الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جراح حلبجة تلتهب

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2006 / 3 / 18
حقوق الانسان


نشرت المواقع الكردية ووكالات الأنباء خبر الاحتفال الدموي بذكرى ال 18 لفاجعة القصف الكيماوي ، الجريمة التي ارتكبها النظام البعثي أثناء حربه مع إيران. و أمس تكررت الفاجعة ، ولكن بأيدي كُردية خالصة ، وباسم القومية الكردية، حين أقدمت قوة مشتركة من الحزبين الحاكمين في كُردستان على قمع مظاهرة أهالي المدينة المنكوبة بإطلاق النار عليهم و قتل اثنين و جرح 17 واعتقال العشرات ، ولا يزال البحث جاريا عن آخرين لاعتقالهم. وقد اطلعت ُ في موقع " بيامنير" الخبري التابع للحزب الديمقراطي الكُردستاني أن ّ قوات الآسايش التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني صادرت أشرطة فيديو من بعض الصحفيين ، ومنعت مراسلي وسائل الإعلام من تغطية التظاهرة ، كما اعتدت على بعضهم.
فهذه هي الشفافية والديمقراطية التي يتشدق بها حكام كُردستان في ظل الاحتلال ! وهذه نعمة إدارة بوش لشعب كردستان والعراق.
فأهالي حلبجة غاضبون بسبب الإهمال الذي يتعرضون لها منذ الفاجعة عام 1988، و الاستغلال البشع و الجشع لمصائب الضحايا وأهاليهم من قبل الحكام وأذنباهم في سبيل الإثراء الفاحش ، و تحقير الضحايا و إذلالهم ، و ترسيخ سلطاتهم المافياوية.

واللافت للانتباه رد فعل مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني و حكومة كُردستان ورئيس البرلمان وتحميلهم ما أطلقوا عليه " دولا مجاورة " مسؤولية " أحداث الشغب" !! ، ما يذكرنا بأبواق النظام البعثي السابق حين كانت ترد أسباب معارضة العراقيين له لتحريض إيران وإسرائيل.
وليس من المستغرب أن يلجأ الحكام إلى هذه الأساليب التضليلية في اتهام قوى خارجية بتحريك رعاياهم و تحريضهم ضد سلطاتهم. النظام البعثي السابق اتهم السلطات السورية أنها تقف وراء تمردات عديدة في العراق ضد الظلم والطغيان. و اليوم يدعي صدام و أعوانه أن أهالي الدجيل الذين أصدر بحقهم أحكام الإعدام ونفذها كانوا عملاء مأجورين للنظام الإيراني ، كانوا يعملون على إضعاف العراق في حربه ضد إيران.
يتناسى حكام كُردستان أن سلطاتهم استمرت لهذا اليوم بفضل الأنظمة الدكتاتورية والحكومات الخارجية ، مثل النظام الإيراني والتركي وبريطانيا وأمريكا والنظام البعثي السابق.
لقد انتهزت جماهير حلبجة وكردستان ذكرى الفاجعة للتظاهر ضد الفساد والفقر والبطالة وانتهاكات حقوق الإنسان. لقد قالت الجماهير كلمتها ضد الحكام الذين جعلوا من هذه الفاجعة سوقا للأرباح والإثراء على حساب قوت الشعب . لقد تحول هؤلاء الحكام من أناس يعيشون عالة على الفلاحين إلى أصحاب قصور فرعونية باستغلالهم مآسي الشعب الكردي والمزايدة بها في العالم. لقد بقت حلبجة مدمرة منذ يوم الفاجعة إلى اليوم ، فلم يفوت قادة الأحزاب القومية فرصة للنهب والسلب مذاك ، وقاموا بأعمال إجرامية يندى لها الجبين ، و من المخجل أن أذكر هنا قسما منها ، حسب ما سمعت من شهود عيان .

إن الرد على المتظاهرين بإطلاق النار عليهم وقتل اثنين وجرح العديد ، واعتقال العشرات منهم و ملاحقة البقية بذرائع طالما ترددها أبواق السلطات في الإقليم مثل حساسية الوضع وتأزمه ، أو أن الأعداء ودول المنطقة تحرض على الإرهاب و تسعى إلى قتل التجربة الفتية في كردستان !! لعمل إجرامي لا بد من إدانته بشدة، وأنه يثبت مدى هشاشة الأمن والاستقرار المزعوم في الإقليم.
ففي هكذا وضع مأساوي يكون الرصاص والنار لغة الحكام ، وتنعدم أبسط مقومات الحياة للمواطنين من ماء وكهرباء ووقود ومساكن ، تسود بالتأكيد البلطجة والمافياوية بكل معنى الكلمة ، و تكون كل ادعاءات بسيادة الأمن والاستقرار في كُردستان لا أكثر من نفاق و هراء.
الجماهير تعيش حالة إحباط قاتلة ، فلا رجاء في هؤلاء الحكام ، و لن تنفع وعودهم بتعويض الضحايا و تعمير مدينتهم ، بعدما جُرّبوا لمدة 15 عاما لم يقدموا للشعب سوى الذل والهوان والكذب والنفاق. الجماهير أطلقت صرخة الغضب " لكم نصبكم التذكاري خذوه ، لا رجاء فيكم ، واخرجوا من مدينتنا ! كفاكم مزايدة ..."

فالجماهير المنكوبة ليس لها ألا رصّ صفوفها والاتحاد في جبهة يسارية اشتراكية واضحة الأهداف والبرنامج ، والكفاح في سبيل تثبيت سلطتها اللا قومية واللادينية و التي يكون رائدها العدل والحق والإنصاف والحرية للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |


.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال




.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟