الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القراءة الموائمة قراءة في قصيدة ( الشيزوفرينيا ) للشاعر : كريم عبدالله / بقلم : الدكتور / انور غني الموسوي

كريم عبدالله

2018 / 5 / 7
الادب والفن


القراءة الموائمة
قراءة في قصيدة ( الشيزوفرينيا ) للشاعر : كريم عبدالله
بقلم : الدكتور / انور غني الموسوي
في كل لحظة ندرك فيها روح الشاعر في نصه فانا في الواقع ندرك انفسنا. من الواضح اننا نستطيع ملاحظة ان مزاج القارئ له تاثير كبير على قدرته على الاندماج بالنص و حينما يكون هناك اختلاف بين مزاج القارئ و مزاج النص تحصل حالة قطيعة او قصور في التفاعل .
القارئ الحزين سيلتحم بالقصيدة الحزينة بقوة اكبر من اندماجه بالقصيدة السعيدة و العكس صحيح، لذلك و لاجل اندماج اكبر فان على القارئ الحزين ان يقرأ قصيدة حزينة و القارئ السعيد يقرأ قصيدة سعيدة، لكن اذا كانت الغاية هو تعديل مزاج القارئ فان عليه ان يقرأ قصيدة مغايرة لمزاجه. من هنا و من جهة الحالة النفسية يجب التمييز بين القراءة الاندامجية و القراءة التلطيفية.
من الامثلة الواضحة على التجلي النفسي و العوامل المابعد نصية في النص هي قصيدة الشاعر كريم عبد الله التي عنوانها " شيزوفرينا الكراسي" حيث يقول فيه:
" الشياطينُ على أوكارِ الحلم تتنفسُ ـــ تلهو بغرائزٍ هرمةٍ تصحو مبكرة
بيني وبين هذا الفراغ فجوة شوقٍ ـــ أيّنا يردمُ هلاوسَ سحنة مغازلةِ الرطوبة .....
فالعطشُ يأكلُ سنينَ العمرِ وغوايةُ الأفكارِ جموحٌ تراودني والظلُّ سيظلُّ ينازعُ فوقَ لهفتي ..."



من الواضحة اننا نحتاج الى قارئ متوافق مع هذا النص نفسيا و فنيا لاجل ان يلتحم و يندمج به و الا فانا سنكون امام قراءة تلطيفية.
في النص صراع، بين الرغبة و العمر، و احيانا نرى الشهوة في النص شيء محبب و احيانا تظهر كانها شيطان . وهذا الصراع يعكس امرين الاول ضغط الوعي العام على المؤلف و الثاني الحالة النفسية التي يعيشها. لهذا السبب استعمل الشاعر لغة رمزية و مخفية. و القارئ اذا كان يميل الى البوح المباشر و لم يكن في تلك الحالة النفسية فانه سيحقق القراءة التلطيفية و اما ان كان ميالا للرمزية و في تلك الحالة النفسية و الصراع فانه سيندمج بالنص.
النصّ الشعري :
شيزوفرينيا الكراسي

أكانَ وهماً ترقصُ في مخيّلةِ المكان ـــ تتعطّرُ كلَّ هذا الوقت بغبارِ الذكريات ..... ؟ !
الأطاراتُ الذي تتمدّدُ فيها مجاديفٌ تأخذها نحو شواطيءِ التصاوير أزهقتْ ألوانها تعابيرٌ شبقة ....
كيفَ تنزاحُ الشراشفَ عنْ فخذيها يكوّرها شتاءاً ملتهباً على بساطٍ يحتفظُ ببقايا الزغب ... !
فثمّة كرسيّ يهتزُّ بلوعتها يتلمّسُ مساماتِ التنهّدِ غارقاً باحتضانِ البخور ...
الكلماتُ تنامُ على صدرِ الدفاترِ وحماماتٌ تبيضُ وجعاً يتيماً بينما الستائر تفتحُ ساقيها للغبش ...
مَنْ قالَ بأنّها تتلاشى بينَ ثقوبِ الجدران إذا كانتْ أجراسها للآنَ معلّقة في رقّاصِ الطريق ... ؟ !
ها هنا يتوسّدني صوتها يخربشُ أزهاراً مجنونةً برائحةِ الوسادة كمْ أقضّني هذا التسلّط ... ؟
ريثما يأتي اليومَ الذي لنْ يأتي ـــ نوارسها تنامُ على كفٍّ حزينةٍ
تندلقُ كلّما ينفتحُ باب الجرح تلفحُ مساميراً عتيقةً على جدارِ الوجه باتتْ تحلمُ بمطرقةٍ تهشّمُ غربتها
حتى الكناري يتدفأُ في قفصِ الصدر ـــ طالما إنهدمتْ زوايا شهيق الحزن
الشياطينُ على أوكارِ الحلم تتنفسُ ـــ تلهو بغرائزٍ هرمةٍ تصحو مبكرة
بيني وبين هذا الفراغ فجوة شوقٍ ـــ أيّنا يردمُ هلاوسَ سحنة مغازلةِ الرطوبة .....
فالعطشُ يأكلُ سنينَ العمرِ وغوايةُ الأفكارِ جموحٌ تراودني والظلُّ سيظلُّ ينازعُ فوقَ لهفتي ...
ربّما ستصحو ظلمتي منْ غيبوبتها وتهملُ أعاصيري وحشةَ المكان وقابَ قوسينِ سأكتبُ ( طالَ إنتظاري ) .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا