الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!أسطورة الوحدة الوطنية

صباح محسن جاسم

2006 / 3 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يدر بخلدي أني كنت أتعمد الخلط بين مفهوم الوحدة الوطنية ومفهوم حكومة الوحدة الوطنية.. فالذي أفهمه أن ترابطا جدليا وتناظر بديهيا يجعل قيام حكومة وحدة وطنية تحصيل حاصل لوحدة وطنية مفترضة. وما دام الأستاذ قوجمان قد تحدث عن أسطورة حكومة وحدة وطنية فلقد فهمت أنه يدرك تماما ووفقا لأطروحته أن الوحدة الوطنية هي مجرد وهم.ولكن جوهر ما كنت آخذه على السيد قوجمان ولا أزال – وأنا أحاوره كعراقي لعراقي-هو تبنيه موضوعة المقاومة ضد الأمريكيين وكأنه حلم المناضلين الشرفاء وإن كانت تضم تحت أجنحتها البعثيين الصداميين وسلفي (القاعدة) والموتورين ( الموتور هو من يطلب ثأرا بسبب قتل أحد أقاربه أثر العمليات العسكرية...). وتوجد حقيقة مؤلمة أن أكثر من يقوم بأعمال التفجير هم من هؤلاء الموتورين الذين لا يتحركون وفق أيديولوجية معينة أو توجيه سياسي ووطني.
ولقد عتبت عليه بمقالتي التي أثارت حفيظته، بأنه يصب الزيت على نار تحرق أخوته العراقيين فالمقاومة في بلد مثل العراق وضد دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية تعني خرابا سيمتد لقرون ومن واجب المخلصين والسيد قوجمان منهم أن ينتبهوا إلى هذه الحقيقة.
إن المقاومين السلفيين والصداميين يتكئون في أطروحاتهم للمقاومة على آيات من القرآن الكريم تحمل من القدسية ما لا يستطيع أحد أن يجازف بمناقشتها دون الوقوع في المحضور الديني وذلك أمر مفروغ منه ولكن أن يأتي من رجل علماني كالسيد قوجمان ليدخل حلبة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ... ) فذلك ما لم أستطع فهمه. فكتبت ما كتبت.
لا بأس أنه نبهني إلى خطأ في رسالتي الإنجليزية- ذلك أني لم الحق تصحيحه لأمر الاستعجال والتسابق مع انقطاع التيار الكهربائي الذي لم يجرّب الوقوع تحت طائلته كما أني تجنبت الكتابة بالعربية حينها تحسبا لهجوم الفايروسات على ما هو عربي اللغة – فترة كتابة رسالتي- مما اعتقدته أني بهكذا أكون أوصلت الفكرة.
ولو أن عتبي المتواضع إن لا يجوز كشف ولو جزء من رسالة شخصية كنت قد أرسلتها لشخصه حتى وان كان على أثر التوضيح – لأني أنا لم أعرج لذكر على خاصته – وأرى أن هذا جزء من نظام لا يفوته أهميته. ما يعتمد هو ما طرحته على صفحة الحوار المتمدن – لا رسالتي الشخصية التي ربما فهمت ما ذكرته وكنت أقصد به عامة الناس (mass ) كما ورد في الحوار المتمدن.
إن منظّري المقاومة في بلدنا صنفان ، صنف يدعو إلى مقاومة شريفة يستهدف بواسطتها المحتل وحده ويبريء الشرطة والجيش والموظفين وتدعو إلى جدولة انسحاب واستقلال تام. وصنف يجرّم الجميع ويصل بتجريمهم إلى اعتبار الموظف الذي يقوم بخدمة عامة متعاونا مع المحتل.. ولست أدري أي من الصنفين كان السيد قوجمان يدعو ويبارك!
في رأيي المتواضع إن الصنفين يصبان في خانة تدمير العراق الذي أخذ من الدمار كفايته.. وأن الصنفين يؤديان إلى أرامل جدد وأيتام جدد ومشردين وبيوت أخرى تهدّم وعوائل تشرّد ومصانع تتوقف ومزارع تُحرق وليس من النزاهة في شيء دفع القوم إلى الاستمرار في هذا السيل وهذا ما قصدته بعبارة ( درب الصد ما رد) وفي دعوتي لتقبّل الأمر الواقع باعتبار أن الاحتلال قد أخذ مداه ولا بد من الاصطفاف الوطني وتغليب الوطنية على الطائفية والاحتراب وهذا ما يفعله أياد علاوي والشيوعيون والديمقراطيون المستقلون وليبراليو الكرد .فإنما انطلقت من بديهية سياسية تعلن ( السياسة فن تحقيق الممكن ...) وليس تنزيها للتيارات الليبرالية من كل خطأ.
وإذا كانت الجماهير قد فضّلت خياراتها الطائفية وصوتت أخرويا ( خوفا من النار وطمعا في الجنة) فذلك يعني أن السيد قوجمان – وأنا مثله- كنا نائمين في قيلولة تشبه قيلولة أهل الكهف ..
إن الثواب والعقاب الأخروي كان لاعبا ممتازا في انتخابات بلدي وعلينا أن نفهم ذلك ونحترمه . ولكن علينا أيضا أن نؤشر حقيقة سياسية ووطنية إنْ ما هكذا تروى الإبل يا شعبُ ويا سعدُ.
وأعود لملاحظة السيد قوجمان التي استقاها من رسالتي الشخصية :
أما موضوعة الرعاع التي تمسكت بها والتي حاولت للأسف الشديد أن تستخدمها ضدي رغم أنها وردت في رسالة خاصة ، فلقد حاولت أن تتوسع باستخدامها- وذلك ما آلمني- لتعممها على كل شعبي ، شعب الحضارات.
إن الرعاع الذين عنيتهم هم أولئك الذين يفجرون أنفسهم في جمع من عمال البناء طمعا في رضا الله ورسوله. الرعاع هم الذين يفجرون جامعا سنيا لأن شخصا ما قد فجر جامعا شيعيا وبالعكس. الرعاع هم الذين يقتلون الأطفال والنساء لأنهم شيعة أو سنة أو مسيحيين.
أما جامعو الحمص الذين كانوا فقراء وباتوا يشترون الفيلات الفارهة في لندن وباريس فأنهم موكولون إلى الاستقرار السياسي الذي تحاول المقاومة ومن تدعو لها أن تجعله وهما من الأوهام.
إن الاستقرار سيوطد سلطة القانون واستقلالية القضاء الذي سيطارد جامعي الحمص المجرمين . الليبراليون ، نحن، نحاول أن نؤسس لبلد ديمقراطي كبريطانيا واليابان والولايات المتحدة . عند ذاك سيكون للمال العام حرمته وللإنسان حرمته وللدين حرمته وذلك لن يأتي بالمقاومة المسلحة بل بالصبر الجميل والكلمة الطيبة التي هي صدقة كما قالها مفكر عظيم من القرون الماضية.
لقد توسعت في موضوعة المتفكهين مقوّلني ما لم أقل باعتبار كل الذين يظهرون في القنوات الفضائية من الذين يعيشون في المهجر من المتفكهين الذين لا يعيشون المأساة بكل عمقها فأقول : أعلم يا سيدي أن هنالك من يشم شواء الأجساد البشرية وهو في السويد .. وهناك من ينزف لنزفنا وهو في الدنمارك أو باريس وبالمقابل فأن هنالك من يتغذى على جوعنا وهو في العراق. فكيف تتهمني بما لم أقل ولم أفكر . إن المتفكّه على آلامنا سواء في العراق أو خارجه هو من يدخل باب السلبيات وما أكثرها.. لكي يدعو إلى المقاومة بعينها التي هي الدمار الذي ما بعده من دمار. ذلك ما قصدته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح