الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في أوراق ملتبسة؟ (ورقة/(6 ورقة الانتخابات/3.......... الشعوب مصالح اجتماعية أم هي مجرد أرقام عددية/1!؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2018 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الطبقة البرجوازية في أدبياتها السياسية تُعَرِفْ الديمقراطية بأنها : "حكم الشعب بالشعب وللشعب".. وتِعْتَبِر "الانتخابات" أهم الوسائل والآليات، التي تمكن الشعب من ممارسته لسلطاته عبر ممثليه المنتخبين إلى البرلمان، الذي يمثل ـ كما تقول نظريتهم ـ الشعب كله!.

لكن دعونا نرى: هل أن هذه النظرية صحيحه أم مخطوءه، أم إنها خرافه من الخرافات السياسية الكثيرة الشائعة بين الناس كثيراً؟؟
فالذي نراه ونسمعه ونشاهده ونلمسه لمس اليد في جميع الانتخابات العربية والعالمية، تكذب هذه النظرية.. فالشعوب دائماً ـ إلا فيما ما ندر ـ تكون (مجرد أرقام) وواجهات يتم (عدها وفرزها) حسابياً في العمليات الانتخابية، وكأرقام عدديه فقط ـ ترجح الفوز لجهة ما ـ وليست مخلوقات بشريه صاحبه القرار الأول والأخير، كما تقول النظرية الديمقراطية البرجوازية!

فالعمليات الانتخابية في جميع أنحاء العالم، ومن كثره استخدامها بآلياتها وتواريخها المعروفة، أصبحت شبيه بعمليات الولادة عند المخلوقات الطبيعية التي تحمل وتتوحم ثم تلد أو تبيض في النهاية وليدها الجديد، وكولادات المخلوقات الحيه أيضاً في مواعيدها الصارمة الدقة والغير قابله للتغير!!
ومن حيث التواريخ أمست الانتخابات كالولادات الطبيعية أيضاً، لها مواعيد صارمة وتجرى ـ إلا فيما ندر ـ كل أربع سنوات مره واحدة، ويعاد تكرارها بنفس التواريخ والطرق والآليات كل أربع سنوات أيضاً، ربما على مدى عمر الشعوب أو نهاية حياتهاً، إذا كانت لحياة الشعوب نهاية!.

وعادة أيضاً، وبعد انتهاء كل عمليه انتخابيه يعود كل من شارك فيها إلى المكان الذي جاء منه، منتظراً لدورة انتخابات قادمة، والتي ستجري وتتكر بنفس الطريقة والأسلوب والتاريخ، وبنفس النتائج أيضاً في كل أربع سنوات.. وهكذا تستمر دواليك ربما إلى آخر الزمان، وفق النظرية الديمقراطية البرجوازية!!
*****
صحيح هناك فروقات كبيرة وكثيره بين المشاركات والممارسات الدرجات والآليات الديمقراطية المختلفة، في الكثير من الأمم الدول والمجتمعات والبلدان المتعددة :
o بين الدول الرأسمالية المتقدمة عنها في الدول المتخلفة!
o وبين دول أوربا الغربية ذات التجربة الديمقراطية العريقة، وأوربا الشرقية المبتدئة في الممارسات الانتخابية!!
o وكذلك الحال بين الأوربيين عموماً ودول العالم الثالث قاطبة!!
o ومن هذا العالم الثالث نظمنا العربية، والمعروف عنها المشاركة العالية للناخبين، ونسب الفوز الكاسح فيها ـ للرئيس أو القائد الضرورة ـ وعادة ما تتخطا هذه النسب الــ %99 بالمائة دائماً!!

فالسادات مثلاً: كان يحصل على نسبه99,999 % بالمائة في جميع الاستفتاءات التي أجراها، بينما حصل صدام حسين على نسبة %99,96 بالمائة في "البيعة الأولى!" كما أسماها، وعلى نسبة %100 بالمائة في "البيعة الثانية"!!
وبالتأكيد لو كانت هناك نسب تتجاوز 1oo% بالمائة، لأعطاها جميع الرؤساء العرب لأنفسهم!!

ونتيجة لتأثيرات مختلفة قلت نسب فوز الرؤساء عندنا الآن، بعد موجة ما يسمى بـ "الربيع العربي" وتماشياً مع موجة (الديمقراطية المعلبة) السائدة عالمياً الآن، والمصدرة بإرادة أمريكية كواجهة لتجميل وجوه عملائها المعروفين، باستبدادهم وفسادهم ودكتاتوريتهم، ناهيك عن تلك النظم الرجعية العربية القرسطويه كالسعودية ومشيخات النفط!!
فأصبحت نسبة فوز الرئيس أو "القائد الضرورة" نتيجة لهذه الموجه الديمقراطية الأمريكية، تصل الآن إلى نسبه 60% أو70% بالمائة فقط.. لكنهم حتى في نسب الفوز المعقولة هذه هم كاذبون، سواء بنسبة المشاركة الجماهيرية أو بنسبه فوز الرئيس و "القائد الضرورة"!!
فنسبة المشاركة الجماهيرية الحقيقية في الانتخابات، تتراوح عادة بين %25 إلى 30 بالمائة، وفي أفضل الأحوال لا تزيد عن نسبة %40 بالمائة من مجموع عدد المشاركين في الانتخابات النيابية!.
وهذا يعني أن الرئيس العربي (المنتخب ديمقراطياً!) قد فاز ـ حقيقة أو تزويراً ـ بنسبة لا تزيد عن 10 إلى 15 إلى %20 بالمائة في أحسن الأحوال، من أصوات مجموع عدد المواطنين في البلد المعني.. وهذه النسبة المتدنية في حقيقتها لا تمثل إلا أقلية الأقليات، في البلد المعني وفي أي بلد من بلدان العالم الأخرى!!
فكيف يمكن أن تمثل هذه النسبة المتدنية مجموع الشعب كله؟؟.. كما تقول وتفترض النظرية البرجوازية للديمقراطية!؟
*****
لكن، ومع كل هذه الفروقات الهائلة بين النظم السياسية المختلفة ـ ومنها نظمنا العربية ـ وديمقراطياتها المتعددة الأشكال والآليات والدرجات، تبقى العمليات الانتخابية في جوهرها وفي جميع هذه بلدان العالم، عبارة عن عملية حسابية ـ عد وفرز ـ فتجعل من مواطنين البلاد فيها (مجرد أرقام) أو أنها تجعلهم أرقاماً مجردة، وقريبه من عالم الفن التجريدي، وليس عالم الحقوق السياسية والاجتماعية، والمشاركة في صنع القرار السياسي في البلاد وفي صنع مصيرها ومستقبلها، التي هي الجوهر الحقيقي لحقوق الإنسان المعروفة!!

وإذا كنا لا نستطيع أن نخوض في جميع تفاصيل تجارب وانتخابات دول العالم المختلفة هذه، فإننا ـ على الأقل ـ نستطيع أن الخوض في "التجربة الديمقراطية جداً" في العراق، لأننا على قرب منها ونعرف بعضاً من خباياها وخفاياها وتفاصيلها المختلفة.. ويمكننا أن نعرف من خلالها:
هل أن الشعب العراقي هو الذي يختار ممثليه ويمارس السلطة من خلالهم؟؟.. أم أنه "مجرد أرقام" في حسابات السياسيين و "العمليات الانتخابية" و "العملية السياسية" برمتها ؟؟
(يـــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــبـــــــــع)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟