الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدرب وزارة الداخلية يغير الخطة

طارق الحارس

2006 / 3 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عذرا سيادة الوزير فعنوان مقالتي ربما سيجرحكم ، لذا وجب علي أن أذكر أنني لا أستهزأ بقدراتكم ، وأثمن الجهود الكبيرة التي تبذلونها ووزارتكم في محاولة حفظ النظام والقضاء على الارهاب بالعراق ، وأبكي بشدة وحسرة على الشهداء الأبطال من وزارة الداخلية ، هؤلاء الرجال الشجعان الذين يضحون بأرواحهم من أجل حماية العراق وأبناء العراق ، لكن طفح كيلنا ووصل بنا الأمر الى حد لا يطاق ففي كل يوم جريمة ، بل جرائم عديدة يسقط فيها العشرات من أبناء العراق الأبرياء ، فضلا عن الجرائم الكبيرة التي سقط فيها المئات ، بل زاد الرقم ووصل الى الألف في مجزرة جسر الكاظمية ، فضلا عن الجريمة الكبرى التي اقترفت بحق آل بيت رسول الله وأعني بها تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام . آخر هذه الجرائم ( ربما حينما تنشر مقالتي هذه تكون قد حصلت جرائم كبيرة وصغيرة أخرى ) آخر هذه الجرائم هي الجريمة البشعة التي اقترفت بحق أهالي مدينة الصدر ، تلك المدينة التي قدمت آلاف الشهداء في زمن النظام الساقط ، تلك المدينة التي انتظرت يوم سقوط الصنم طويلا كي تحصد ما زرعت ، لكنها الى يومنا هذا تتنظر أن تلتفت حكومة الزمن الجديد ، حكومة العراق الجديد الى رفع الأنقاض التي تحيط ببيوتها .. تنتظر حماية ما تبقى من أبنائها فقد نزفت دماء غزيرة .
كل يوم أقرأ في مانشيت الفضائية العراقية : ألقت قوات حفظ الأمن .. ألقى لواء المغاوير .. ألقى لواء الذئب القبض على عشرة ارهابيين .. على عشرين .. على أربعين .. على ثمانين ويستمر تضاعف الرقم ... تم القاء القبض على مساعد الزرقاوي .. تم القاء القبض على سائق الزرقاوي .. على أمير الجماعة في اللطيفية .. في الفلوجة .. في الخالدية .. في الموصل .. في كركوك .. عثرنا على مخبأ أسلحة فيه كذا صواريخ ، وكذا ألغام ، وكذا عبوات ناسفة ، نصدقكم والعباس أبو فاضل يا سيادة الوزير ، لكن الجريمة مستمرة والأبرياء يتساقطون بالعشرات كل يوم !!.
في مؤتمراتكم الصحفية سيادة الوزير تقولون : الوضع يسير بشكل جيد ووزارتنا مسيطرة على الوضع الأمني .. بعد المؤتمر مباشرة يخرج علينا مذيع النشرة الاخبارية بخبر مروع : سيارة مفخخة .. عبوة ناسفة .. حزام ناسف .. هاونات .. في سوق شعبي .. في مسجد .. في مطعم .. في شارع .. ننتظر نهاية الخبر .. عشرون شهيدا وعشرات الجرحى .. لم تنته النشرة الأخبارية فثمة هناك المزيد من الأخبار .. تقرير اخباري عن عوائل شردت من مساكنها بسبب الهوية .. طفلة صغيرة تقول : قتلوا والدي وعمي .. شابة في مقتبل العمر تقول : قتلوا زوجي .. شيخ طاعن في العمر : قتلوا ابني ... خبر آخر يقول : تم العثور على ثلاثين جثة في الطريق المؤدي الى كربلاء ومثلهم في النهروان ، وعلى اثنين في الدورة ، وآخر في السيدية ...... أين الحكومة .. أين وزارة الداخلية ؟ !!
بح صوتنا يا سيادة الوزير ، لا ، لم يبح فقد اختفى ، أما دموعنا فقد نشفت .. نشفت منذ زمن بعيد .. منذ أن أعدم النظام السابق اخوتنا وأهلنا ودفنهم بالمقابر الجماعية .. أمي ياسيادة الوزير ماتت قبل أن ترى جثمان ولدها .. لم تجده حتى في المقابر الجماعية . مع هذا فقد ماتت مبتسمة لأنها اعتقدت أنها ستحتفظ بما تبقى من ذريتها .. هل ستحتفظ أمي بما تبقى من ذريتها يا سيدي ؟ لا أظن .. لأنهم جميعا على درب المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة يتجهون .. ربما سيكون أحدهم في هذا المسجد أو ذاك السوق أو ذاك الشارع أو ربما ستسقط قذيفة هاون في بيته أو ربما سيذبح أحدهم وهو في طريقه الى زيارة مرقد الامام علي ( ع ) في النجف .
في كل مرة أسمعك سيدي تقول : أن الوزارة تبنت خطة أمنية جديدة ستقضي على الارهابيين ... نصيح بأعلى أصواتنا : اللهم وفق وزيرنا ووزارته في هذه الخطة للقضاء على الارهابيين .
بعد يومين يخرج علينا مذيع النشرة الاخبارية بخبر : تعرض وزير الداخلية الى محاولة اغتيال أودت بحياة عدد من أفراد حمايته .. لا أعرف لماذا بدأت أكره هذا المذيع !!
ننتظر خطة أمنية جديدة تحميك سيدي ، أما أهلنا بالعراق فلهم رب يحميهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس