الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم العراقي و الحاجة للخبز والسلاح

نوزاد جرجيس

2006 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عندما سار الشعب العراقي وسط الالغام و السيارات المفخخة في ديسمبر الماضي ليدلي بصوته في اول عملية ديمقراطية لانتخاب حكومته الوطنية القادمة ادهش هذا الشعب الجميع باصراره على المضي قدما لبناء عراق حديث و تجاوز المحن برغم وجود القوات الاجنبية في الوطن والحرب الاهلية (الشبه) القائمة في مناطق مختلفة , و كان كل ابهم ( وردى ) بمثابة الحلم الجميل للمستقبل يراود الصغير والكبير بعد الادلاء باصواتهم للكيانات السياسية التي تمثل انتمائهم الطائفي والاثني بحسب ما قيل لهم من قبل قادة تلك الكيانات لتمثيل مصالحهم في الحكمومة القادمة.
لكن بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر على تلك الانتخابات لا زال العراق يعيش ( فراغا سياسيا ) كما كان العهد عليه منذ سقوط نظام الطاغية صدام , ولحد كتابة هذه السطور لا يوجد بصيص امل بالتوصل الى اتفاق على تشكيلة الحكومة القادمة وطنية كانت ام دونها.
يتفق الجميع ان العراق ما بعد صدام كان ولا يزال يحتاج الى شخصية قوية تمتلك المؤهلات لتوحد الجميع تحت الخيمة (العراقية ) شخصية تمتلك القدرة لسحر الشعب للاستماع الى اقواله و الانخراط في برنامجه الوطني لاعادة البناء و تشكيل المؤسسات الدستورية الجديدة المبنية على الاسس الديموقراطية و اعادة تشغيل الاقتصاد لتحسين الوضع المعيشي للافراد و تسهيل عملية استحصال القوت اليومي بوضع خطة اقتصادية قوية شاملة لمحاربة البطالة من خلال اعادة الاعمار و توفير امكانيات العمل للجميع و امكانية تشكيل مجلس استشاري و تنفيذى لهذا الغرض, هذه الشخصية التي نفتقدها ليست بالضرورة ان تكون (مهاتما غاندي عراقي) و لا سقراط , القيادة التي حلمنا بها قد تكون من تعلن انتمائها للعراق اولا و ثم ابدا .
ولكن نعتقد ان العراق يفتقد لا للشخصية السياسية المرتقبة في حل معضلاته فقط بل للكيانات السياسية التي ممكن ان تشارك الهموم و المشاغل اليومية للعراقيين لتلبيةمطالبهم الاساسية ابتداءا بالخبز ثم بالامن و الاستقرار الذي اصبح الشغل الشاغل للمواطن البسيط في انحاء العراق بعد انتشار موجة العنف الى مختلف المناطق .
من الطريف جدا ان لا نسمع ردا و( ليس ردا قويا ) على اتهامات السيد زلماي خليلزاد (السفير الامريكي في العراق ) لقادة الكتل السياسية بالانجراف راء المصالح الذاتية و الطائفية و عدم اكتراثهم بالمستقبل الوطني و الاخفاق في تشكيل حكومة وحدة وطنية و المشاركة في اتخاذ القرار السياسي الموحد في تصريحاته المثيرة الى صحيفة الحياة التي تصدر في لندن لسبب بسيط جدا هو عدم امكانية الاجابة على تلك التصريحات لكونها اقرب الى الواقع و استحالة نفي الواقع المؤلم و استفلاس قادة تلك الكتل من وسائل الدفاع عن برامجهم الطائفية و خاصة بعد تدهور الاوضاع الامنية الى ادنى المستويات بحيث ان المواطن العادي بات يحتاج الى امتلاكه للسلاح اكثر ضرورة من امتلاكه للخبزلضمان امنه وسلامته على ضوء الوضع الامني المنفلت و القتل المباح باحقر و ادنى اشكاله الى ان بات اغتيال الاكاديمين من ضمن قواعد و اساليب الحرب الاهلية و الطائفية غير المعلنة امرا ماءلوفا و مجازا .
في خلاصة الموضوع ان الشعب العراقي اخطا خطاءا جسيما في تصويته الاخير في الانتخابات الاخيرة بسبب تقديمه للطائفين للمقدمة ليحكموا الوطن ظنا منه انهم لا يختلفون عن الملائكة الا بالشكل و ها هو الان يدفع ثمن سذاجته في المناخ السياسي القائم الان و للفترة القادمة بدون شك.
في ظل ذلك لا يمكن ان ننسى الدور السلبي الذي لعبته الادارة الامريكية من خلال سلاطينها الاربعة الذين تواجدوا في بغداد منذ رحيل صدام ولحد الان و قصر الرؤيا عندهم لفهم واقع الشارع العراقي و اعتمادهم على تحليلات سياسيةغير منطقية و مرفوضة من قبل معظم الخبراء و المحللين السياسيين في الشاءن العراقي بالاضافة الى فشل الاحزاب و الحركات السياسية اليسارية الى اثبات وجودها في الساحة و عدم تمنكنها من تقديم برنامج وطني و بديل للحركات الدينية والطائفية و لا يمكن هنا ان نغفل ان اللوم بالشكل الاساسي لا يقع الا على الحزب الشيوعي العراقي الذي هوالحزب الوحيد ذو التاريخ الوطني العريق الذى كانت تبنى عليه الامال ليستلم زمام الامور عند نشوب اية حال من حالات الفراغ السياسي في العراق و لكنه بقي خارج اللعبة لفشل قياداته في تقديم برنامج الخلاص بعد رحيل الدكتاتورية حتى في المستوى المعقول في استغلال الظروف السياسية.
و نيابة عن الشعب العر اقي الذي صوت للكيانات التي يجب ان تمثله في الحكم القادم اقول اذا كنتم تحاولون الدفاع عن الالتزامات الدينية لنا عليكم الا تنسوا ان كل شئ في الدين مقدس و لكن لا ينطبق ذلك على السياسة التي فيهامصالح ومبادئ عليكم عدم اتخاذ التزامكم بالدين قدسية في سياساتكم وحواركم مع الاخرين.و ليس لدينا الا الرجاءالاخير ان يبقى الجميع ليلعب دوره في هذا الحلم الكبير و لا تبخلوا علينا ذلك و عليكم الدفاع عن الحلم العراقي فهو الشئ الوحيد الذى بقي لدينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح