الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يخلقوا متطرفون.

محمد صالح أبو طعيمه

2018 / 4 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


لم يخلقوا متطرفون.
إن الإسراف أو التقتير، يؤدي بنا إلى نتيجة لا تُحمد عقباها، ولا ريب في ذلك أبدًا.
ربيتم أولادكم على طريقتكم، التي ترون فيها أنها السبيل إلى الصلاح، والتنشئة السليمة.
قوام تربيتكم المراقبة الصارمة، والإجبار القصري، المنع والحبس، التوجيه المقيت، المتابعة الاستخباراتية ، لطفل صغير، دون أن تتركوا له فسحة الحياة التي تليق بعمره، فكانت مراقبتكم بمعنى الخنق، وليس التربية.
شاب لم يبلغ العشرين، تهرب إلى سيناء لكي يجاهد مع الدولة الإسلامية كما يعتقد، ويقيم حدود الله، يغيب أشهر دون أن يعرفَ أحدٌ طريقًا له، ولما تجيء مكالمةٌ منه، بعد انتظار وبحث ولوعة ومناشدات من الوالدين المكلومين، يرد الابن "ذهبت للجهاد يا أمي" لتقول له "فقدت نظري يا ولدي من البكاء" يخاطبها "احتسب الأجر عند الله" أما الأب فيقول أشد نوعًا ما "لن نرضى عنك أنا وأمك، إلا بعودتك" يجيب "لن أعود إلا شهيدا" ؟!!!
وبين حانا ومانا ضاعت لحانا، ابنٌ تطرف والآخر ذهب للنقيض حيث الدخّان والأرجيلة وأصدقاء السوء، ما هو الشيء الذي أدى إلى هذه النتائج الوخيمة في أولاد هذه العائلة؟!
إنها وبلا تردد التربية والتنشئة والبيئة التي أحاطت بهؤلاء الأولاد، فدينٌ بلا قناعة وفهم، هو وبال ومصيبة، والإنسان اجتماعيٌ بطبعه، فالولد المجبرُ على الصلاة في الجامع دون قناعة، سيبحث عن بديل يقضي به ذلك الوقت الذي يقضيه في الجامع، والمتربصين بأبنائنا كُثر، فيبدأ الطفل بالبحث عن كيانه المفقود في البيت، ليجده في الجامع لدى الشيخ والأصدقاء الجدد، فيبدأوا بالبحث عن كنية أو لقب له، فيقولون يا أبا فلان، أو لقب يعلو بشأن هذا الصبي، فيقولون يا شامي او يا مقدسي، وهلم جرا من هذه الألقاب، التي انتسبت إلى الدين والمجاهدين، ويرون فيها طاعة لله، ولا أدري أي جهاد هذا الذي يسلبون به الأبناء من والديهم، أولا يذكر هؤلاء قول الرسول، للذي طلب الجهاد؟ فسأله عن والديه إن كانوا أحياءً، وعندما أجاب نعم، قال له: ففيهما فجاهد.
أي سطوة لهؤلاء على عقول الصبية المغيّبة، وأي قسوة ورّثوها لقلوبهم، لتصبح حجارةً صلدا، فيسمع أمه تشكو وتتأوه وتأن وتبكي، وتناشده بما لها من حق عليه، وبرضا الله الذي هو خير مسألة للمؤمن، وتنذره فقدان بصرها من شدة البكاء، فلا يرأف بحال أمه؟! إن هذا لهو العجاب والله!
لا نريد أن نحط كثيرا على الآباء والأمهات، لكنهما السبب!!!
للأسف تربيتهما الخاطئة لأبنائهم، هي التي جعلت منهما منحرف ومتطرف، ما إن كبر الأبناء، وخرجوا من سطوة الآباء حتى شذوا لأقصى اليمين وأقصى اليسار، كبروا وبدأت الحرية المنشودة التي لا قيد فيها ولا وازع، وفي النهاية النتيجة الانحراف والشطط، سواء فساد الأخلاق عن طريق التسيب، أم فسادها عن طريق التطرف، كلاهما فساد وإثم كبير.
لذا يجب على الآباء أن يراعوا أبناءهم فلا يجبروهم، بل يتعايشوا معهم، بالحلم والأناة، والإقناع، وأن يمتعوهم بجمال الحياة، التي خلق الله لنا، ولينهلوا من نعمائه، والكف عن الجبر والتسلط، الذي أشبهه بالنابض، الذي طالما أنت ضاغط عليه، فإنه ساكن في مكانه، وإذا ما وجد فرجةَ ضعفٍ منك، أو سهوٍ فتركت الضغط عليه، فإنه سيقفز مسرعًا؛ ليؤذيك أشد الإيذاء، وأنت في غنىً عن ذلك إن تركت هذا النابض في سعة من الحركة، فإنه سيؤدي دوره المنوط به دون، دون إيذاء أو خطأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين