الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمتان في الغرام

محمود كرم

2006 / 3 / 18
كتابات ساخرة



حاولَ جاهدا ً إزالة آثار الهزيمة الغرامية والنفسية التي لحِقت به من جرّاء صفعة مدوية تلقّاها بعنف من عشيقته على مرأى ومسمع العابرين في أحد المجمّعات التجارية ، بعد أن أوهمها بالزواج منها ، ولكنه أخذ يتلاعبُ بعواطفها ومشاعرها ويستغل طيبتها والتي انفجرت في نهاية الأمر بتلك الصفعة العنيفة ..

وللتخفيف من حدة هزيمته الغرامية قررَ على الفور الانكفاء على نفسهِ فترة من الزمن علّه يمسح من ذاكرته تلك المغامرة المثيرة والإهانة القاسية ..

وظلّ هكذا فترة من الوقت حتى أحسّ بالكآبة تطوقه من كل جانب ، فقررَ من جديد النزول إلى ( الساحة ) واقتناص ( ضحية ) جديدة ولكنه اقتنع بأن عليه أن يجري تغييرا ً في ( الأسلوب ) مستخدما ً أدوات أكثر حداثة وعصرية ..

فارتدى ( الجينز ) واستبدل سيارته القديمة بأخرى ( سبورت ) وأصبح من مرتادي أحد الأندية الصحية التي تهتم برشاقة الجسم وفتل العضلات ، وغيّر من قصة شعره لتبدو أكثر شبابية واقتنى أحدث الأشرطة الغنائية للمغنية الكولومبية المثيرة ( شاكيرا ) ..

واستأنفَ من جديد جولاته الغرامية ليجرب حظه هذه المرة بنفسية متفائلة وبروح قتالية جديدة ، وقادته الأقدار عند إشارة ضوئية وقفت بجانبه سيارة تقودها فتاة حسناء ولكي يلفت انتباهها رفع صوت مسجّل سيارته على الآخر حيث كانت ( شاكيرا ) تغني ليفهمها بأنه عصريٌ وثقافته غربية وروحه شبابية ..!!

فالتفتت من فورها إليه منزعجة حانقة ، وصاحت بأعلى صوتها :
أهذا أنت مرة ثانية .. !!
ألم تـكـفِـكَ الصفعة تلك .. !!

وفي ذات مساء تلقّى اتصالا ً هاتفيا ًعن طريق الخطأ ، وكان الصوت على الطرف الآخر أنثويا ً من النوع الخطير جداً مما جعلهُ يذهب بخيالاتهِ إلى حد الاعتقاد بأن صاحبة الصوت الخطير ليست أقلّ جمالا ً من أيةِ فتاةٍ لا يختلف أثنان على جمالها الخارق ..!!

واستمرت بينهما المكالمات الهاتفية الدافئة شهرا ً بعد شهر إلى أن طلبَ منها ذات يوم الالتقاء بها وجهاً لوجه بعد أن بلغ به الشوق حد الجنون لرؤيتها ..

وفي كل مرةٍ كانت تتهرب من لقائهِ مختلقةً أعذاراً شتى تارةً بمشاغلها الكثيرة ، وتارةً أخرى بأنها تريد الذهاب لصالون التجميل ..!!

وأمام إلحاحه المستمر وإصراره المزعج ما كان منها إلا أن استسلمت لطلبه ، فاتفقا على أن يتقابلا في مكان محدد يتفقان عليه مسبقا ً ، ولم يستطع صاحبنا من أن يتمالك نفسه من نشوة الانتصار فأخبر صديقه المقرّب منه بالأمر ونصحه الآخر أن عليه أن يكون متماسكا ً وقوياً مهما كانت النتائج ..!!

وفي المكان المحدد أوقف سيارته وجلسَ بداخلها ينتظر مجيئها تتلبسه لهفةٌ عارمة وبعد برهة أو ربما قرن وقفت سيارة بجانب سيارته ، فالتفتَ إليها ليجد بداخلها فتاة عادية لا تبدو عليها أية ملامح جمالية وليست فارهة الجمال كالتي كان يتوقعها دائماً في خيالاته الملتهبة ، ولكنهُ استبعدَ تماما ً أن تكون هيَ مَن ينتظرها وأخذ يُمنّي نفسه بأن التي كان يحادثها ستأتي حتماً ..

فانتظر قليلا ً قبل أن يُطلق على نفسهِ رصاصة ( الورطة ) ريثما تتوضح لديه الأمور ..!!

وبينما هو يغلي ويفور وإذا بهاتفه النقال يرن فكانت صاحبة الصوت الساحر على الخط ، تُخبرهُ إن الأمرَ لا يتطلبُ منه سوى التفافةٍ نصف دائرية ليراها تقف بجانبهِ ..!!

وإذا به يصرخ عاليا ً على إثر الصدمة التي لم يكن يتوقعها ولم يكن يحسب حسابها أبداً تصدع معه زجاج سيارته ، إذن هي ذاتها مَن وقفت بجانبي ..!!

ولم يكن أمامه حلٌ سوى أن يوافق على إدخالها سيارته ليجد له فيما بعد مخرجا ً ينقذه من ورطته ..

فذهبَ بها إلى أقرب مطعم من النوع الرديء جدا ً ، وقف عنده ليأمرها بأن تجلب له ( شباتي وسمبوسك ) على شرط أن يكون ساخنا ً ، ولكي تُخفف عليهِ صدمته المرعبة امتثـلت لأمرهِ ، وفي أقل ّ من لحظةٍ وجدتهُ قد ابتعدَ عنها بسيارته سنة ضوئية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف