الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقه العلمانية (شرح مبسط لمفهوم العلمانية) ...

رشا ممتاز

2018 / 5 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



تعددت التعريفات التي تتناول مصطلح العلمانية فتارة يشار اليه كفصل بين الدين والدولة وتارة أخرى على كونه  التفكير فيما هو نسبي بما هو نسبي و ليس بما هو مطلق ,,,,,

ومره علمانية بفتح العين وعلمانية بكسر العين ثم ظهر لنا ما يسمى بالعلمانية الجزئية والعلمانية الشامله !!!   و هلم جر من التعريفات التي يدعي كل طرف بأنها التعريف الوحيد الصحيح وبأن الطرف الاخر جاهل بالعلمانية و غير مدرك لمعناها  و بات الامر وكأنه  إرساء لفقه علماني ودوجما جديده لا يجوز الخروج عليها فهناك  علماني مزيف  وعلماني حقيقي وعلماني نص نص! وهناك مشايخ للعلمانية  لا ينطقون عن الهوى و لا يجوز نقدهم!  وهناك اراء  تدخلك العلمانية وأخرى قد تخرجك منها ولعياذ بالله ! وشويه شويه هنأسس للمعلوم من العلمانية بالضرورة! و هنأسس تهمة ازدراء العلمانية ورموزها !و  سيكون  دعاء العلمانيون يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي علمانيتك ولا تجعل مصيبتنا فيها !!

فقد أصبح المصطح شائكاََ وغامضاََ  لدرجة أنك ستجد السؤال الاول المطروح من اعداء العلمانية في أي مواجهة تلفزيونية بغرض إحراج وإرباك الطرف الاخر هو اريد تعريف واحد محدد للعلمانية.. ليزداد الامر تشابكاََ وتعقيدا ,,,..

لأنه ببساطه لا يوجد تعريف واحد محدد للعلمانية فالعلمانية ليست دوجما لها تعريف  محدد لا يمكن الخروج عليه وليست عقيدة لها فقه وشريعه وليست حزب سياسي له رؤيا خاصه ولكنها مفهوم (Concept) يشكل حجر الزواية الذى تبنى عليه الدول المتقدمة هي اسلوب ادارة  الدولة للمجتمع  بغرض  الحفاظ على التعددية والتسامح والمساواة  والعيش المشترك .



فالعلمانية  فكره تقوم  على ثلاث مبادئ أساسية هي :

1- فصل مؤسسات الدولة عن المؤسسات الدينية , فالدولة العلمانية تستمد سيادتها من الشعب لا من المؤسسة الدينية وكهنتها, كافة افراد المجتمع هم مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات ولا توجد اغلبية دينية واقليه ولكن توجد مواطنه , تلتزم الدولة بالحياد اتجاه كافة الأديان فلا تتدخل المؤسسة الدينية في سياسة الدولة ولا تتدخل الدولة في إدارة المؤسسة الدينية ولا تخصص لها نفقات من ميزانية الدولة واموال دافعي الضرائب  وبالتالي يتمتع كل طرف بالحرية والاستقلال اتجاه الطرف الاخر لا الدولة تابعة للمؤسسة الدينية ولا المؤسسة الدينية تابعة للدولة ولكل فلكه و حدوده التي يلتزم بها.



2- حرية الفكر و العقيدة في حدود احترام النظام العام فكل انسان حر تماما في ان يعتقد او لا يعتقد ,  في ان يتبع الدين الذي يقتنع بيه , وفي ان يمارس شعائره, في ان يغير عقيدته أو يتركها تماما ,  ، كل انسان حر ومسؤول عن تصرفاته ولا يمكن التدخل والحجر عليه وقمع ارادته, فحرية الاعتقاد او عدمه وحرية تغيير الدين وتركه مكفولة تماما للأفراد في الدول العلمانية ليس فقط حرية الاعتقاد, ولكن حرية الانتماء فكريا وفلسفيا وسياسيا  كل وفق قناعاته. فالإنسان في ظل العلمانية هو كيان عاقل حر الاختيار ولا يخضع للوصاية.

3- المساواة التامة بين المواطنين امام القانون أيا كان انتماءهم الديني, العرقي ,السياسي فالجميع سواسية امام مؤسسات الدولة الحكومية الحيادية , لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وتكفل الدوله لمواطنيها بمختلف اطيافهم وعقائدهم التكافؤ في الفرص.



تلك هي الركائز الثلاث الأساسية للعلمانية باختصار شديد ويمكن ان يتفرع منهم عشرات المبادئ ويمكنك ان  تستخلص منهم عشرات التعاريف للعلمانية وكلها تعريفات صحيحة ما دامت تخرج من ذات العباءة .

فمن تلك المبادئ الثلاث استخلصت الجمهورية الفرنسية شعارتها الثلاثه الخالده حرية , اخاء , مساواة .



فالعلمانية ليست رأي من ضمن الآراء ولكنها تمنحك حق وحرية ان يكون لك رأي...

العلمانية ليست دين ولكنها المبدأ الذي يكفل لك حرية الاعتقاد بأي دين من عدمه. العلمانية هي الأساس الذي يبنى عليه المجتمعات السليمة هي المظلة الوحيده  التي تحمي التعددية والحرية والعيش المشترك.

يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا