميع الاستخدامات هذا مع وجود نسبه كبيره للتلوث بالمياه في الكثير من مصادرها وكذلك زيادة استخدام المياه الجوفيه بنسب عاليه اليوم سيجعل هذا المصدر المائي المهم يتناقص بسرعه علما ان الاستهلاك بالزراعه من اجل انتاج الغذاء بالعالم يمثل النسبه الكبرى للاستهلاك المائي
لقد صاحب كل المأسي بالعراق اليوم مأساة تدهور الاراضي بصورة كبيره وواضحه ومع قلة الهطولات المطريه للسنوات العشرين الماضيه وخاصة للفتره من 1990 لغاية 2017 وانخفاضها عن معدلاتها وعدم انتظام سقوطها كل ذلك زاد من تعقيد مشكلة المياه بالعراق
ولكن من المؤكد ان استخدام التكنلوجيا الحديثه بالزراعه قد يساعد على جعل الزراعه الاروائيه اكثر كفاءة مع استخدام اقل للمياه من الطرق التقليديه الحاليه فالعراق اليوم يعاني من عجز مائي ويرجع ذلك بالنسبة لوجهة نظرنا ايظا الى سوء الاداره لهذا المورد بالداخل ومن فترات طويله مع كثرة انشاء السدود في اعالي الانهار خارج حدود العراق باعداد اكثر من حاجة تلك البلاد لها بصورة واضحه مع تحويل مجاري كثير من الانهار الداخله للعراق ومع زيادة السكان والتطور العمراني وحجم التلوث الكبير بالمياه لاسباب عديده كلها اسباب اثرت وعقدت من مشكلة المياه بالعراق مع ان الكثير من مصادر المياه بالعراق قد اصبحت ذات نوعيات مائيه رديئه حيث تقوم دول المنابع بتحويل حصة العراق المائيه منها ذات النوعيه الجيده لداخل بلدانها وتعويض حصة العراق بمياه ذات نوعيه رديئه اغلبها مياه صرف بكافة انواعه
لقد بات من المؤكد ان الوضع المائي بالعراق قد اصبح يهدد بكارثه اذا لم يعي المسؤولين اليوم عن حجم هذه الكارثه التي ستحطم العراق اقتصاديا واجتماعيا وتخلق له مشاكل اجتماعيه واقتصاديه كبيره
فعلى ساسة البلاد اليوم ان يبادروا وبصورة جديه لوضع خطط استراتيجيه قابله فعلا للتنفيذ لايجاد مصادر بديله مع تحسين ادارة الموارد المائيه والاسراع بالتفاهم مع دول المنابع عن طريق توقيع اتفاقيات واقعيه عادله ودائميه بشأن تقاسم المياه وتحسين نوعية المياه الداخله للبلاد
ان المختصين العراقيين قادرين اليوم على ايجاد الكثير من الحلول فيما لو توفرت لهم الاراده الوطنيه والامكانيات والدعم السياسي على المستوى العالمي والحريه بالعمل العلمي والواقعي وعدم تدخل السياسه بالامور الفنيه الا بالرجوع للمختصين
ان العراق هو البلد الوحيد الاكثر تضررا من سياسات دول الجوار بشأن ملف المياه
ان الهجره من الريف للمدينه التي انتشرت بالعراق بعد 2003 وترك الحكومات الدعم للفلاح قد ادت لزيادة الضغط على استهلاكات المياه في الاستخدامات غير الزراعيه
وقد تدهورت نوعيات المياه الداخله للعراق من دول المنبع بسبب قيام هذه الدول برمي النفايات ومياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي في الانهار الداخله للعراق بالقرب من مواقع دخولها للعراق كما ان السماح للفلاح بالزراعات الكيفيه اليوم وبلا قيود واستخدام للاسمده الكيميائيه بلا رقابه ادت للتلوث الكبير للموارد المائيه
ان ادارة الموارد المائيه تعتبر من العمليات المعقده والتي تشمل على ادارة المياه بكافة الاستخدامات ولكن مايؤسف له ان ادارة الموارد المائيه بالعراق تعتمد على مجموعه معقده وكبيره من البنى التحتيه المتواجده على طول الاعمده الرئيسيه للانهر والروافد وهي اغلبها بنى تحتيه قديمه اصبحت متهالكه وغير كفوءه
ان العراق اليوم بحاجة ماسه لموارد مائيه اخرى مع تفعيل طاقاته البحثيه في مجالات استخدامات المياه وبنيات صادقه لتجنب حروب المياه الداخليه والخارجيه والتي باتت اليوم تسير بخطى متسارعه نحونا لاسباب عديده
فالعراق للاسف لحد هذا اليوم لم يدخل مجال استخدام الطاقه الشمسيه والنظيفه في كثير من مجالات استخدامات المياه علما ان الكثير من دول العالم وحتى الغنيه بالمياه تستخدمها اليوم للتخلص من الكثير من المشاكل البيئيه والاخرى

ان سياسة البلاد التي لم تسمح للقطاع الخاص بالعمل بمجال المياه قد اثقل كاهل الدوله وجعلها عاجزة بصورة واضحه على ادارة ملف المياه بكل ابعاده ولازالت الدوله بعيده بالواقع عن تشكيل جمعيات مستخدمي المياه مما زاد ذلك من كثير من التجاوزات على مشاريع المياه لكافة الاستخدامات
فالسياسه المتبعه لليوم في بزل الاراضي وخاصة بالوسط والجنوب لازالت تعاني من قصور كبير مع صعوبة التخلص من الاملاح لعدم تنفيذ شبكات البزل للكثير من مشاريع الاستصلاح
لكل ذلك نرى
*-تطوير قاعدة البيانات الخاصه بالموارد المائيه بكافة مجالات الاستخدام
*-تشجيع البحث العلمي والتقني في مجال تنمية وادامة موارد المياه
*-استعمال امثل للموارد المائيه عن طريق اساليب حديثه
*-تعاون اقليمي كبير في ادارة الموارد المائيه مع استخدام اليات جديده وقانونيه لحل المشاكل مع دول الجوار
*-ايجاد ثقافه مائيه جديده والعمل بها بظل قانون يحميها وينفذها
*-انشاء مجلس اعلى للموارد المائيه يتشكل من مختصين واكاديميين لرسم السياسه المائيه للبلاد مع ابعاد السياسه بكافة اشكالها عن هذا المجلس
*-اعادة النظر بالعلاقات الحاليه وعلى كل الاصعده مع دول المنابع بما يتلائم ومصالح البلاد
*-انشاء مركز مستقل خاص بالدراسات العلميه والبحوث للموارد المائيه يكون سندا للمجلس الاعلى للمياه



المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
23/4/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تهديد نتنياهو بـ-حرب طويلة- في لبنان وواقعية -التخلص من حزب


.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية تحذر كوريا الجنوبية من تحليق المسي




.. القراءة العسكرية.. حاتم الفلاحي: الجيش الإسرائيلي يحاول فرض


.. مراسلة الجزيرة ترصد آثار الدمار داخل مستشفى ببلدة تمنين في ب




.. ما خصائص منظومة ثاد التي نشرتها أمريكا في إسرائيل؟