الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا مقاطع للإنتخابات - هذه وجهة نظري

باسم السعيدي

2018 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


#المقاطعة ليست حلا، هذا صحيح، لكن الإنتخاب تكريس وإبقاء لسياسيي الفوضى، في كل الكوكب تجد أحزاباً رئيسية، تختلف في رؤى ومذاهب اقتصادية وسياسية واجتماعية، تبدأ من الصحة والتعليم، ولا تنتهي ببرنامج إباحة الإجهاض، على أية حال فالناخب وهو يذهب للإدلاء بصوته يعرف لماذا انتخب هذا الحزب او ذاك، ليس في الأمر ولاءاً للمذهب او عرفاناً بالجميل، ويذكر ان الشعب البريطاني أطاح بتشرشل وهو يوقع اتفاقية يالطا للمنتصرين في الحرب العالمية الثانية، لم يصوت له عرفاناً بجميل النصر، لان حيوات الشعوب ومصائرها غير قابلة للهبة والمنح والأعطيات.
في العراق 214 حزب وكيان سياسي، وربما اكثر، لا يوجد فيها ما قام على مذهب اجتماعي او اقتصادي ، وما شذ منها لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، اذاً فهي فوضى سياسية عارمة، تتخبط شخوص النخب السياسية في قرار الانتماء الى اي منها قبيل كل انتخابات، وتبدل ولاءاتها على رأس كل 4سنوات، لانها لا تؤمن بعقيدة سياسية محددة، فكيف بحال الناخب الحائر وهو يقف قبالة هذه الفوضى؟ الا يشعر بالضياع؟
ان مقاطعة الانتخابات ليست حلاً، لكنها تضع النخب السياسية أمام مسؤولياتها الوطنية والتاريخية في تأسيس أحزاب وطنية رصينة، على سبيل السخرية سأذكر لكم حالة، بعيد سقوط النظام نهضت 4 نشاطات اقتصادية، وازدهرت، الأول هو قيام شركات مقاولات للعمل على عقود الإعمار، وتبين ان معظم تلك الشركات غير خبيرة، ولا تعرف ماذا تفعل، لذلك فشل الإعمار، وفشلك معظم الشركات، وأطاحت بها أزمة النقد 2014 ، تلاها انشاء مستشفيات أهلية، لكن هذه نجحت بسبب فشل النظام الصحي الحكومي تماماً، بعد ذلك ازدهرت تجارة انشاء الجامعات الأهلية، وما زال النجاح قائماً لكنه سيفشل حتماً بسبب نشوء طبقة أكاديمية عالية (بكالوريوس) في غياب طبقة أكاديمية متوسطة (دبلوم) ومن المعلوم ان التدرج الأكاديمي يتناقص عددياً كلما ارتقى، في النظم الاقتصادية السليمة.
ورافقت النشاطات تلك نشاطاً رابعاً هو تأسيس الأحزاب والكيانات السياسية، فهي تجارة رابحة ولا ريب، كما انها ليست بحاجة الى ادبيات وأعراف السياسة المعروفة عالمياً ،بل تنتمي (بحسب زعمي) الى ادبيات وأعراف القرون الوسطى، والعائلات النبيلة، والمكنة المادية.
وأزعم أيضاً ان الطبقة السياسية في العراق لم تبلغ حد المراهقة السياسية بعد، فكل من ينجح في الانتخابات مع قائمة معينة تراه بعدها يصدق نفسه فينشطر الى قائمة جديدة يؤسسها ويرأسها كأي طفل يذهب الى شراء دراجة بعد ان رفض ابن الجيران منحه "ركوبة" بدراجته، هذه الفوضى لن تتوقف مالم ينضج الناخب قبلهم، فيلفظهم الناخب والنظام الانتخابي لتبدأ مرحلة جديدة للعمل السياسي الناضج.
ما لم تتبلور فكرة المعارضة واهميتها قبل فكرة الحكومة فان الفوضى ستستمر.
المقاطعة ليست ترفاً ، انها اعلان لأهمية المعارضة في العمل السياسي.
جدير بالذكر ان شعارا محاربة الفساد والخدمات باتا أسيري الطبقة الفاسدة نفسها، وهاهم يرفعون مصاحف معاوية وهم عنها أبعد، تجارة الشعارات التي تشبه أية تجارة اخرى.
المقاطعة ليست حلاً لكنها ثقافة جديدة لو وجدت طريقها للشارع لأرغمت سقط المتاع على الركون الى مزابل التاريخ بدلاً من التلاعب بمقدرات الوطن والمواطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار