الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوة الثقافية في تحديات قوى الدول الكبرى وصناع الحروب

ضحى عبدالرؤوف المل

2018 / 5 / 8
الادب والفن


القوة الثقافية في تحديات قوى الدول الكبرى وصناع الحروب
ضحى عبدالرؤوف المل
يأخذ صراع الثقافات الكثير من أشكال الحروب اللوجستية التي تقوم بها جيوش الدول ، لكن ضمن محو الموروثات والتجديد، وخلق المفاهيم الثقافية التي تفتح كل باب مغلق لترسيم الحدود المعرفية ضمن قناعات يتم التلاعب بها او تغذيتها ، كوسيلة تشكل نوعا من الصراع الثقافي غير ثابت على معادلة او مقترحات او تطورات لقناعات تستند على خبرات الماضي او على اثار الحضارات الثقافية التي ان بحثنا عنها نجد ان الثقافات في الماضي كانت اكثر انفتاحا على التاريخ الانساني، وان ضمن الموروثات وتطويرها وبتجانس مع الادب والتجذر الفني . مما يعزز احترام الثقافات على انواع دون تعزيز الكراهية بين الافراد او دون انتهاكات لثقافات تحرض على الكراهية، والقتل والانتقام للتاريخ والبقاء ضمن المحليات المغلقة غير القابلة للانفتاح العالمي او كونية الثقافة وابتعادها عن صراعات الحروب البشرية، الدموية لتعزيز فكرة التنوع الثقافي وتجانسه محليا وعالميا. ليبقى بمنأى الصراعات التي تجرد الانسانية من الانفتاح الثقافي، ولغة السلام النابعة من العقل المدرك للتكامل الانساني المشترك او الهوية الثقافية الحريصة على لغة ثقافة السلام.
الحصول على هوية ثقافية هي جزء من كل لفكرة السلام الثقافي التي ينبغي التحلي بها او السعي لتحقيقها . لأن الوعي النفسي المدرك لاهمية محو الصراعات المسلحة، والتي تتسبب بالكثير من الخسارات البشرية قبل الثقافية، وتؤثر على النمو الثقافي بعيداً عن لغة الاحصاءات . لأننا ان اجرينا احصاءات للنمو الثقافي ، لعرفنا قيمة الكوارث الثقافية التي تحيط بنا من كل الجوانب الانسانية ومفاهيمها التي تتشوه اثناء الحروب، وما تنتجه من ادب وفنون وفكر سياسي وفكر تربوي الخ ..
تهيمن العولمة الثقافية على العالم، ولكن هذا لا يعني انها عولمة سيئة بقدر ما تعني ان الفعل الثقافي في كل زمن هو فعل عطاء انساني بحت ان تجرد من مصالح الدمار الثقافي او بمعنى آخر الحروب الثقافية التي تشن بأسلحة الوعي والادراك والتقدم نحو بناء عالمي للانسانية من خلال الانتقال عبر مراحل تجمع الانسان في كل زمان ومكان على مبدأ ثقافة السلام وتنمية القوة الثقافية القادرة على متابعتها الاجيال بتحديث متطور قابل لنظريات وابحاث لا تقل اهمية عن تلك الابحاث العلمية النووية التي تأخذ البشرية نحو منعطفات ان لم يتم تداركها ستجرفنا نحو الهلاك البشري الذي يعيدنا الى البدء الكوني للبشرية، فلا يمكن لثقافة ان تموت وتولد اخرى دون تطور في الوعي الثقافي الذي نحتاج اليه. ليكون بمثابة المضاد الحيوي للحروب ولغة الاسلحة والدمار الشامل وما الى ذلك من تعابير نسمعها كل يوم الاف المرات بغض النظر عن المساوات الاجتماعية والاقتصادية واللغوية. خاصة ونحن في عصر شبكات التواصل الفضائي المفتوح على كسر المستحيل والقدرة على تحقيق العدل الثقافي ، وان ارخت الثورة المميتة بظلالها على الارض العربية.
الهوية الثقافية هي هوية حسية غير مادية مفنوحة عالميا لتكون ضمن زرع المفاهيم الانسانية جماليا. لتساهم في بناء الانسان الجديد دون ترسيم الحدود له للخلق والابداع والايمان المطلق بقدرات الانسان على محو الحروب، والبدء بمرحلة ثقافية منتجة للابقاء على العقول المفتوحة والاذهان المتطلعة الى لغة تجمع الثقافة تحت مظلة الانسانية، والادب المصاحب لها، والنتاج الفكري المؤدي الى استثمار طاقات الانسان لابعد الحدود بعيدا عن الكلاسيكية او المنطق الثقافي غير المأسور لدين او عقيدة او فروقات بشرية او عرقية، بل ! احترام الانسان وثقافته والسعي لتطورها نحو الافضل. مما يحقق للطبيعة الانسانية حقوقها من خلال الحصول على العدل الثقافي، وان اتخذ كلامي هذا صفة المدينة الثقافية الفاضلة. الا انه يحقق نوعا من رؤية هي تخطيط ثقافي لننجو من مهاترات سيئة الفهم ثقافيا تضعنا تحت المستوى الثقافي المطلوب لنتحدى صناع الحروب.
اختلافنا الثقافي مع الاخر هو الدافع التحفيزي الاكبر الذي يجعلنا نبحث عن ماهية الاختلاف، وبالتالي الاهتمام المدرك لهوية الاخر الثقافي يعكس قيمة التنوع الانساني في المجتمعات التي تمتلك الاهداف الثقافية المشتركة مثل تبادل الافكار وقبول الاراء المختلفة ودراستها مثل الانتاج الادبي كالروائي والفن التشكيلي والنحت والرقص والموسيقى والفلكلور والاثار وعلم العمارة، وكل ما من شأنه أن يجمع الانسانية ضمن الخلق والابداع بعيداً عن صناعة الحروب والصراعات الدموية والاحتفاظ بالهوية الثقافية كلغة مشتركة تحافظ على جمالية الثقافات المتبادلة المرتبطة يالمجتمعات بشكل عام، وبتنوع يميل الى الانصهار والتجانس مع الاخر. لتشكيل معرفة انسانية هي مجموع ثقافات متنوعة في كتلة واحدة تعني محو الحروب واستبدالها بالتنوع الثقافي، وبالتالي ولادة ثقافة السلام .
هل من حروب مسلحة وقعت ولم تؤثر على المسار الثقافي الانساني؟ وهل من ثورة قامت ولم تترك اثرها على الادب والفن والفكر، وبالتالي على اجيال ورثت هذا النتاج وانتفضت، ومن ثم وقعت تحت فريسة التوارث المتصارع عليه جيلا بعد جيل، لتحقيق الانتصارات الوهمية التي تزيد من تخلف الانسانية ووضعها ضمن العودة الى البشرية الاولى بصورة حديثة بمعنى ضمن اختلاف الادوات فقط ، وهذا لغز الحروب المستمرة في العالم ، كأن الثأر الزمني هو لغة التواصل للحروب وصناعها الذين يضعون لغة الانتقام من الاهداف الدنيوية، وليست الحياتية وما الحرب الا دنيا وما الثقافة الا حياة، وان كانت الحروب الثقافية هي الاقوى. الا ان ادواتها تتصدى لبعضها البعض ضمن المفاهيم والقيم التي تطغى على بعض البعض، وضمن ميزان الثقافة الانسانية التي لا يمكن ان تقتل الانسان وتشرده وتبتر من اعضائه او تجعله مشتت الفكر وبهلوسات لا تؤدي الا خسارة الانسان وخسارة التراث المبني على وهمية الاسترجاع بينما الذاكرة الثقافية هي الذاكرة التي تعيد تحديث نفسها بنفسها كلما تم تدميرها، لانها تتطور تلقائيا بعيدا عن التلوث والصراعات الدموية التي يخسر فيها الانسان وجوده. فأين نحن على خارطة الدول المتقدمة ثقافيا ؟ وما هي الحلول التي تجعل الحصول على هوية ثقافية عالمية هي رمز الانسانية التي تحيا على احترام الثقافات وتنوعها لمواجهة صناع الحروب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع