الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمير

كمال التاغوتي

2018 / 5 / 4
الادب والفن


انتحى جانبا، ووضع سماعتي هاتفه الجوال في أذنيه. سمع شهيقها يترقرق كالعسل. كانت تردد: آه زدني يا حبيبي، لا تتوقف، لا تتوقف ...

- ألا تشبعين أبدا؟

- هل يشبع البحر من أشرعة تغرق فيه؟

- لقد صدمت فيك. ما كنت أحسبك خائنة.

- ليست كذلك.. إنما إطلالة على التلاشي .. أعشق من يبلغني حافة انكساري

- أي وقاحة هذه، إني لا أصدق .. تجهرين بفجورك يا زانية

- لأنني لا أكتشف أقاليم جسدي إلا لحظة يخترقني هذا الإعصار .. يعتصر بحيرتي البجع على صدري .. يجرف واحة الطلع حول سرتي .. يحرث شفتي ويفجرهما نوارس تحملني نحو حتفي.

- صدقت ظنوني إذن .. كنت أشعر بهذا ولكنني كبحت جماحي وكبت هواجسي حبا.

- الحب إن لم يكن عاصفة من نار تزلزلني غباء. لا تتوقف لا تتوقف

- أجل إني لغبي حين اعتقدت يوما أنك لي.

- أنا ملك هذا المارد. إنه – لو تراه - يمزق حجبا، يفتح نافذة على قافلة الألوان في خصري. لا تتوقف لا تتوقف

- قسما لأذبحنّك
............

- ألو، عفوا حبيبي كنت بصدد تسجيل مشهد من دوري في الشريط.

- أي شريط؟

- ما لك؟ هل نسيت؟ شريطي الجديد: شهرزاد في العصر الذري. أعلم أنك تغار، فاخترت تسجيل المشهد بصوتي، أما التصوير فتؤديه ممثلة بديلة

- ........

- هل طلبتني على الهاتف؟

- كلا. كنت أسجل مقطعا من مسرحية شهريار في العصر الحجري

تنفس الصعداء. أغلق هاتفه الجوال بعدما تأكد من خلو كلامه من اسمها. وردد في سره: عاش الضمير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟