الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية الغريبة للمواطن الفلسطيني (في رام الله تحديداً): حرية، حيرة أم ضياع؟

نورس كرزم
باحث وموسيقي متخصص في علم الدماغ والأعصاب

(Dr. Nawras Kurzom)

2018 / 5 / 11
القضية الفلسطينية


تناقشنا أنا ومجموعة من الأصدقاء الألمان حول الحرية ومفاهيمها، فكان هذا خلاصة ما ذكرته عن الحرية في فلسطين:
أشعرُ بأني حُرٌّ تماماً، ليس لي رئيس دولة يمثلني، جميع أبناء وطني منقسمون فيما بينهم، فلي الحرية بأن أختار أن أكون يمينياً، يسارياً، وسطياً والبعض قد يتمادى فيصير- لا سمح الله- حتى مُطبّعاً، فهي موضة رائجة هذه الأيام …
أحمل جوازاً اسرائيلياً كوني من ال ١٩٤٨ ولكن انتمائي فلسطيني أباً عن جد، ومع ذلك فلي الحرية بأن أسمي بلدي فلسطين المحتلة، فلسطين بدون الداخل…الخ، فهذا يعتمد على أية قذارة أيديولوجية أتبناها… وعندما أُسأل عن بلدي في الخارج، أقضي وقتاً جيداً في شرح المسألة
في فلسطين حرية غريبة: لا قوانين ولا كفاءات، بمقدورك أن تصير مدير مدرسةٍ خاصة إذا كنت منتسباً لطائفة فلانية ولا علاقة لك لا بالتربية ولا بالتعليم
درستُ علوم الأعصاب والدماغ في ألمانيا ومع ذلك فأنا حرٌ تماماً في اعتبار اسهامي العلمي فلسطيني أم أوروبي فليس من جهة أكاديمية فلسطينية ترعى الإنجازات العلمية بجدية.
في رام الله حرية اجتماعية تماثل حرية برلين في نهاية الأسبوع، ولكنها تقتصر على البارات وليس في صفوف المدارس ولا الجامعات ولا المكتبات ولا الكنائس ولا الجوامع…
بإمكانك أن تصبح أخصائياً نفسياً ومعالجاً حتى لو لم تتدرب عملياً وبدرجة البكالوريوس فقط، وبإمكانك أن تصبح مثقفاً إذا ما قرأت عناوين بعض الكتب…حرية لطيفة
.. أو بإمكانك أن تكون مديراً لمؤسسة ما كونك منتسباً لحزب ما، أو فناناً مشهوراً لأنك تقدم فناً بلا مضمون، أو كاتباً مرموقاً لأنك لا تعالج مسائل خلافية، وشاعراً مرهفاً لأنك تخبر رصّ الكلام والتنمّق…
في بلدي مُعضلة فلسفية قِيمية، فليس هنالك من حقيقة: الحقيقة هي ما يفرضه من هم في موقع إدارة البلد والمؤسسات، لذلك هنالك حرية قل نظيرها في وضع المفاهيم…
بإمكانك أن تصبح ما تشاء في فلسطين، فقط تماشى مع من هم في موقع الإدارة، وأكثِر من الترويج للتطبيع، فلربما صرتَ وزيراً أو محافظاً عما قريب…
هذه حرية بلا شك، فلا دولة ولا مؤسسات راعية ولا أحزاب جادة ولا رئيس شرعي يتفق عليه الأغلبية، لكنها حرية غريبة، دفعتني إلى البحث عن ماهيتي وماهية المواطن الفلسطيني

نورس كرزم
أوزنابروك، ألمانيا…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
خميس الجمعة حمدان ( 2018 / 5 / 11 - 07:05 )
ما تقوله رائع ومروع، و أعتقد أنك تعبر بمقالك عن رأي المعظم
تحياتي

اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟