الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد في الاعلام

منير الكلداني

2018 / 4 / 30
الادب والفن


يلعب الاعلام في هذا العصر دورا مميزا في القاء الضوء على كثير من الأمور بل يكاد ان يكون هو الأول من نوعه في إيصال المعلومات بدون الفرق بين شتى أنواع المعارف ، والاعلام ليس وليد اليوم أكيدا فعليه قامت اغلب الحضارات المعروفة ولم يك الادب بعيدا عنها بل هو حاله حال البقية في الاحتياج الى ذلك النوع من الاعلام حتى يصل صوته الى اكبر شريحة اجتماعية تهتم به ، ومع ان الادب العربي ليس بقليل من حيث الحجم الكمي بل وحتى الكيفي الا انه يكاد ان يكون مغيبا واذا ظهر شيء يذكر فهو ظهور فيما يعرض من روايات على الشاشة المرئية وهي تلقي الضوء بلا شك على الممثلين الذين جسدوا أدوار الكاتب الادبي اما من يعرف الاديب فهم قليل لان الأنظار حينها تكون موجهة للبطل والبطلة ويبقى المؤلف الهامش الذي ربما يكشف الاعلام النقاب عنه ، فاذا كان هذا حال أوضح الظهورات الأدبية اذن فما هو حال بقية الأنواع التي تضيع كل يوم وقد لا تصل سوى الى اشخاص معدودين يهمهم امر الكاتب على مواقع التواصل الاجتماعي ، ولعل النقد الادبي يصل الى مرتبة التهميش الإعلامي التام ، بحيث اجد في كل لقاء صحفي عندما يسالون الشعراء عن دور الناقد نجد عبارتهم الأولى (( ان النقد غائب وان النقاد غير موجودين )) وهو طبعا صحيح ما دامت الصحافة العربية بواسطة مراسليها تهمل أي ناقد ولا ترغب في اجراء أي لقاء معه بل ولا تراه ولا تنظر له بعين على الأقل تقديرا لجهده الذي يراه الكثير وهو من الجهود المضنية والشاقة وليس بمقدور أي شخص الالمام بها لما تحتاجه من أدوات معرفية كثيرة تستهلك العمر والوقت ...

وقد حفلت مقالات كثيرة في الإشارة الى تردي حال النقد (( سلسلة الازمة النقدية بين النقد والناقد بحلقات )) وحال النقاد وهو فرع الإهمال بلا شك وقد طغى هذا على الاعلام بدوره فاذا كان نفس النقاد يشكون من هذا بل ولا يرون ان هناك نقادا بالأساس فكيف سيتعامل معهم الاعلام وقتئذ ، نعم هناك ازمة لا شك في ذلك ولكن اليس من المفترض الوقوف عندها ومعرفة الأسس الكفيلة في الخروج منها ، وهذا ليس بالامر السهل أكيدا ما دام التشتت ينخر في كل مكان ، وهنا يأتي دور الاعلام المساند للحركة النقدية حتى وان كان الناقد جزءا من المشكلة الا انه لو تدخل الاعلام وأعطى للنقد والناقد أهمية ولو قليلا فان واقع النقد العربي سيتغير حتما الى الأفضل ، ولا تفوتنا الإشارة الى انه بتقدم النقد الى مراحل اعلى سيكون هناك تغيرا لاحقا للنصوص الأدبية كلها بلا استثناء حيث سيؤدي الناقد دوره في غربلتها ومعرفة سقيمها وصحيحها وبالتالي تكون الساحة الأدبية العربية ساحة للابداع والرقي وستنجب حتما وهي الخلاقة اقلاما اهملت وضاعت وسط زحام الفوضى .

وهي مهمة بلا شك جد خطيرة يلعبها المراسل الإعلامي الذي بدوره يقع جزءا معتدا به من هذا التغييب عليه وهذا ما لمسته عيانا اثناء مراسلتي لعديد الصحف واخص بالذكر الصحف العراقية التي تعتبر نفسها ممثلة للشعب ومنهم الادباء بلا شك فلا اعلم لم يضعون وسائل التواصل وهم لا يجيبون ولا يردون على الرسائل بل ولا يلتفتون اليها فمن غير المنطقي ان تكون هذه الجرائد مهملة بهذا الشكل وكانهم ركبوا سفن الملوك ، فكيف يكون حال الصحافة اذا كانت هكذا وكيف سنجد منفذا عبر صوتهم ، نعم لا بد ان يكونوا بقدر المسؤولية التي وضعوا انفسهم فيها فلم يجبرهم احد على ذلك

هي دعوة لكل المهتمين بالادب العربي ونهوضه وليست دعوة للمتنفعين والمصلحيين الذين باتوا يشكلون خطرا اخر يضاف الى الازمة الأدبية

هي دعوة لكل ناقد حريص على ادبه ولغته من الضياع

هي دعوة لكل اديب ان يساند الناقد قدر المستطاع فهو مراته التي بها يعرفه الجمهور وهو الإعلامي الذي يسلط الجمال على النصوص

هي دعوة مفتوحة لكل من كان ذا ذائقة أدبية محبا للادب



** نضطر الى تقليص الموضوع مخافة السأم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن