الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاطعة بني سفيان .. إحتراق من نوع آخر

حسن عزيز الياسري

2018 / 5 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أمزجة ثلاث رسمت ملامح التصويت في العملية الديمقراطية الاخيرة المريضة بداء سل° العظمة ( ولم نسمع عن ديمقراطية مصابة بهذا الداء الوبيل ) المتمثل بترسيخ قيم القائد الضرورة ، تلك الثقافة التي ورثناها من فتات موائد اﻹستبداد ورجال الرأي المقدس وسياسة اﻹقصاء والالغاء والذي طبع صورته الغالبة بالقلوب المغلوبة للقادة الجدد ( وطالما يتلبس المغلوب دوما سمات الغالب) على حد قول ابن خلدون ، تلك الصورة التي تعلقت فيهم ، فظهرت صور القادة الضرورات الجدد والذين كلفهم الله والإحتلال وبعض الدول اﻷقليمية بقيادة العراق ، لننهل من فكرهم الطائفي الرجعي المريض .
تلك اﻷمزجة التي حاولت فيها تلك القيادات السيطرة على وعي الناخب من خلال :
مزاج الاكثرية من سياسي النخبة الحاكمة الذي حاول بنفس وسائله القديمة التأثير على وعي الناخب وعرقلة طريق أفكاره بزرع أشواك الموروث الطائفي الذي طالما عرجوا به نحو سدة الحكم وذلك من خلال تسويق فكرة إنبعاث نظام البعث من جديد بالاضافة الى تسويق وهم كثافة المشاركة من جانب الطائفة اﻷقل ومعاودة ظهور سلطان القومية الاخرى القادم من شمال الوطن حيث إن مقاطعة الاغلبية هو صورة لتمكين هؤلاء للسيطرة على الحكم ، في محاولاتهم الدائمة في اغتيال الحقيقة وطمسها ومحاولاتهم اليائسة في السيطرة على الجماهير التي لم تأكل الطعم هذه المرة .
والمزاج الثاني هو مزاج النخبة السياسية الحاكمة أيضا من الطائفة الأقل نسبيا ، فهؤلاء ايضا رصدوا ماكناتهم الاعلامية وقنوات فضائياتهم من اجل تشجيع الاغلبية بعدم المشاركة وبنفس الوقت العمل على ديمومة قرار المشاركة الفاعلة لدى جمهورهم وذلك من خلال وسائل الاتصال الحزبي والوظيفي والعشائري والمناطقي ووسائل الاتصال الاخرى التي افتضح الكثير منها مؤخرا .
ومزاج الشمال القومي الثالث والبعيد نسبيا والمتردي نسبيا ايضا في نفس الوقت والمتردد في قبول بقائه تحت خيمة الوطن التي اتسعت للجميع ، تلك الامزجة الثلاث التي حاولت رسم حلم البقاء في السلطة من جديد ، وذلك من خلال التأثير على وعي الناخب !!!!!
فكانت الانتخابات ، وكانت النتائج التي أدهشت المتسلطين والذائقين حلاوة السلطة حيث استندت هذه النتائج على حسابات المقاطعة الواعية والتي قلصت وجود الوجوه الكريهه من المجربين الفاسدين او الصامتين على حد سواء فكانت حركة شعبية عراقية حرة وناهضة من نوع اخر كتلك التي قامت بها قواه الوطنية والشعبية في الداخل وبكل عفوية في الانتفاضة الشعبانية أو تلك التي تصدى بها لفكر داعش من خلال فتوى الحشد المباركة والتي كلف بها غالبية الشعب العراقي ذاتيا عبر نضاله الأصيل والطويل ضد قوى الطغيان والتسلط والرجعية وإن كانت داعش عنه ليس ببعيد ، فإن المقاطعة ليست آخر أحتراقاته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه