الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دين في مرحلة مراهقة

احمد جميل

2018 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الاديان قاطبةً تبدأ في مرحلة نشأة وتواجه عدة معرقلات ومصاعب الى ان تصل لمرحلة التربع على عرش السلطة "الدينية" بعد ذلك يتم جر هذا الكيان لميدان السلطة المطلقة على العقول والقلوب والسلطة بفرعيها السياسي والديني وهذه دورة الحياة الطبيعية التي يحددها بنو البشر وفق حاجاتهم ومصالحهم ,بسبب زيادة الحاجات وزيادة المطالبين بحق خلافة الرب على الارض وعلى حساب العباد يبدأ صراع بين هذا الكيان والكيان المعارض الذي لا تختلف مصلحته وحاجته الى السلطة عن الكيان الديني , لكن يأخذ من طغيان وفساد وبالطبع غضب و تهكم الرأي العام سبيل لينال حصته من العرش او حتى اعتلاء العرش .
صناع القرار في الكيان الديني انتبهوا للعزلة الرجعية التي أحدثوها بين العامة وبين العالم ككل بأختلاف الكيانات الدينية فيه وهذه العزلة كانت سلاحهم الامثل لتنويم العامة وتخدير عقولهم بأفيون صنع خصيصاً لهذا الغرض , اللعبة اختلفت بأختلاف الكيانات المضادة للكيان الديني واصبح العامة يلتمسون الفرق بين الواقع الذي يعيشوه والواقع الذي يجب ان يعيشوه اسوةً ببقية بني البشر.
حدث امر مفاجئ جعل الاوراق تختلط ويخرق جدار حماية الكيان الديني وزاد امتعاض العامة وغضبهم على هذا الكيان فكما هي الحرباء التي تغير لونها مع البيأة المحيطة يجب على الكيان ان يتأقلم مع عصر الفيسبوك والقرية الصغيرة .
بدأت المملكة العربية السعودية بتحميل الاصدار المحدث للأسلام بأعتبارها القطب الاكبر للمسلمين لنرى الحفلات والمارثون النسائي وقمار على الطريقة الاسلامية في ارض الله , ولم يفت هذا الامر عن العراق القطب الاخر للاسلام "العربي" فنرى هذا التغير والتحديث تزامن مع مرحلة الانتخابات لتطل علينا صور واعلان انتخابي مختلط ومنفتح من كل الاطياف والتيارات , وحزب الله اللبناني لم يترك الفرصة تضيع فعلى اغنية "علي الكوفية" كانت الدعاية الانتخابية للحزب هذه المرة
كل هذه التغيرات رغم وقاحتها وابتعادها عن الحقيقة الروحانية للدين لكنها تصب بمصلحة الشعوب وبالذات الواعي والمثقف والفنان , قبل سنين كان الموسيقي مهدد بالقتل في شوارع بغداد .. اليوم يعزف لحزب ديني , الاعلامية السافرة التي هددت من قبل مليشيات الحزب الحاكم وحلق شعرها لانها عاهرة وفق معتقدهم .. اليوم تمثل الحزب ذاته في الانتخابات.
كل هذه التغيرات حدثت في اليهودية والمسيحية الى ان بلغ العامة سن الرشد وحافظوا على قدسية الدين داخل المعبد والكنيسة لكي تسلم رقابهم ويسلم الدين
المسلمون في مرحلة مراهقة اصبحوا وبدأ زغب ناعم يخط على شفاه كيانهم الديني فمتى ما بلغوا سن الرشد قُدس الدين وعاشت الامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة