الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل العراقي الانتخابي

منير الكلداني

2018 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لكل زمان ومكان حكاية ، وهذه الحكاية كانت تصل الينا عبر مؤلفات التاريخ لنتعرف على العقل البشري وماذا فعل عبر مساراته المتعددة وكيف كان يتعامل مع احداثه وكان الهدف من ذلك ان ياخذ الجيل اللاحق دروسه من ماضيه ويبني حاضره بشكل جديد ليكون مستقبله افضل ، وهذا هو المنطق العقلي السليم في الاستفادة من التجارب ، وكل حضارة ذاع صيتها اخذت هذا المسار وعند تركها اياه تنهار ولا يبقى لها الا حروفا على ورق ..
ولا نريد ان نستقرا كل التاريخ بل نكتفي بنظرة سريعة (( للانتخابات العراقية من عام 2005 حتى عامنا هذا )) لنرى ماذا استفاد العقل البشري (( العراقي )) من تجاربه السابقة في تغيير حاضره ليكون مستقبله مشرقا وهي تاتي بعدة نقاط
اولا : استطاع الشعب ان يخرج من (( المجموع )) الى (( التفرق )) بوقت زمني قياسي يحسب له منجزا حضاريا لتكريس التفرقة المذهبية والقبلية والفكرية ففي السابق (( العهد الظلامي )) كان العراقي (( عراقي )) مع انحياز واضح الا ان عقل الشعب العراقي تطور فلم يكتف بالتحيز فحسب لجهة واحدة بل صار المسلم قسمين والقومية حدث ولا حرج فصار العقل طائفي قبلي قومي لا يؤمن بالتعايش السلمي ولا يريده
فلو قال قائل : لكن الشعب لا حيلة له بل كل هذا جاء من السياسات الخاطئة
وبكل اعتزاز يجيبك العقل الشعبي انه هو الذي انتخبهم بدون ان يضغط عليه احد بذلك
فلو قال قائل : لكن الشعب كله لم ينتخب فتقع المسؤولية على من ذهب
وسيجيبك العقل العراقي ان عدم الذهاب هو من اعطى الفرصة لوصول تلك الوجوه وباعداد هائلة
ثانيا : قبول العقل العراقي بان يستهزا به اي احد حتى وصل الاستخفاف بالبعض الى اصدار اقوال لا تنطلي على المجنون فكيف تنطلي على العاقل وهذا الاستخفاف ليس وليدا من عدم فلولا ان هذا المستخف يعرف هذه السذاجة في العقل العراقي لما قال او تجرا وللمثال فحسب تصريح مسؤول (( بان الحمل الزائد على الكهرباء في الصيف انما هو نتيجة ان الناس تترك السخان بدون ان تطفئه )) والمسؤول (( يعلم باليقين )) والمستمع (( يعلم باليقين )) ان درجة الحرارة في العراق تجعل العراقي يبحث عن قوالب الثلج ليضعها في خزانات المياه ليكسر شدة حرها فكيف لا ينتبه لسخان فاذا كان الماء في الصيف تصل درجة حرارته في الخزان الى الف فهي مع السخان ستصل الى (( جهنم )) ... ومع ذلك يتجراون بمثل هذه التصريحات كما كان (( عدي )) ينشر ضياع بطاقنه التموينية ويقطعون المواد الغذائية عليه وهو بلا شك استخفاف ممنهج لوضوح عجز هذا العقل على التغيير .
ثالثا : العقل العراقي من اعظم صانعي التماثيل في العالم فهو لا يخجل ان يصنع صنما ويعبده ويدافع عنه ويموت في سبيله وهو (( عقل جمعي )) مع اختلاف مسميات الالهة عند كل فرقة ، فاذا كنت فردا مسالما بعيدا عن ترهات التماثيل وقمت بالكلام البسيط عن احدهم ستكون كافرا خارجا عن الملة ولا باس بان يدخلوا الجنة بقتلك ، بل لن يقتنع منك بالف حجة مع العلم انه لا يرى باسا في الكلام ضد الالهة الاخرى لانها كافرة وهذا منجز حضاري اخر يحسب لهذا الشعب في صناعة تبرير اخطاء التماثيل ، فاذا زنا ابن مسؤول سيقولون (( ابن نوح كافر )) واذا سرقت زوجة مسؤول سيقولون (( زوجة لوط كافرة )) وعجبا الا يعني هذا ان المسؤول بدون ان يعلم العقل العراقي صار نبيا وهو سارق وقاتل وكثير من مصاديق ذلك
رابعا : استطاع العقل العراقي بامتياز منقطع النظير ان يؤسس منظومة انتخابية فاشلة تعتمد على التزوير بالجملة بين التصويت من جهة وبين تحويل الاصوات من مرشح الى اخر واوضح تطبيق للتزوير هو الاعتماد على قانون سانت ليغو (( طبعا مع تحريف هائل )) فهو في هذه الانتخابات (( 2018 )) يعتمد على طريقة 1.7 والاصل في قانون سانت ليغو 1.1 وبنظرة حسابية بسيطة (( قد يجهلها الكثير )) سنلاحظ سرقة (( علنية )) لاصوات الناخبين واعطائها للاحزاب الكبيرة ونظرا لان الموقع لا يدعم الجداول التوضيحية فلذا ارفق لكم مقطعا يوضح هذه الجريمة

https://www.youtube.com/watch?v=xwT86Egaxic

وختاما لمن يقرا التاريخ لا تنخدعوا عما سيصلكم من انجازات لانها لن تكون الا باقلام من سرقوا الشعب بارادة شعبية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار أميري بحل مجلس الأمة الكويتي وتعليق العمل بعدد من مواد


.. تسلسل زمني لأبرز الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.. فما هي أ




.. دولة الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو بشأن المشاركة في إدارة قط


.. عبر الخريطة التفاعلية.. لماذا قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي ال




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في رفح جنوب قطاع غزة