الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقباط خطر على الأمن القومي المصري

عساسي عبدالحميد

2018 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الأقباط خطر على الأمن القومي المصري؛ هذه اليوم هي القناعة الراسخة للدولة المصرية بأذرعها الدينية والأمنية والإعلامية ؛وهي تعمل عبر مشروعها الاقصائي هذا على تذويب المكون القبطي داخل الكيان السلفي الوهابي؛ كما تذوب قطعة سكر في صهريج ضخم من الماء ؛ وذلك في أفق افراغ مصر من أقباطها؛ والنزول تحت رقم المليون قبطي في أفق سنة معينة قد تكون 2030 أو 40 أو 50 ؟؟؟؟ لا أدري بالضبط .
.
نعم هذا ما تتوخاه الدولة المصرية اليوم وتعمل على تنزيله ؛ ونراه يتمثل في شتى أشكال التضييق على أقباط مصر ؛ بدءا من التكفير والتحقير العلني من طرف رجال الدين الإسلامي برعاية الدولة ؛ وإبعاد النخب و المؤهلات القبطية من مراكز القرار و الأجهزة السيادية؛ وقتل المجندين الأقباط داخل ثكناتهم العسكرية؛ اختطاف و أسلمة القبطيات بعد تخذيرهن واللعب بعقولهن ؛ حتى ميدان الرياضة قد طالته هو الآخر العدوى بمنع أقباط مصر من تمثيل الأندية والمنتخبات الوطنية والتي أصبحت حكرا على الساجدين فقط .
.
وعبر هذه الأذرع الثلاثة ( الدين- الأمن - الأعلام ) تعمل الدولة السلفية بقيادة السيسي ليل نهار على بلورة مزاج عام مصري مسلم رافض للأقباط كشريك ومكون هوياتي أصيل داخل المنظومة الوطنية ،وتعمل هذه الدولة على رسم صورة نمطية للقبطي ترتبط ببائع الكنافة وجامع القمامة ومصفح خيل جيش المسلمين؛ والمخصي الذي يحمل طست الماء ليصبه في الحمام على حريم السلطان .
.
محمد فريد خميس؛ رجل أعمال مصنف في خانة المليارديرات؛ يتربع على عرش صناعة النسيج بمصر ؛ويمتلك العديد من الشركات في مجالات عدة؛ هو نموذج ونتاج هذا المشروع الاقصائي السلفي العنصري ؛ فالرجل له حساسية اتجاه الأقباط؛ ويرفض رفضا قاطعا تشغيل أي قبطي داخل شركاته مهما كانت مؤهلاته وقدراته؛ تماما مثلما هي حساسية المدرب اكرامي الذي يرفض أن يحمل قبطيا قميص الأندية المصرية؛ ومثلما هو الأمر عند حزب النور السلفي و أعضائه بالبرلمان الذين يرفضون توغل الأقباط على حد تعبيرهم داخل مؤسسات الدولة وكما جاء عبر تصريحاتهم في مناسبات عديدة .
.
محمد فريد خميس المعروف عنه بارتباطاته و علاقاته مع الأجهزة الأمنية المصرية ؛ والمعروف عنه أيضا إعجابه بسيرة الخليفة الإسلامي عمر بن الخطاب هو نموذج للاستئناس ليس إلا؛ و أمثاله كثر؛ سواء في ميدان المال و الأعمال أو الجهاز الأمني أو داخل المشهد السياسي ( حزب النور نموذجا ) أو المؤسسة الدينية المتمثلة في الأزهر .
.
في أوج الفتوحات الاسلامية؛ بعث الخليفة المسلم عمر بن الخطاب رسائل إلى ولاته بالعراق والشام ومصر يدعوهم فيها الى عدم تشغيل و توظيف اليهود والمسيحيين في دواوين الدولة ؛ ومما جاء في كتابه له لعامله في البصرة (( لا تدنيهم إذ أقصاهم الله ؛ ولا تؤمنهم وقد خونهم الله ؛ولا تعزهم بعد أن أذلهم الله : المرجع : أحكام أهل الذمة لابن قيم الجوزية ؛ ج 1 الصفحة 201 )).
.
رسالة الخليفة عمر ابن الخطاب ما هي سوى غيض من فيض من أدبيات ومراجع عنصرية تزخر بها رفوف الأزهر إلى اليوم ؛ ولنا أن نتساءل كم من طالب تم تخريجه من الأزهر ؟؟ وكم من مواطن استلهم آرائه و فكره بأمهات كتب الأزهر و العهدة العمرية ؟؟ وكم من شخصية عامة مثل محمد فريد خميس انخرطت في هذا المشروع الاستئصالي لهدم الكنيسة المصرية ؛ نعم لنا أن نتساءل ؟؟.

ولنا أن نتساءل أيضا ؛ ألهذه الدرجة ؟؟ يشكل الأقباط خطرا على الأمن القومي المصري ؟؟
لكن الأكيد هو أننا نعيش في عصر السيسي ؛ و أن غدا هو يوم الأحد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة