الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان قبل حقوق الشعوب ؟

احمد مصارع

2006 / 3 / 17
حقوق الانسان


الشرق مقلوب , والمقلوب سيكون بالضرورة مهزوما أو مغلوب ؟!.
حين لا يكون شيخا من الدجيل أو طفلا من بلد أو امرأة من حلبجة , أو عجوزا من العوجة أهم بما لا يقاس مع
شبح غامض وسري قاتل , أسمه - القائد الرمز - في عاصمة وهمية أسمها بغداد , فعلى الأرض الخراب , والجوع والعطش واليباب ؟!. ليس في الأمر استثناء , بل تجربة حية معاصرة وطاحونة للألم والدماء الطاهرة
من شيفونية الشعر الأجرب : قول أحدهم متعجبا ؟
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وسحق شعب آمن مسالة فيها نظر
أقول سحقا للشاعر من أغالطه , فقد كانت مقدمته الأولى شرطا لازما وكافيا لوكان يفقه , أو يعقل , فقتل المرء في غابة أدعى للقول : جريمة لا تغتفر , من نتيجته الكاذبة والخائنة للحقيقة , ولسبب بسيط فان شعب كل قائد أو رمز يدعي الخلود فلا يستحق مجرد النظر , أو المسألة .
ما لذي يجعل الناس في الشرق يكذبون بلا حدود ؟!.
ثقافة الكذب على النفس , وكذب الثقافة التي لا تستحق التصديق بتاتا , لأنها القوة الغاشمة تطبق بشكل تعسفي فوق حق الحق , وصدق المنطق , بذريعة البداوة والبذاءة ليس إلا ؟
في الجهالة عصبية قبلية نعم , إتباع فقط , وفيها بعض القوة , في الحفاظ على الذات , ولكنها أقرب بكثير من مبدأ حقوق الإنسان قبل حقوق الشعوب من الموقف الشيفوني الضحل , لأن عصبة جمعوية على الحق أو الباطل وفقا للظروف السائدة , فيما قبل الممارسة الإنسانية العليا , في الطريق نحو كرامة الإنسان ؟
هل نعود لعصر ما قبل الوطنية ؟ وقبل الدولة ؟
ببساطة , نعم نعود ..
كيف لا نعود إليها إن كان لا حياة أمان أو اطمئنان في زمن سالف مصدره وحدة الحارة ضد المدينة , ووحدة المدينة ضد الولاية , ووحدة الولاية ضد الإدارة وضد الدولة نفسها , وهكذا دواليك ..
هذا صديقي , وتلك حبيبتي , وهذا جاري , وتلك حدود إمبراطوريتي الفردية والشخصية , وهؤلاء أعرفهم ويعرفوني وأحبهم ويحبوني , وأحس بهم ويحسون بي , ولا احد فوقهم وفوقي سوى الله رب العالمين ؟
فعن عي أمة أو شعب أو دولة وسلطة أو قائد ضرر تتكلمون ؟
عن أي أعداء تتكلمون , فأنا لا أعرف من هو أعدى منكم لمملكة حبي ووجودي وإمبراطوريتي , في الوجود كانسان كائن حي يعيش ليحب ويحب لكي يعيش ؟
إذا سحقتم الخلايا المجاورة لي , مصدر دفء حياتي , فكيف لي أن أتقبل وحشيتكم كأشخاص غرباء , لا أعرفكم إلا من خلال التلفزيون , وهو غريب عني تماما , أومن خلال صحفكم الغبية والبليدة , والتي لا تمجد أحدا سواكم , ونحن جميعا نعاني , في كل السنين والساعات والثواني , لإشباع نهم رغبتكم في ابتلاعنا جميعا , بلا شفقة ولا رحمة ولا معرفة , بل بدون عاطفة محلية أو تواني ؟!.
ليس من المبالغة أن أقول : إن كل ما أعيش معه وأحبه ويحبني , وللقدرة على البقاء يمنحني , أهم من كل الشعوب والدول , وأهم بما لا يقاس من حياة الدمار والمقت والموت ؟
على سبيل المثال لا الحصر , فجاري علي أبو حسين , وقد عاشرته ليس ليوم بل لسنين , حتى لا أتهم بالمبالغة , فقد كان يعاملني أو يعتبرني كأحد أبنائه الأ ثنين , بل ويزيد على ذلك , فلو مسني ضر , فليس له بنين , وان لم أظهر بين عينيه في الزمن المعلوم , سيشرع بالصياح عليهم , أين هو أين ؟!. فالكل في نظره مجرمين ومتهمين أبويا , وجواريا , وفي كل مرة يجدني حاضرا ومعتذرا من شتات الحياة , ومن عدم قدرتي على امتلاك قلبين ؟ ولكنه بقلب واحد فقط يلتهم الجميع حبا وحنين ؟!
وفجأة وإذا ؟
أبو حسين عميل الإمبريالية , والاستعمار ؟؟!!!..
لماذا يابا ؟؟.
ابن أخت ابن عمه , كان معارضا لصدام حسين , لن أقول طز طزين , لسبب بسيط للغاية , لأنني لا أريد مكثرة السكاكين على الثور الذبيح , وهو ثور هائج حقا وصدقا , فالبر غم أني لا أعرفه كما أعرف من يخصني خلال السنين , فماذا يخصني بالفائدة والخير العميم من خسارة , أب لم تلده أمي , ومن هنا فلن أكون حياديا أو بحجة الموضوعية , بلا قلب وعقل , طز طزين , من كل من يحاول توحيد المشرقين والمغربين , وعلى حساب من ؟!.
أبي في الغربة العراقية , وهو من كبار المسالمين والمسلمين ؟!..
نحن هنا نتحدث عن نقطة استناد لرافعة أرخميدس التي تستطيع - إن وجدت - أن ترفع الكون بأسره ,ليس في القضية أحجية , أو لغزا متساميا ممتنعا على الفهم العقلي , ومن الناحية المنهجية , فالأمر من البداهة بمكان , بحيث يستغرب العقل السليم , ضرورة مناقشة هذه البديهية العامة , لولا أنها الحد المفصلي بين حياة الحضارة الإنسانية , وغابة الهمجية البدائية , وهي كحد سيف العبقرية الأبي تمامي , في حده الحد بين الجد واللعب ,
فمن أجل حقوق الإنسان لم يتعرض لأذى أي شعب من الشعوب , بينما في دعاية رخيصة للغاية أسمها حقوق الشعوب تم تدمير البشرية بأسرها , وما زال هناك خطر الدمار قائم ؟!.

وعلى المحبة والجوار نلتقي ...
والحوار جوار ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف